طيرا الحنفي كاتب مغربي ومحام ا الهوية السياسية للشعوب والامم ,تكون بين الفينة والاخرى ,موضوع نقاش سياسي ومجتمعي ,وهي اجمالا بالمنطقة العربية الاسلامية ,هوية زواج العروبة والاسلام ,وزواج الاصالة والمعاصرة ,من خلال المدبد الذي ارساه المفكر المصري محمود امين العالم من خلال اطلاقه مقولة ** اصالتي المعاصرة** تعقد اشكالية الهوية عند كثير من الباحثين تعزى الى كونها مجال التقاطع بامتياز, تقاطع الفردي مع الجماعي, وتقاطع المحلي مع الدولي ,وتقاطع ماهو دخيل مع ماهواصيل, وتقاطع الوطني مع الانساني ,والبيولوجي القراباتي مع الثقافي العلاقاتي الشيئ الذي لاينتبه له الكثيرون ,هو ان هذا التقاطع في حد ذاته ظاهرة صحية, دالة على تطورية المجتمع البشري الانساني, الى ما يسمى اليوم بالمجتمع الدولي,الذي يحكمه نظام امن جماعي ,يشرف عليه اقوياء العالم ,اصحاب الفيتو والقضاء الدولي المبرم صحيح ان اجدادنا عاشوا صدمة الاحتكاك بالاخر, في نطاق ماسمي بالاحتكاك الحضاري, عبرنظريتي , الامتداد الحضاري و الامتصاص الحضاري او ما يسميه المسلمين بالفتوحات, وفي كل الحالات هناك قوة تريد ان تعيش نشوة الاصطدام مع كل ما هو مخالف لها,كان البشرية كتب لها ان تحياعلى درس الثقافة بالنظير الهوية انواع منها= الاسرية, و المهنية, و الاجتماعية ,والسياسية, والدينية, والثقافية لكن الذي يهم موضوع اليوم , هو الهوية السياسية وعلاقاتها بالهويات الثقافية ,لان هدف هذه المقالة هي الوفاء لروح مضمون الدولة الاممية,التي تعني الخضوع لمينيزمات حكم هيئة الاممالمتحدة ,قد لانتفق معها كاي شيئ نناقشه ,لكنها امر واقع دوليا منذ زمنية عصبة الامم وبعدها بعد الحرب العالمية الثانية ومعاهدة يالطة ,النظام الحالي للامم المتحدة من جمعية عامة ومحكمة دولية ومحاكم دولية للحروب الاهلية ومجلس الامن والقوات الاممية مع الاممالمتحدة بزغ وعي حضاري راقي جدا: بان المجموعات الثقافية المتعددة تكون شعبا مكون لدولة اممية متساوية من حيث الحقوق والواجبات تجاه عموم الانسانية, طالما العضوية الاممية تفيد الندية, لحد اننا الان نعيش في جو اممي لاتتجاوز عدد دوله الاممية المائتين, ولو سايرنا المنطق المنحط السائد اليوم, واعتبرت كل مجموعة ثقافية نفسها شعبا حاملا لهوية سياسية: فان عدد الدول المجموعاتية سيكون عشرة الاف دولة ,عوض الوضع الحالي المخالف تماما للوضع المشار اليه الذي ارساه حكماء الاممالمتحدة من تشرشل وروزفلت ومحدمد الخامس وناصر وغيرهم كثير ,وهنا يلزم التمييز بين اعضاء مجلس الامن الخمسة ومقتضيات الميثاق السابع , وبين المصالح الامبريالية التي تفرض قوتها الميدانية وفق تفاهمات المطابخ الداخلية للقطبيات الدولية الحاكمة ,ولكن منذ البدء اؤكد ان هناك تماهي مصالح الاقوياء بين هويتهم الاممية والامبيريالية ,وحتى الشعوب والدول المستضعفة تكاد تجزم يقينا با مبريالية الخدمات في زمننا الراهن , لذلك لايجمل بنا تضييع الوقت في امور يسلم بها الجميع رواندا مثلا كانت الى عهد قريب 1994 مسرحا له لحرب اهلية بين الهوتو والتوتسي, حيث اعدم حوالي 800000توتسي في مائة يوم من طرف قتلة عاديين, وتدبير مافيوزي منظم, حيث القتل ارتكبه اصدقاء