ُ مضحكات مبكيات من زمن الثورات بقلم عزالدين القوطالي قال أحدهم : رأيت مؤذّنا يقرأ الآذان من ورقة ، فقلت له : أما تحفظ الآذان ؟؟ فقال : إسأل الإمام وسيجيبك ، فذهبت الى الإمام ولمّا دخلت عليه قلت : السلام عليكم ، فأخرج الإمام دفترا وتصفّحه ثمّ قال : وعليكم السلام ... وفي مجال السياسة والحكم في البلدان المتخلّفة ومنها بلادنا العربية يختار الحكّام مستشاريهم ومعاونيهم على قاعدة تكاد تكون واحدة وهي التشابه في النذالة والعمالة وكلّ معاني الجهالة وصفات السّفالة ، فإذا رأيت الحاكم عرفت كيف هم مستشاروه والى أيّ نوع ينتمي معاونوه ، وإذا رأيت المستشارين والمعاونين عرفت الحاكم دون أن تحتاج الى رؤيته أو تسأل عن معدنه أهو رخيص أم ثمين ... حكّامنا يختارون خدمهم على شاكلتهم إذ لا يعقل أن يكون الحاكم جاهلا وخادمه مثقّفا أو أن يكون الحاكم غبيّا وخادمه ذكيّا أو أن يكون الحاكم عميلا للأجنبي وخادمه وطنيّا ... بل إنّ منطق الأشياء يفرض علوّ مرتبة الحكّام عن خدمهم من الأزلام حتى في الجهل والغباء والعمالة ، ولذلك كان الحاكم هو الجاهل الأكبر والعميل الأكبر والغبيّ الأكبر ، وما دونه جهلة وعملاء وأغبياء صغار ... تصوّروا أيها السادة بيت دعارة يترأسه إمام ، أو بيت عبادة يشرف عليه إبن حرام ، فهل يعقل هذا بالمنطق والحساب ولغة الأرقام ؟؟؟ وهل يُقبلُ هذا في الهند أو السّْند أو حتى فيتنام ؟؟؟ ... هنا يكون المنطق أعرجا يمشي على رأسه بدل المشي على الأقدام ، وعندها نقول كما قال غيرنا : على الدّنيا السلام ... ولأننا لا نتصوّر أنّ في هذه البلاد إستثناءا من القاعدة وخروجا عن الفكرة السائدة ، فإنّنا نكاد نجزم بتطابق الحكّام مع مستشاريهم في الصفات والسّمات والطّباع الفاسدة طالما أنّهم ينتمون الى الأنماط البائدة ، ويؤكلون جميعا على نفس المائدة ... بهذا تصحّ المعادلة القائلة بأنّ الطيور على أشكالها تقع ، فلا يرتبط الحمام بالنّسور ولا يتزاوج العصفور مع الصقور ولا تبيض الدّجاجة حتى ولو ركب على ظهرها شحرور ... وصدق الشاعر حينما قال : عن المرء لا تسل، وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي