في أهم وأعظم مساجد مصر على الإطلاق جاءت خطبة الجمعة أول أمس نموذجا من نماذج تجديد الخطاب الديني الذي تفاعل معه الناس تفاعلا لم نعهده في أي خطبة بنداءات وتكبيرات وتدافع جعل الناس يصلون وقوفا من شدة الزحام .. فلم يرد على مسامعنا في أي مسجد من المساجد في داخل مصر ولا في خارجها نص خطاب النبي الصحيح المتواتر والذي وجهه صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى جميع الناس على وجه الأرض باختلاف أصولهم وأعراقهم ودياناتهم والذي أعاده خطيب الجمعة الرائع قائلا: ( أيها الناس إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض وعترتي أهل بيتي ) .. ما لم يُذكر من نصوص وروايات صحيحة كادت أن تندثر قد أعاد الخطيب منها رواية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن أعطى الجميع كسوتهم عدا الحسن والحسين ليسأله الصحابة لما لم تعطيهما ؟ ليخبرهم أن هذه الأكسية لا تناسبهما وقد اشتريت لهما كسوة تليق بهما.. فقالوا وقد كسوت ابنك منها ليقول وهل ابني مثلهما ( وقد أعطى الحسن عشرة آلاف درهم وكذا الحسين وأعطى ابنه عبد الله بن عمر ألف درهم ليسأله لما ذلك يا أبى ؟ ليقف عمر رضي الله عنه يخطب على المنبر يقول: ويحك يا عبد الله ائتني بجد مثل جدهما، وأب مثل أبيهما، وأم مثل أمهما، وجدة مثل جدتهما، وخال مثل خالهما، وخالات مثل خالاتهما، وعم مثل عمهما، وعمة مثل عمتهما، جدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوهما علي كرم الله وجهه، وأمهما فاطمة، وجدتهما خديجة، وخالهما إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخالاتهما زينب ورقية وأم كلثوم، وعمهما جعفر بن أبي طالب، وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب.. وقد تطرق الخطيب إلى قصة الكلب قطمير .. ليعرفنا بأن أهل الكهف أحبوا كلبهم وقد صار معهم مخلدا في القرآن الكريم .. فما بالكم بمن أحب الحسين عليه السلام ؟ ثم رواية منه عن العباس عم النبي والذي وضع الحسين على دابته ليمشي بجواره رغم كبر سنه فيسأله السائل لما تضعه وتمشي ؟ ليقول العباس رضي الله عنه: لو علم الناس مكانة الحسين لوضعوه فوق رؤسهم .. ولم أرى الناس من قبل يصلون وقوفا من شدة الزحام .. لقد كاد البعض أن يموت دهسا داخل مقام الحسين الشريف وقد أخرجني من معي بصعوبة بالغة .. فهل أتى الوقت لتوسعة أهم مساجد مصر ورابع أعظم مساجد الأرض على الإطلاق .. والذي شهد أول نموذج من نماذج تجديد الخطاب الديني في أخر خطبة جمعة في أخر العام الميلادي الحالي والتى اختتم فيها الخطيب خطبته بدعائه لمصر اللهم اجعل العام القادم عام النصر والتمكين والهدى لمصر .. وأسأل الله العظيم القبول وأن تكون الخطبة بداية تجديد الخطاب الديني العلني .. وكما توسل عمر بن الخطاب والصحابة بالنبي محمد وبعمه العباس كما قال عمر بن الخطاب في صحيح البخاري: ( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا محمد فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ) .. اللهم وإنا نتوسل إليك بنبيك محمد وبذرية نبيك محمد أن تجعل العام القادم عام النصر والتمكين والهدى لمصر .. باحث إسلامي علاء أبوحقه ..