العمل, والاقرباء, والمعلمين, والاطباء, والقساوسة, والمدافعين المقنعين عن حقوق الانسان ,او النساء تجاه ازواجهن, انه باختصار تقتيل جماعي, ولد ما اسماه محمود مدني** بثورة الفئران على القطط, لاعادة وضع حكم القطط** الكثيرون اذن يتساءلون عن سؤال الهوية ,وكان الدولة الاممية التي ارسى دعائمها ساسة كبار ارهفت المرانة العقلية ادراكهم ليست كفيلة باشباع انتمائهم للحضرة الانسانية الاممية وانت تناقش مدى نضج الهوية الاممية ,تصطدم بحلم تحول كل مجموعة ثقافية الى هوية سياسية مطالبة بعلم اممي ونشيد ترنيمي ,لكن هيهات ,الواقع شيئا خر ,وسرعان ما تصطدم تلك المجموعات بتشتيت دهنها بين الاستفتاءات المحلية والدولية ,ريتما يدهب جيل وياتي جيل اخر فاقد لحماس المحرك للاولين ,امام مطامع المناصب التشريعية والحكومية والبيروقراطية, التي تجود بها المركزية على ابناء الجهات ,وكذلك المصالح الديبلوماسية والعسكرية الدولية الكبرى ,التي تستفيد من تلك الاوضاع في كل الاحوال النزوع نحو العنف السياسي, كبديل عن تطوير الهوية السياسية, امر مرفوض ,وان كان الواقع يشهد ان حضور القوة حتمي وبارز في احكام الانظمة او في تقويضها ,حتى قيل بان مكافح التخريب هو خالقه مع نسبية الامور نتيجة لتغير ظروف الوطي وتقريب المسافات التي كانت بعيدة ,فيما مضى واعتبارا لكون سؤال الهوية يشغل الكثيرين فاننا سوف نتناوله كما ظهر عند المجتمعات البدائية ,ونعرج على تناوله قاريا: حسب الهوية السياسية لكل قارة, لكن تصحبنا نظرة اساسية: وهي ان الدولة السياسية الاممية هي اسمى تعبير عن الهوية السياسية التي تعني في اخر المطاف ان لكل انسان جنسية ,وبطاقة تعريف, وجواز سفر دولة اممية من دول المجتمع الدولي وحينما يحمل اكثر من فرد اكثر من بطاقة تعريف دولة اممية, فان ذلك يحيل على البحث عن الرفاه ,او الديناميكية الاجتماعية والسياسية لحاملها ,اما الهوية السياسية فهي بالاجمال: هوية اممية محيلة على الانتماء الاصلي ,و تبقى اختلافات الدول فقط حول تلك الهوية, بين المتقدمة جدا مثل امريكا وانجلترا التي تناقش مواضيع سرقة الهويات الكترونيا, وبين الدول التي تكابد من اجل جعل هوية مواطنيها ممغنطة غير قابلة للتزويربضبطها بالرقمنة الى جانب الضبط الكلاسيكي المشخصن وبين دول فقيرة ماديا ولاتزال تعتمد بطاقة هوية تقليدية ذات طابع قبلي , لكن في كل الاحوال: وجود البطاقة الهوية السياسية في حد ذاته حما ل دلائل نضج على عدم العودة للوراء, والحلم بتحول كل مجموعة بشرية بهويتها الثقافية الى هوية سياسية: فتلك لعمري مهزلة عوض ان تنمي الامن الجماعي ستساهم في تقويضه ا-مجهودات الفكر الانساني العالمي,لاجل بناء المنظور الهوياتي على المساواة الثقافية لكافة الشعوب اولا هناك حقيقة لايغفلها احد, وهي انه لامساواة في عرف الطبيعة ,فهي مبنية على تقسيم ثنائي الى قوة وضعف,وكبر وصغر , لكن هذا لايمنع البشرية على فرض مفهومها السوسيولوجي للعدالة المساواتية بين الجميع: ثقافات ودول, لذلك فقد تختلف الشعوب والدول من حيث الفقر والغنى, لكنها لاتفقد سوسيولوجيا احقيتها في المساواة, وهذا هو المنظور الذي دافع عنه ليقي ستراوس, حين قال بتالف الثقافات العالمية ووضعها على