بالاستقراء في وسائل الدعوة إلى الله تعالى ومقاصدها، بأدلتها وقواعدها تتضح الصورة الطيبة المثالية خاصة مع الغير، وهو ما يعطي الإسلام تفرداً في منهجيته السديدة الرصينة للدعوة للدين الحق. ولم يخل مجتمع إنساني من بيان إلهي، وإرشاد سماوي، قال الله –عز وجل- {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ}. وقد اتفقت الرسالات السماوية كلها من حيث الأصل في الأصول والمبادئ والقواعد العامة أو الكلية، كأركان العقيدة من الإيمان بالله – سبحانه وتعالى – واليوم الآخر، والجزاء الأخروي، والتوجه بالعبودية لله – تعالى – وحده، والمحافظة على الحقوق، واحترام الواجبات والوفاء بها، وفعل مكارم الأخلاق، واجتناب القبائح، كل هذا وأشباهه ونظائره وأمثاله في الرسالات السماوية منذ فجر التاريخ الإنساني حتى الرسالة السماوية الخاتمة الإسلام، وإن اختلفت الشرائع في الجزئيات والتفصيلات في فروع الأحكام، قال الله – تعالى – {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}. ويتصل بوحدة الدين من المنظور الإسلامي عدة أمور منها : - 1- الإيمان بجميع الأنبياء والرسل عليهم السلام قال الله تعالى {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. 2- الأنبياء والرسل صفوة البشرية: - قال الله – تعالى {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ "، "اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ"، "إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ}. وقد قررت الشريعة الإسلامية: أ) النبوة حق. ب) فضل جميع الرسل والأنبياء – عليهم السلام. ج) عصمة الأنبياء والرسل – عليهم السلام - من كل المعاصي. د) كفر من نفى النبوة والأنبياء والرسل – عليهم السلام - المجمع على تواترهم في القرآن الكريم، ومن ألحق بهم أو بأي واحد منهم نقصاً أو وصفاً لا يليق.