ترامب: نشكر مصر والإمارات والسعودية وقطر والدول التي دعمت القرار الأمريكي بمجلس الأمن    مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العرب 2025 والقنوات الناقلة    تعرف على المنتخبات المتوّجة بلقب كأس العالم منذ انطلاقه عام 1930    حماس: قرار مجلس الأمن يفرض الوصاية الدولية على غزة وآلية لتحقيق أهداف الاحتلال    روبيو: قرار مجلس الأمن تاريخي من أجل بناء قطاع غزة يحكمها الفلسطينيون دون حماس    ترامب يستفسر كم ستربح الولايات المتحدة من تنظيم كأس العالم 2026    اليوم.. استئناف محاكمة المتهم بهتك عرض الطفل ياسين داخل مدرسة خاصة بدمنهور    السيطرة على حريق داخل مستودع بوتاجاز في أبيس بالإسكندرية دون إصابات    كريم الشناوي: محظوظ بجدي ووالدي... وقيم تربّينا عليها ما زالت تعيش فين    نجاة الفنان فادي خفاجة من حادث سير    الهيئة الوطنية للانتخابات تُعلن اليوم نتائج الجولة الأولى لانتخابات مجلس النواب 2025    وزارة الداخلية: فيديو شخص مع فرد الشرطة مفبرك وسبق تداوله في 2022    ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة: دعمنا القرار الذي يهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة    روسيا تنتقد قرار مجلس الأمن بشأن غزة    إثيوبيا تؤكد تسجيل 3 وفيات بفيروس ماربورج النزفي    فلوسي: "أول منصة رقمية لشراء واسترداد وثائق صناديق الاستثمار عبر الهاتف المحمول"    راية لتكنولوجيا المعلومات: حققنا معدل نمو يتجاوز 65% خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2025    فترة نقاهة بالأمر وفحوصات جديدة، تفاصيل الحالة الصحية ل تامر حسني بعد خضوعه لجراحة في ألمانيا    ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة... حالة الطقس المتوقعة اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025    اتجاه لإعادة مسرحية الانتخابات لمضاعفة الغلة .. السيسي يُكذّب الداخلية ويؤكد على التزوير والرشاوى ؟!    عاجل – حماس: تكليف القوة الدولية بنزع سلاح المقاومة يفقدها الحياد ويحوّلها لطرف في الصراع    ضبط 400 كجم لحوم غير صالحة للاستخدام الآدمي ضمن حملة رقابية على الأسواق بمدينة أوسيم    قتلوه في ذكرى ميلاده ال20: تصفية الطالب مصطفى النجار و"الداخلية"تزعم " أنه عنصر شديد الخطورة"    كامل الوزير: القطار السريع سيغير وجه مصر    "هواوي كلاود" و"نايس دير" توقعان عقد شراكة استراتيجية لدعم التحول الرقمي في قطاعي التكنولوجيا الصحية والتأمين في مصر    شاهين يصنع الحلم.. والنبوي يخلده.. قراءة جديدة في "المهاجر"    مديرية صحة الفيوم تنظم تدريبًا متخصصًا في التحول الرقمي والأمن السيبراني للموظفين.. صور    رئيس منطقة بني سويف عن أزمة ناشئي بيراميدز: قيد اللاعبين مسؤولية الأندية    أكرم توفيق: الأهلي بيتي.. وقضيت بداخله أفضل 10 سنوات    فرنسا تواجه كولومبيا وديا قبل مواجهة البرازيل    ندوة البحوث الإسلامية تسلط الضوء على مفهوم الحُرية ودورها في بناء الحضارة    الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالأردن تستقبل وفدًا من قادة كنائس أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة    رئيس حي شرق شبرا الخيمة بعد نقل مكتبه بالشارع: أفضل التواجد الميداني    الكشف عن أول طائرة عمودية كهربائية في معرض دبي للطيران.. فيديو    90.2 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة الإثنين    مصرع شاب وإصابة 2 آخرين