قدم المساواة ومن هذا المنظور فان الثقافة حاضرة عند الانسان :بدائيا او معاصرا كان, والى ذلك اشار الدكتور علي حرب, في دراسته لاثريات العنف عند بيير كلاستر: حيث تناول الهوية, والثقافة, والسياسة من منظور انتروبولوجي: حيث انطلق من فرضية مغايرة لماهو سائد غربيا للبحث عن واقع السلطة بدائيا خارج مقاربة العنف والقسر, معتبرا المجتمعات البدائية مجتمعات سياسية, لكنها لاتتسم بطابع مؤسساتي, اي دون ظهور جهاز الدولة الحالي بمعنى انها مجتمعات الادولة فكاننا نسطر مع كلاستر, عدم وجوبية الماسسة كشرط ضروري للحديث عن هوية سياسية, والى مثل هذا يشير سؤال الهوية عند الجابري, حين يبحث عنه في المجتمعات العربية الاسلامية, حيث يضبطه في زوج العروبة والاسلام ,وهذا الاتجاه التوافقي جاء بعد اصطدامات اتجاهات الجامعة الاسلامية مع الافغاني ومحمد عبده , وجامعة الدول العربية واتجاهاتها, مع بطرس غالي والحصري وعفلق وغيرهم كثير حبس الهوية في الدين واللغة , يصطدم احيانا بالموديل الاممي الذي يحمي كافة اديان العالم والسنة الشعوب ,وينبني على الانسانية المتنوعة ,والاعلانات العالمية لحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني ,وكثير من الترسانات التشريعية والمبادئية تركز على الهوية الانسية الحقوقية,والهوية بهذه الصيغة كلما كان افقها طلقا او عاليا كلما ازداد الناس بها شغفا ,لذلك فالسير نحو الهوية الانسية الحقوقية عربيا واسلاميا ,هو سير بطيئ لكنه لن يخطا بوصلة السير ولا مرسى الملاح الجديد الذي جاد به كلاستر, حول الاجتماع البدائي: هو ان هذا الاخير وان كان لايعرف الكتابة, فان ذلك لاينال البتة من نضجه, على غرار نظيره الغربي, فالعنف هو خاصية بيولوجية انسانية: فاذا كانت الحرب صيد الانسان للانسان, فالصيد هو صيد الانسان للحيوان, وحينما ابتدع البدائيون مهنة الصيد: فلتحريم اكل لحم البشر وتوجيه المعركة وجهة اخرى تصون الانسان وتخضع الطبيعة ومعها وحيش الغاب , مع ضمان البقاء الحرب هنا تشكل هوية ثقافية غير طبيعية ولا بيولوجية, مع تسجيل كون الاقتصاد البدائي هو اقتصاد وفرة, وليس اقتصاد نذرة, ولهذا الاعتبار اعتبر ليقي ستراوس الحرب كظاهرة سوسيولوجية منشئها التبادل اي اقتصاد المقايضة, وحينما تفشل المقايضة تنشا الحرب فالهوية السياسية البدائية عند ستراوس, تفيد تبادل الجميع مع الجميع,اعمالا لمبدا ارسطو **كل شيئ مشترك بين الاصدقاء ** بينما هوبز يرى حرب الجميع ضد الجميع , لانه يعتبر الانسان ذئب اخيه الانسان, لانه يصعب عقلنة الحرب ومعه التبادل بدائيا على كل تجادب الاقتصادي والسياسي انسانيا يصعب معه الحسم في تاثر المجتمعات البدائية بظهور فائض القيمة الاقتصادي, طالما انها اقتصاديات وفرة ,وكان الصراع هو وليد ظهور فائض القيمة, وبالتالي نشوب الحروب ستكون سياسيا لاعتبارات اقتصادية وغريزية ايضا, فهي اذن هوية يتقاطع فيها الموروث الثقافي مع الطبيعي البيولوجي: لينتج قيمة التحالف, وهي قيمة انسانية تحرمه الانقسام وتمنحه السلم والانتاج, والمجتمع البدائي الانساني من خلال فرزه لقيمتي التحالف وتحاشي الانقسام, فهو بذلك حامل لهوية سياسية كاملة وناضجة الهوية الاسرية غير معروفة بدائيا, لانه