ان موضوع غض البصر عميق جدا بمحتواه الشامل ،لأنه متعلق بأهم عنصر في الحياه وهو "الرضا" الذي هو مفتاح السعادة والراحة وتقبل مفردات الحياه بخيرها وشرها ، وعدم الرضا (السخط) الذي هو سبب التعاسة والنكد المستمر في الحياه . وتوضيح الامر ببساطة شديده يتلخص في هذا المثال العامي البسيط ... لو والدك قاعد علي السفرة وانتا واخواتك قاعدين معاه ، وبيقسم عليكم طعام معين ، "فرخه مثلا" وبدأ في التوزيع عليكم ،ووزع علي كل واحد منكم نصيبه اللي هوا شايفه مناسب ليه ،وهو طبعاً عمره ما يخطئ لأنه ادري الناس بأولاده اللي اخد نصيبه ومبصش حواليه بقي سعيد وراضي تماماً وحمد ربنا بدوام (غض بصره) . واللي اخد نصيبه وبص حواليه وشاف ان غيره اخد اكتر منه لأسباب هو لا يعلمها ولا يتدبر فيها ،دا بقه نسي اللي قدامه من نعم ، ودخل في دائرة الحزن الدائم وعدم الرضا ،وطبعاً كل ده لانه (مغضش بصره) ونسي اللي قدامه وبص للي قدام غيره ،مع ان في ناس كتيره واخده اقل منه بكثير. شوفو الفرق الكبير بين اللي غض بصره واللي مغضش بصره ،اصبحت مسألة رضا وسخط ،والكلام دا ينطبق علي كل مسائل الحياه ِوليس من جانب واحد ،يعني زوجتك مثلا لو بصيت لغيرها هتنساها حتي لو "ملكة جمال" كذلك الاولاد والعمل واشياء لا تحصي ، الاصل فيها والحل "غض البصر".