في أحد أركان المطعم الوارف جلس مشدوهًا شارد الفكر والوجدان ، ينظر إلى هذا الماء الأزرق ، يمسك بيدية فرع من فروع الشجرة المتدلية ، يُحٍدث نفسة وكأنة يتحدث إلى هذة الشجرة !!!، يبدو عليكِ أثار الزمن كما يبدو عليٍ ! يتنهد يتنفس بعمق ،يُخرج زفير ممزوج بألم ....ينظر خلفة أمامة ، يمينًا ويسارًا وكأنة يبحث عن شيئ ما في وجوه الجالسين ، أو كأنة يتعجب من ضحكاتهم العالية ومزاحهم ....وهو لا يدري كيف يُخرج حتى إبتسامة من شفتية ! جاءة النادل ماذا تطلب سيدي ؟! فكر برهة تذكر أن قائمة الطعام على المنضدة ولكنة لم يفكر في الطعام ...قال في نفسة المعدة جائعة ولكني لا أشتهي الطعام ..قال بسرعة ربع كباب...! أكل وهو لا يدري ماذا يأكل فقد حاسة التذوق ينظر إلى هؤلاء الناس وهم يأكلون بشراهة وعشق للطعام حتى الشهية للطعام أصبحت ذكرى كذكرياتة ....يتذكرصباه شبابة شيخوختة وهو الأن ينتظر الموت بعد يأسة من حياتة ومن الروتين الممل ....نظر نظرة عميقة وإتسعت حدقة عينية وظل يحملق وكأنة يرى شيئًا قادمًا علية...يتحدث إلى شخص غير موجود الهواء يتجسد أمامة ويتحرك يجلس أمامة على الطاولة شخص هلامي يُخرج سيجارة يُشعلها بولاعة صغيرة خضراء اللون لونها زاهي يلفت الأنظار ، يشعلها ببطئ ....يأخذ نفس عميق حتى ينضغط خداه بقوة تضاغطات وتخلخلات وكأنة يعتصر هذا الدخان بداخل فمة. ...يُمسكة بمنتهى الغل يهضمة ويحللة وُيكسٍرة إلى عناصر فردية ثم يُخرجها من فمة متناثرة تملأ المكان دخان كثيف ....الكحة تخرج من جميع من في المطعم كحة متواصلة تصل لشرقة يشربون الماء لإطفاء هذة الحرائق الداخلية ....النار المتقدة ...! نسيىَ ما كان به وإنشغل بهذا الكائن الهوائي الخرافي المتخفي ولا يبدو منه شيئًا إلا هذا الدخان ....شخص واحد فقط هو الذي يراه إن قال للناس أنه يري شخصًا هلاميًا هوائيًا لن يصدقة أحد .... بدأ هو التحدث معه .....! من أنت وماهي حكايتك ؟ ولماذا أنت متخفي في هذا الهواء وشكلك الهلامي والدخان الغريب المتطاير من أنفك وفمك الذي يُشبه العناصر المشعة المحرقة ...؟ قال له أنا ماضيك وذكرياتك السيئة ...! قال له سأقتلك سأقتل هذا الماضي وهذة الذكريات السيئة ...! أنت شخص هلامي وهوائي وإن قتلتك فلن يعرف أحد بذلك ولن يلتف حبل المشنقة حول رقبتي ولن أُسجن ... أخرج المسدس من جيبة ثم أطلق عدة رصاصات إختفي الجسم الهوائي وأخذ كل من في المطعم بالفرار والجري بأقصى سرعة وفي هذة اللحظة إتصل صاحب المطعم بالبوليس الذي حضر في التو والحال ....! وقف الرجل شاخص البصر والمسدس في يدة ...إقتادوه إلى القسم وبدأوا معه التحقيق وحضر الشهود .... ما إسمك ... لم ينطق ... لماذا تمسك بمسدس دون ترخيص ؟! لا إجابة.... على من كنت تطلق الرصاص ؟! الرجل لا يتكلم ولا ببنت شفة ... الضابط خذوة على الحجز... وصادروا المسدس...! يجلس في الزنزانة ينظر من خلف الحديد وكأنة ينظر إلى ماضية تزوج من عشرين إمرأة زواج عرفي كا ن وسيم ذو مركز ومال مما دفع النساء إلى الجري ورائة وإستنزاف صحتة وأموالة ... أخرج قلمًا من جيبة ثم جلس على الأرض يخطط ويكتب رسم بنت جميلة وكتب بجوارها غادة .....ورسم بنت أخرى رائعة الجمال وكتب بجوارها بسنت وهكذا حتى رسم العشرين بنت الذين عاشرهم في شبابة...! لم يحب ولا واحدة منهم وتبرأ منهم جميعًا ....كان قلبة ينبض بحب إمرأة واحدة فقط ...إمرأة واحدة فقط أخذت لبة وقلبة وجوارحة حاول معها المستحيل ولكنة لم يستطع أن يصل إليها ... وهو يرسم ويكتب ويخطط جاؤه الشخص الهوائي ...وجده أمامة أمسك بالقلم بكل قوتة وحاول تخزيق عينية وكأن القلم خازوق ... ولكنة قد عمل ثقب في الجدار ومع الأصوات والصريخ فتح العسكري الزنزانة والرجل يصرخ ويقول هقتلة هقتلة أتركوني أتركوني أتركوني أقتلة أخذوة إلى مستشفى الأمراض العقلية .... وعاودتة الحالة مرارًا وتكرارًا حتى مات وإستراح وأراح ومات معه ماضية وذكرياتة.