يعرف ظاهرة تبادل النساء التي تفرز قيمة يتحول معها الاعداء الى اصدقاء, اي تبادل النساء لكسب ود الاعداء, وهي تقاليد لايزال المجتمع العسكري يحتفظ بجزء منها عند بعض الثقافات حتى في ازمنتنا الراهنة المجتمع البدائي افرز تلك القيمة المفضية للتعارف الانساني ,امور ستصححها الاساطير والاديان وتزكيها المنظور الهوياتي البدائي حاصر الحرب والاسر ,و ليقي ستراوس كاحد الانتروبولوجيين الفرنسيين الذين بدئوا بالنيوية التكوينية وانتهى للايمان باهمية الاختزال , سطر ان العالم البدائي هو عالم التبادل: هل كغاية ام وسيلة, امر لايهم كثيرا, رغم اصرار الاخرين على الصاق الهوية الحربية العراكية بالمجتمع البدائي, ولنرضي كلاستر في تسديده للضربات لهوبز وستراوس, نقول على :ان المجتمع البدائي هو مجتمع التبادل الحربي , حيث الحرب تدور مع التبادل, لان الاشكالية الحقيقية تكمن في ابتلاع فائض القيمة, لانه حيثما توجد الغنائم توجد حظوظ وافرة للنزاعات والحروب, وهي خاصية انسانية تشترك فيها المجتمعات البدائية مع نظيراتها المعاصرة ليس من الضروري ان تبزغ الهوية السياسية في شكل الدولة عند البدائيين عبر بوابة الحرب كما تصور هوبز,,فشيوخ القبائل عرفوا السلطة دون معرفة الدولة ,وعلم السياسة كعلم السلطة اعرق من علم السياسة كعلم الدولة في كل الاحوال , لابد من مراعاة سياق المجتمع البدائي, فلا نطلب محاكمته بمعايير الهوية السياسية في القرن العشرين ,لان الوفاء الاثني الاصيل حال دون الماسسة بكل اشكالها, لان كلاستر استبعد فائض القيمة ومعه البعد الاقتصادي, وهو عنصر اساسي قديما وحديثا في تحديد الهويات السياسية, كما ان طبيعة القيم المصاحبة للحياة البدائية تخلق وضعا يصعب معه فرز ما هو ثقافي مما هو سياسي, لتماهيهما الشديد, وعدم ظهور مايصطلح عليه اليوم بالعلاقات الدولية ,كمبرر لفصل الثقافي عن السياسي هوياتيا,ولايزال يناقش اليوم في اقتضاديات الدولة التمركز الافقي والعمودي للرساميل ,فكلما توسعت قاعدة الراسماليين افقيا كلما انتعش اقتصاد الدول ,وكلما تمركزت الرساميل بيد فئة قليلة عموديا كلما قلت حظوظ تنامي الشعور بالغنى المادي ب- المنظور المعاصر للهوية السياسية ,افريقيا واوربيا واسيويا وامريكيا يرى السيد وانغ بين, في مقالته حول الهوية الصينية= مشكلة التقاطع والاختراق الثقافي, ان ظهور بطاقة الهوية يشكل حدث ذو دلالة لايستهان بها, فهي ترقى لمستوى اصلاح مجتمعي, انحشرت معه الصين في النظام العالمي للهوية: اي الانتماء لعالم الحداثة بحمولته الغربية, مضيفا انه يتحدث كرجل استوفى سن الرشد اليقيني, وهو عند الكونفوشيين: اربعين سنة تشين فين او الهوية صينيا, هي اثبات للمكانة مجتمعيا ,خاصة وان النزعة الاسرية الكونفوشية تقوم بدور الروح المندمجة المستوعبة لدين التقليد, فالهوية السياسية الصينية ,هي تقاطع واختراق ثقافي, فالصين شان المجتمعات المنغلقة تركز كثيرا على قضية الدخيل المخترق, لكن التابث عالميا انه في زمن الدولة الامميةهناك تقاطعية ثقافية وهوياتية فالهوية الصينية من خلال اخضاعها الاسرة للدولة, تخضع بذلك الافراد للامبراطور, وتنتهي بقيمة الاخلاص الواثقة لليد الخفية للسوق, والهوية الصينية