بطلق ناري في ظروف غامضة بقنا    القبض على عاطل سرق مليون جنيه ومشغولات ذهبية بعد اقتحام شقة بالشيخ زايد    ضبط التيك توكر دانا بتهمة نشر الفسق والفجور في القاهرة الجديدة    عاجل – مجلس الأمن الدولي يقر مشروع القرار الأمريكي حول غزة ويسمح بنشر قوة دولية لمرحلة ما بعد الحرب    عبد اللطيف: نهدف لإعداد جيل صانع للتكنولوجيا    أوقاف البحيرة تنظم ندوة حول مخاطر الذكاء الاصطناعي بمدرسة الطحان الثانوية    نتيجة وملخص أهداف مباراة ألمانيا ضد سلوفاكيا في تصفيات كأس العالم 2026    الصحة ل ستوديو إكسترا: تنظيم المسئولية الطبية يخلق بيئة آمنة للفريق الصحي    شاهد.. برومو جديد ل ميد تيرم قبل عرضه على ON    صدور ديوان "طيور الغياب" للشاعر رجب الصاوي ضمن أحدث إصدارات المجلس الأعلى للثقافة    اليوم عيد ميلاد الثلاثي أحمد زكى وحلمى ومنى زكى.. قصة صورة جمعتهم معاً    هولندا تضرب ليتوانيا برباعية وتتأهل إلى كأس العالم للمرة ال 12    مستشفى الشروق المركزي ينجح في عمليتين دقيقتين لإنقاذ مريض وفتاة من الإصابة والعجز    أفضل أطعمة لمحاربة الأنيميا والوقاية منها وبدون مكملات    توقيع الكشف الطبى على 1563 مريضا فى 6 قوافل طبية مجانية بالإسكندرية    توقيع الكشف الطبي على 1563 مريضًا خلال 6 قوافل طبية بمديرية الصحة في الإسكندرية    غيرت عملة لشخص ما بالسوق السوداء ثم حاسبته بسعر البنك؟ أمين الفتوى يوضح    أحمد فوقي: تصريحات الرئيس السيسي تعكس استجابة لملاحظات رفعتها منظمات المتابعة    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا .. تفاصيل    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    بث مباشر.. مصر الثاني يواجه الجزائر للمرة الثانية اليوم في ودية قوية استعدادًا لكأس العرب    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    الفجر 4:52 مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 17نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.حسن عبيدو ل«الشعب»: اتهام البرآء ظلما وزورًا عدوان على شرع الله وخروج عن تعاليم الإسلام
نشر في الشعب يوم 05 - 11 - 2013

توجيه الاتهام لرئيس الجمهورية مقصور على نواب البرلمان.. وليس لأحد سواهم حق محاسبة الحاكم الشرعى
ملعون من حاكى النظم القرآنى لتأييد قادة الانقلاب.. ويكفر إذا ساوى كلماته بالذكر الحكيم
من مشى لإذلال السلطان أذله الله.. وخاب وخسر ظالم من لا ناصر له إلا الله
القبض على النساء وخلع حجابهن.. وتعذيب الصبيان إجرام ترفّع عنه أبو جهل.. ويتعفف عنه من لديه ذرة رجولة أو شهامة
صبيان أبو جهل وتلامذة صلاح نصر وحمزة بسيونى لا يتدبرون سنن الله فى الكون.. ولا يستوعبون دروس التاريخ
أكد الدكتور حسن يونس عبيدو -وكيل جبهة علماء الأزهر الشريف- أن توجيه الاتهامات الباطلة للبرآء أمر محرم شرعا ويعد خروجا عن شرع الله، ومن يقترف ذلك الجرم يدخل فى دائرة وعيد الله للمجرمين الذين يؤذون المؤمنين، مشددا على أنه لا يدان الإنسان إلا بأدلة دامغة وقرائن قوية وشهود، أو اعتراف وإقرار من المدان.
وشدد د. عبيدو فى حواره مع «الشعب» على أن محاكمة الرئيس د. محمد مرسى يجب أن تتم وفق الدستور الذى يعد عقدا اجتماعيا بين الحاكم والمحكومين، وبالآلية التى توافقت عليها الأمة وهى أن تقوم المجالس المنتخبة بتوجيه الاتهامات وإذا وافق الثلثان يعرض الأمر على الشعب الذى أعطى الولاية للدكتور مرسى، والشعب وحده هو الذى ينزعها ولا أحد سواه.
