تعجب الكثيرون حينما كتبت بأن المسيحي الحقيقي إنما هو مسلم لله في حقيقته، وأن اليهودي الحقيقي كذلك، وأن المسلم الحقيقي كذلك....أذكر ذلك لأن الدين عند الله واحد وهو الإسلام. والدين عند الله هو دينا واحدا وهو الإسلام....لكن ليس الإسلام الذي أنزل على نبينا محمد فقط...لكنه الإسلام الذي نزل على كل الرسل..وإن تعددت شرائعه، فالعقيدة واحدة بكل الرسالات لكن الشرائع تتباين لذلك يقول تعالى معترفا بكل تلك الشرائع: ..... لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً...المائدة 48......لكنكم أنتم ورجالات الدين بكل رسالة فعلتم الأفاعيل لنشر التفرق والعداء بين الناس....باسم الدين. فالإسلام السماوي هو هواتف الإنسانية والمودة بين كل الخلائق ابنغاء مرضاة الله، وهو الدعوة لعبادة الله الواحد الحد وهو التراحم بين من يحمل الصليب أو يرتدي القلنسوة فوق رأيه أو كان بوذيا حليق الراس...وهو التناصح دون التعرض لشأن المصير يوم القيامة...وهو الإيمان بالرسالة السماوية وعدم احتقار من لا يؤمن بها...نلك هي عقيدة السلام والإسلام. أما الشريعة فهي تتباين فالمسلم يصوم شهر رمضان بينما يصوم المسلم المسيحي صيامم العذراء...ويصوم المسلم اليهودي صياما آخر.....والجميع يقومون بتأدية الصلاة لكن بطرق مختلفة وكلها صواب طالما أنها لله رب العالمين ....فلقد جاءت كل الرسل والأنبياء بالإسلام. ولعلك لا تدري الوعاء الإدراكي والنفسي لمن تدعوه لإسلامك فيرفض...بينما يعلم مقدرتة وعائه الله الذي خلقنا...لذلك لا يجب عليك أن تتدخل بإبداء الرأي في مصير أحد وتصرح بأن هذا من أصحاب الجنة أو أن ذاك من أصحاب النار. لذلك تدبر معي القرءان. 1. فسيدنا إبراهيم قال: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة128. {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }آل عمران67. وهو الذي سمّانا المسلمين من قبل أن يكن هناك سيدنا محمد..[ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ..].الحج 78. 2. وقال نبي الله يوسف ما يؤكد أن دينه الإسلام فقال: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }يوسف101. 3. وجاء موسى بالإسلام...وتدبر قول سحرة فرعون حينما آمنوا بموسى في قولهم: {وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ }الأعراف126. . وقال نبي الله نوح: { فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ{72}..... 5. وقال نبي الله موسى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ }يونس84. . وقال فرعون وهو يغرق..... قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ }يونس90. 7. وقال نبي الله سليمان في رسالته لملكة سبأ: {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }النمل31. {قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }النمل38 {فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ }النمل42. 8. وجاء على لسان نبينا محمد {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ }النمل91. 9. وقال الله على لسان الملائكة عن ديانة مبي الله لوط: {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ }الذاريات36. 10. ويقول تعالى عن نبي الله عيسى والحواريين: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران52. ومما يؤكد أن الدين واحد وأنه الإسلام هو قوله تعالى: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة136. فلأننا تربينا تربية إسلامية خاطئة قمنا بأعمال النسف للكنائس والقتل لغير المسلمين تحت مسمى عريض اسمه [الله أكبر] ولو كان الله أكبر فعلا في عقولنا ما فعلنا ما فعلناه ولا قام أئمتنا وفقهائنا باعتبار هذه الخيبة أنها جهاد في سبيل الله ومرة ثانية أقول بأن الله اعترف بكل شرائع أهل الرسالات السماوية واعترف لهم بالإسلام طالما أنهم موحدون....ولا يخلو زمن من الموحدين من أتباع كل رسالة....ودليل اعتراف الله أكرره لكم في قوله تعالى: ..... لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً...المائدة 48........لكن أكثر الناس لا يعلمون....ى يفقهون....لا يؤمنون....لا يوقنون. ------ مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض وباحث إسلامي