مركزة هي الاخرى على الانتروبولوجية المتبادلة اما النموذج الهندي: فيرى الاستاذ جايرام استاذ علم الاجتماع بالهند بجامعة غوا, فيرى في مقالته بعنوان, المسار عبر المجتمع الهندي وثقافته, ان هناك تعددا ثقافيا منقطع النظير, فهناك 4635 جماعة تسمى سينغ, وتنشب حروب بينها حول: رموز طوائفها, فالهوية اللسنية تشهد صراعات التفوق بين الطوائف, اي ما يسمى باتباث الهوية وتفوقها عبر الادراك الفردي والتفهم المجتمعي لها ,والحاق الحروف بالاسم هو لاتباث الانتماء للملل والنحل المختلفة, او الاصل الجغرافي, والمتزوجة مثلا تحمل اسم عائلتها وعائلة زوجها, والهوية يحددها الانتماء الطائفي الهوية الهندية ترميزية اكثر منها مفهوماتية: فهي مقبولة على سبيل التقليد ولاتقبل التمحيص العقلي, المهم هنديا هو ان الدولة الاممية تشكل نعمة كبرى لها :والا ماذا سيكون الحال لو ان كل جماعة تصورت نفسها شعبا, سنكون امام ما يزيد عن بضعة الاف الشعوب الهوية الهندوسية مثل الهنود نفسها يقول السيد جيرام, بناء مشيد انشئه العرب والفرس اومن ثمة بقية الشرقيين, كنت وددت لو كانت هناك دراسات يشير لها نفس الكاتب حول عطاءات الرحالة ابن بطوطة اثناء مقامه بالهند, لكن تشكيل المسلمين عشر ساكنتها, كفيل باتباث ان الطابع الطائفي والفصائلي الهوياتي خاصية شرقية بامتياز,فمرحلة طريق الحرير من المغرب للهند ,وهو تاريخ ذكره ابن المقفع في كليلة ودمنة وبعده تاريخ ابن بطوطة ,انتهاء بانفصال الباكستان 1947 عن الهند ,واصبحنا نتحدث عن الهند والباكستان كدول مستقلة عن بعضها البعض ,رغم ان تاريخها مشترك ,ككل الجيران الجغرافيين عالميا اما الهوية الافريقية فقد اشار محمود ممدني استاذ الانتروبولوجيا السياسية بجامعة كولومبيا بنيويورك, في دراسة له حول السلالة والعشائر والهويات في افريقيا, انها تعيش ثنائية السلالات والعشائر, او الزوج الهوية: مستعمر-السلالة/اصيل -عشير, ويرى ان العرق والسلالة مرتبطان بنمط الدولة,وبالرجوع للتشريعات السلالية العقارية المغربية ,نستنتج انه بحكم الارتباط الترابي للقبائل بالقياد التاريخيين ونسلهم من بعدهم ,فان تلك التشريعات تشكل نواة جنينية لقانون الجنسية والاقامة لاحقا ,لذلك الدول تحاول الخروج رويدا رويدا من هويتها القبلية , العرقية الاثنية الافريقية من منظورالباحث ممدني , تظهر هوية السكان الاصليين,اي ان الهوية الافريقية هنا تعيش وضعا شبيها بنظيرها الصيني,الذي يرتاب من الاخر ويعتبره اختراقا,لكن الباحث لم يشر الى الطابع القبلي لمعظم قبائل افريقيا ومجموعاتها الاثنية التي تقترب من الالف جماعة,كما احصتها الدوائر الليبية ابان رفع شعار الافرقة هناك قرابة خمسين دولة اممية,لذلك فافريقيا هي الاخرى في حاجة الى ديبلوماسية متشبعة بروح الدولة الاممية,لان ماساة رواندا التي افتتحنا بها المقال, تجعل المرء يخجل من افرقته,مع ان الافارقة هم بناة معظم العالم المتقدم,وبالاجمال فافريقيا وان كانت مجتمعاتها مغلقة ,فانها مبنية على اقتصادات الهجرة والسياحة ,ما يعني ان الانفتاح متحكم فيه حسب الظروف والامزجة ,وصدق مغنينا الفذ الفا بلوندي , حين ردد معزوفة له ,ان افريقيا هي هكذا – سي كومسا لافريك- اما اوربا