ووصف وكيل كلية الدعوة الإسلامية د.عبيدو من يؤلفون كلمات محاكية للقرآن لتأييد قادة الانقلاب بالملعونين الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، محذرا من عذاب الله العظيم للمستهزئ بكتابه، والكفر إذا أراد بهذا الكلام التشبه بالقرآن.
كما أكد أستاذ التفسير وعلوم القرآن أن من يلقون القبض على النساء عديمو المروءة والشهامة ومنعدمو الرجولة، الذين يرتكبون من الأفعال الدنيئة ما تعفف عنه أبو جهل لعنة الله عليه. وإلى نص الحوار.
- ما حكم الشرع فى محاولة محاكمة الدكتور محمد مرسى والاتهامات الموجهة له من قبل سلطة الانقلاب؟
- اتهام إنسان بقضايا أو بأمور هو منها برىء يعد إجراما وخروجا عن شرع الله، فالإنسان لا يدان إلا بأدلة دامغة وشهود أو إقرار، أما الاتهام بغير بيّنة فالقرآن قال فى ذلك: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا). كما أن اتهام الإنسان بقضايا لم يرتكبها فهذا إيذاء وقد قال الله تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا). والعام الذى عشناه مع هذا الرجل (د. مرسى) ما رأينا منه إلا الإخلاص والتفانى فى خدمة وطنه وأمته، والمتربصون به كنا نراهم ينتقصون ما يفعله من خير، وإذا تصرف تصرفا لا يعجبهم يضخمون هذا الشىء ويشنعون عليه، وكان هناك متمرسون لصناعة المشاكل والأزمات، فما وجدت أزمة صغيرة إلا ضخموها أو ضاعفوا منها ليظهروه فى مظهر غير الناجح فى عمله ولا يصلح لإدارة البلد، والحقيقة خلاف ذلك، فالرجل انطلق فى إقامة علاقات مع دول لم يكن لنا معها علاقات قبل توليه، وبدأ فى إقامة المشروعات العملاقة، وقد اعترف وزير المالية الحالى بأن فترة حكم الرئيس مرسى كانت جيدة وبعد الانقلاب تراجع الاقتصاد، كما أنه فى مجال الزراعة بدأ التحسن وزيادة المحاصيل بفضل الله وبتوفيقه لمن عينهم فى المناصب التنفيذية واهتمامه بسد الفجوة فى المحاصيل الرئيسية وفى مقدمتها القمح، وبفضل الله زاد إنتاج القمح لأكثر من الثلث فى عام واحد، ولو استمر عاما أو عامين لسدت فجوة القمح ومن بعده المحاصيل الرئيسية الأخرى نهائيا ولتوقف استيرادها من الخارج ولاكتفينا بإنتاجنا الداخلى من المحاصيل والمواد الغذائية.
وهذه الفترة التى قضاها ذلك الرجل المتقى لله رأيناه اجتهد بشدة فى اختيار الأكفاء لشغل المناصب، وحرص على اختيار من تتوافر فيه شروط القدرة والأمانة فى أغلبية المناصب التى ولاها لمسئولين، ولهذا انطلقت المشاريع القومية الكبرى كما ذكرت، وللأسف توقفت معظم المشاريع التى بدأت العام الماضى لأن المسئولين الجدد لا يخرجون بعد صلاة الفجر لمتابعة الأحوال وتفقد المشاريع ومراقبة الأوضاع كما كان يفعل د. هشام قنديل، د. باسم عودة، وغيرهما.
القواعد الدستورية المتبعة
أما عن محاكمته فبداية لا عصمة لأحد ويجوز محاكمة د. مرسى أو غيره، ومقاضاته على أن يكون ذلك وفق القواعد المتبعة ونعنى بها تطبيقا للعقد المبرم بين الأمة والحاكم، وهو المنصوص عليه فى الدستور لتنظيم العلاقة بين الشعب وحاكمه الممثل له أمام الدول الأخرى والمتحدث باسمه فى المحافل الدولية، ولذلك منعت الأمم المتحدة من أجله حضور المستشار عدلى منصور ممثلا عن مصر، فأرسل وزير الخارجية كمراقب ولذلك انسحبت الوفود من أمامه، كما أن صندوق النقد الدولى رفض التعامل معه، ويتضح من ذلك أن الرئيس مرسى عضو فى أسرة الرؤساء والحكام العالمية، فعزله بهذه الصورة ومحاكمته إهانة لكل الرؤساء والحكام الذين فى مثل قدره، ونذكر بحديث النبى -صلى الله عليه وسلم- الذى أخرجه البزار بسند صحيح عن حذيفة رضى الله عنه: «ما من قوم مشوا إلى سلطان الله ليذلوه إلا أذلهم الله فى الدنيا والآخرة»، وهذا الحديث ينطبق على كل من ساعد أو شارك فى جريمة الانقلاب، فنقول له أبشر بذل الدنيا قبل عذاب الآخرة، ومعنى سلطان الله هنا يعنى الرئيس أو الإمام أو الحاكم تنتظم به أعمال الأمة، وبناء على ما سبق فإن السعى لمحاكمة الرئيس على هذه الصورة المهينة افتئات على قواعد العلم والشرع والأخلاق العالمية المرعية فى عالم السياسة، لأنه بداية الاتهام يوجه من نواب الشعب بافتراض وجود اتهام حقيقى، فالمسئول عن توجيه الاتهام هم نواب الأمة حسبما ينص الدستور الذى يعد هو العقد الاجتماعى المبرم بين الأمة والحاكم، وذلك ينطلق من أصل شرعى عظيم وهو الوفاء بالعقود والعهود لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ). ولقوله تعالى أيضا: (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئولًا)، والوفاء بالعقود والعهود هو الذى يحدث به الأمن والأمان فى المجتمع، وإذا جاءت جهات غير مختصة وغير معنية لتوجيه اتهامات باطلة فهذا محرم شرعا.
المخلوع.. والشرعى
- كيف ترون الفوارق بين معاملة المخلوع حسنى مبارك والدكتور محمد مرسى فى إجراءات التقاضى والتحقيق وغيرها؟
- لا يخفى على كل ذى عقل أن محاكمة المخلوع كان مختلفة تماما عن محاكمة الرئيس الشرعى د. مرسى، وكما قلنا إنه لا عصمة لأحد لكن حكم مبارك امتد لثلاثين عاما كانت حافلة بالتزوير والفساد وملاحقة كل من يتكلم بكلمة حق، وفى هذه الفترة ضاعت ثروات الأمة وتم عقد صفقات ومؤامرات مع أعداء الأمة مثل إسرائيل وأمريكا، أما الدكتور مرسى فهو رجل انتخبته الأمة وجاء باختيار الشعب، ولم يطلب هذه الرئاسة ولم يسع إليها ولم يتم مدته التى تعاقدت الأمة معه عليها، ولم يأخذ فرصته لإتمامها ولو افترضنا جدلا أنه أخطأ فتكون محاسبته وفقا للقواعد المتبعة عن طريق البرلمان ويكون بأكثر من الثلثين، وإذا أدين يتم عرض الأمر على الأمة فى استفتاء ليتم عزله ممن ولاه وهم الشعب بأكمله، ولا يجوز لأى شخص أو وزير أو هيئة أن تنوب عن الأمة فى حق أصيل من حقوقها.
محرف الكلم عن مواضعه.. ملعون
- ما حكم الإسلام فى تأليف كلمات محاكية للنظم القرآنى لتأييد الانقلاب وقادته؟
- ما من شك أن تأليف قوم على نظم القرآن لتأييد قوم ومعاداة آخرين هو تحريف للكلم عن مواضعه، وإساءة لكتاب رب العالمين وحكم هذا الفعل كفر إذا جعلها على منوال القرآن، والله تعالى ذم بنى إسرائيل فى كثير من الآيات لأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه، ومن فعل هذا قد عرض نفسه وكل من رضى بفعله الخسيس لغضب الله ولعناته، وينطبق عليه قول الله تعالى: (مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)، (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُون * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وينبغى على الدعاة والمؤسسات الرسمية التى تحمل رسميا عبء الدعوة فى بلدنا يجب على هذه المؤسسات أن تنهض لدرء هذه الفتن ورد هذه الشبهات وبيان الحق، وبناء على ذلك فالمسئولية عظيمة على مؤسسة الأزهر، جامعة ومشيخة، وكذلك وزارة الأوقاف وأساتذة الجامعات ودار الإفتاء؛ لأن هذه المؤسسات الرسمية منوط بها أن تدافع عن قضايا الإسلام، وأن تقف فى وجه هذه الأكاذيب والافتراءات، فإن تقاعسوا عن ذلك فسيسألون عن ذلك يوم القيامة، فإن لكل شىء حمى وحمى الإسلام هم هؤلاء لأنهم تحملوا المسئولية وتبوءوا المناصب التى يجب عليهم الدفاع عن حمى هذا الدين.
- ما المقصود بالأحاديث التى امتدح فيها النبى -صلى الله عليه وسلم- جند مصر؟
- الأحاديث فى فضل مصر كثيرة، ومنها الأحاديث التى تزكى جند مصر، ولكن هناك فهم خاطئ يقصر الخيرية على الجند والعسكريين وهذا فهم خاطئ وغير سوى، لأن المقصود بها كل أهل مصر وسائر شعبها من أطباء ومحامين ومهندسين وفلاحين وعمال وحرفيين وكل الطوائف، فالحديث لا ينحصر فى العسكريين فقط، وهناك حديث يوضحه وهو قول النبى -صلى الله عليه وسلم-: «إنكم ستفتحون مصر وهى بلد يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها»، وهذا يدل على أن الخيرية شاملة ويندرج تحتها كل أبناء الوطن، ويدخلون جميعهم تحت التوصية فأحسنوا إلى أهلها.
فتاوى الهوى
- ما حكم اضطراب الفتوى فى القضية الواحدة رغم عدم تغير الظروف والملابسات ولا أى سبب شرعى يدفع لتغير الفتوى.. وهل ينطبق عليها الإفتاء بهوى أو لغرض فى النفس؟
- بالنسبة للفتوى ينبغى على من يتصدى لهذا الأمر أن يفتى بإخلاص فى القضية المعروضة عليه، ولا يصح له أن يفتى بالهوى أو بغير دليل أو بغير علم كاف، فهذا محرم، وينبغى على المفتى أن يدرس القضية دراسة متأنية وأن يبحث عن الأدلة الشرعية المتعلقة بالقضية محل الإفتاء، وأن يكون خبيرا بمآلات الأمور وعلى دراية وخبرة كافية بالواقع وأحواله، حتى لا يتصدى أحد للفتوى ويستخدمها على غير المراد منها فيكون بذلك قد ضل وأضل باسم الدين واسم الإله، وربما تفسد الفتوى الأحوال أكثر مما تصلح، ومعلوم أنه من قواعد الشرع المقررة فى الأصول أن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع.
- ما حكم من يشق على الأمة أو يتمنى أن يشق عليها ويصعب الأمور على الرعية؟
- ما من شك أن من ولى من أمر المسلمين شيئا أو كان فى موضع المسئولية فعليه أن يأخذ الأمة بالرفق، فالرفق ما كان فى شىء إلا زانه وما نزع من شىء إلا شانه، ولدينا حديث النبى -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم من ولى أمر أمتى شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولى من أمر أمتى شيئا فشق عليهم فاشقق عليه»، لأن إرادة السوء من أعمال القلوب القبيحة وهى عند الله أشد من أعمال الجوارح، فتمنى المشقة للأمة وزر كبير، والقوانين العامة (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جميعًا).
ظلم الضعفاء
- ما حكم الإسلام فى اعتقال النساء ونزع حجابهن والقبض عليهن بتهم حيازة بالونات؟
- الاعتقال أصلا جريمة لأنه اعتداء وعدوان على حق منحه الإسلام للإنسان، ويزداد تجريمه إذا كان القبض على النساء والأطفال لأنهم ضعاف، وفى ذلك يقول النبى -صلى الله عليه وسلم-: «خاب وخسر من ظلم من لم يكن له غير الله ناصر»؛ فهؤلاء الضعاف من النساء والصبيان لا ناصر لهم إلا الله، ونقول لمن يعتقل ويعذب ويهين النسوة الحرائر والصبيان الصغار انتظروا انتقام الله المحدد بالخيبة والخسران فى الدنيا والآخرة، وانتظروا القصاص الإلهى فى ذراريكم وأموالكم وأعمالكم، وينطبق أيضا على كل من عاون فى تلك الجرائم لقول النبى -صلى الله عليه وسلم-: «من أعان ظالما سلطه الله عليه»، ونقول لهم مثلكم الأعلى جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر؛ فهما كانا أشد لصيقين وصديقين حميمين، وكل منهما سمى نجله على اسم صاحبه، ورغم ذلك عمل قدر الله فيهما عمله، فكل منهما خان الآخر حتى تمكن أحد الصديقين الحميمين أن يقتل صاحبه، وما صلاح نصر وحمزة بسيونى وشمس بدران وأمثالهم ونظراؤهم منكم ببعيد.
كما أن الشهامة والمروءة عند الشرفاء تأبى على الرجل إن كان فيه شىء من الرجولة أن يضرب امرأة أو يتوجه إليها بإرادة سوء مهما صغرت، لأن المرأة ضعيفة ولا تكمل مروءة الرجل إلا إذا كان مدافعا عن الضعيفين المرأة والطفل.
وفى الجاهلية الأولى كان الرجل يأبى أن يمد يده على امرأة فيعيّر بها أبد الدهر، وهذا أبو جهل عندما سأل أسماء عن أبيها أبى بكر الصديق -رضى الله عنه- يوم الهجرة واستبد بأبى جهل غيظه وحنقه وعداوته وسقطت رجولته أمام ثبات فتاة -أسماء رضى الله عنها- فلم يشعر عدو الله بنفسه إلا وقد لطمها، انتقاما منه لرجولته المهدرة أمام ثبات فتاة، ولم يعتقلها أو ينزع عنها حجابها أو يلفق لها التهم الباطلة والكاذبة، ورغم شدة غضبه وذهاب عقله اعتبر هذه السقطة فضيحة العمر له، وطلب من رفيقه أبى سفيان وتمنى عليه بذلة وهوان أن يستر عليه تلك السقطة حتى لا يعير بها بين العرب، والله يأبى أن يستر على مجرم جريمته ما دام تبجح بها ونسى الله فيها، فها هو أبو جهل فى مزبلة التاريخ يقدم قومه الذين عملوا بعمله فينا، يوم القيامة، ذليلا مهانا، بئس الرفد المرفود، مثل سلفه فرعون مصر، وقد قال النبى -صلى الله عليه وسلم- إنه فرعون هذه الأمة، لكن مع فرعونيته كانت عنده قواعد مرعية وبقايا من مروءة الفطرة والرجولة لا نجدها اليوم فى صبيانه وأزلامه؛ حيث رفض فرعون هذه الأمة بعد ذلك مهاجمة بيت النبى -صلى الله عليه وسلم- حتى لا تجتمع على أبى جهل معالم الخسة والنذالة التى اجتمعت فى صبيانه.
- ذكرتم تجريم عقوبة الحبس غير المبرر فى الإسلام.. فما تفصيل ذلك؟
- الحبس فى الإسلام لا يجوز إلا فى الدين لصالح الدائن عند امتناع المدين القادر عن سداد دينه، ففى ذلك يقول النبى -صلى الله عليه وسلم-: «مطل الغنى ظلم يبيح عرضه» يعنى مطاردته، ورغم ذلك إذا حبس بالدين وجب على الدولة أن توفر له وقتا لملاقاة أهله ورعاية ولده حتى لا يعذب غيره به، وماعدا ذلك العقوبات تبدأ بالتعزير ثم الجلد ثم التغريب مع أهله لبلد أخرى، وجاء رجل لعثمان بن عفان -رضى الله عنه- وشكى له جحد غريمه لحقه عليه، وأتى عثمان بالغريم، فأنكر الغريم الدين، فقال عثمان للمدعى ماذا أصنع لك؟، لأن الدائن لم يأخذ إيصالا، ولا شهود لديه ولا قرينة، فطلب الدائن حبس المدين لكى يعترف، فرفض عثمان ذلك وقال إن له أولادا، والحبس من بقايا رزايا ورذائل المستعمر التى رمانا بها ليذل كبرياءنا ثم انسل منها، فالسجون فى بريطانيا تحدد الإقامة فى بيت صاحب الجريمة، وفى أمريكا توضع حلقة ممغنطة فى يد المجرم وتحدد له دائرة يتحرك فيها، ولا يسجن إلا عتاة المجرمين فى الجرائم العظمى مثل التجسس والقتل، وذلك لأنهم ليس لديهم عقوبات رادعة لهذه الجرائم مثلنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.