فيرى امانويل رينو,في دراسته بعنوان التصورات الاوربية للهوية,ان الهوية الاوربية تعني الميزات الفردية في تماهي مع المعايير العامة,اي انها هوية ليبرالية حقيقة الهوية السياسية الاوربية تمر بمنعطف حاسم:يستدعي من الاحزاب الاشتراكية ان تنخرط في الهوية الليبرالية,وتتخلى عن خطابها الكلاسيكي, كما فعل الحزب الشيوعي الفرنسي حينما نبذ ديكتاتورية البروليتاريا,فبعد ظهور الاتجاه التالث بين الاممية الليبرالية والاشتراكية ,وبعد ظهور الشيوعية الراسمالية ,كل هذا ولد حزبيا ,هوية الاشتراكية الليبرالية ,ما يعني ان برامج الاحزاب تاخذ من اليمين واليسار والوسط ,من اجل فلسفة سياسية راشدة ,تروم وضع سياسات اجتماعية ناجعة ان سنحت لها الامكانات,في اطار تقاطع الراسمال والعمل الهوية السياسية الاوربية تعيش نقاشات سياسية حيال الهوية الاسرية,فهناك من اعتبرها سياسيا هوية مغايرة مع ضمان حماية الهويات الجنسية المثلية,وهناك من اعتبرها هوية سياسية كاملة تشمل الهوية الاسرية المغايرة والمثلية,لذلك اطلقت فرنسا بعد رفع سن الزواج من 15سنة ل18سنة , مصطلح الزواج للجميع – مارياج بور توس- او العشرة للجميع, بتعابير المنطقة العربية الاسلامية الهوية السياسية الاوربية هضمت سؤال الماسسة,بل هي حاملة لواء حقوق الانسان والحيوان والشجر أي الكائنات الحية باجمال اما عن الولاياتالمتحدةالامريكية فيرى دافيد هولينجر,في دراسته حول الهوية والتضامن ان اشكالية الهوية هناك , تتمحور حول البيض و الاجناس المختلطة اي الامريكي او الافريقي الامريكي, والهوية تحيل على الفردية الشخصية,وهم يتناولون ظاهرة اعارة وسرقات الهويات البنكية كمشاغل جديدة لامة مايكروسوفت وديل وابيم اي مشاغل المجتمع المعلوماتي الهوية امريكيا تجاوزت حدود مشاكل المجتمع الصناعي وصراعاته العرقية,ودخلت مرحلة مجتمع الاعلام والتواصل ومشاكله, لحد ان سرقة ورقة الهوية هي جنحة خطيرة تتعاظم في الولاياتالمتحدةالامريكية, للحد من تطاولات اللصوص الاذكياء كما يسميهم هولينجر,ضاربا المثل بارتباط كلمة الهوية امريكيا عبر الانترنت بموضوع الهاركرز فيما يخص الهوية السياسية واهميتها, اصدر الكونغريس الامريكي قانونا يسمح بدراسة الميراث الثقافي للاقليات لتوفير معلومات عن الطوائف العرقية العنصرية,وهو اعتراف الى حد ما بوجود نوع من الطائفية سوسيولوجيا المهم امريكا هويتها تعددية متنوعة,تعيش مشاغل مجتمع الاعلام والاتصال,بل ان انتماء ساسة ذوي جذور افريقية للحزب الجمهوري ولمناصب عليا, غير النظرة السائدة حول الحزب الجمهوري كحزب البيض والبرتسطان البالغين 85بالمائة ,والمرتابين من عسر اندماج المهاجرين ,السود الكاتوليك المشكلين ل15بالمائة والمنتمي معظمهم للحزب الديموقراطي هذه اذن بعض الافكار , حول سؤال الهوية, الذي يجعل منه البعض غول العصر,لاعتبارات تخص ثقل الارث في المجال المجتمعي, الذي لاتغيره المؤسسات ,بالسهولة الافتراضية المتصورة ,لذلك رجع العديد من الاكاديميين عن الاهتمام بالتغيير السياسي والمجتمعي ,للاهتمام اكثر بالتاصيل الانتروبولوجي ,لان موضوع الهوية يتبث ان علاقات الشعوبببعضها ببعض,هي علاقة اثنوغرافيا وانتروبولجية ,اكثر منها علاقات دولية هوياتية