عاجل| توضيح مهم من مجلس الوزراء بشأن مواعيد تخفيف الأحمال بسبب امتحانات الثانوية العامة    اتحاد منتجي الدواجن: الزيادة الحالية في الأسعار أمر معتاد في هذه الصناعة    الخطوط الجوية الكورية تدرس شراء 30 طائرة من شركة بوينج في يوليو المقبل    هل سنحتفل بعيد الأضحى 2024 في بداية شهر ذي الحجة؟    جريدة الشروق تحتفل بصحفييها الفائزين بجوائز الصحافة    مباشر.. احتفالات ريال مدريد مع الجماهير بلقب أبطال أوروبا فى ساحة سيبيليس    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    متى إجازة عيد الأضحى 2024 للقطاع الخاص والحكومي والبنوك في السعودية؟    تسلل لغرفته وطعنه بسكين.. "جنايات السويس" تقضى بإعدام قاتل صديقه    "شحاتة" يشارك في الاجتماعِ التنسيقي للمجموعة العربية بمؤتمر العملِ الدولي    بالفيديو.. علامات الحزن تسيطر على الفنان محمود الليثي خلال عزاء والدته    إصابة أمير المصري أثناء تصوير عمل فني    بشرى وضيوف مهرجان روتردام للفيلم العربي يزورون باخرة اللاجئين    قبل ذبح الأضحية.. أهم 6 أحكام يجب أن تعرفها يوضحها الأزهر للفتوى (صور)    السعودية تصدر "دليل التوعية السيبرانية" لرفع مستوى الوعي بالأمن الإلكتروني لضيوف الرحمن    بعد نهاية الدوريات الخمس الكبرى.. كين يبتعد بالحذاء الذهبي.. وصلاح في مركز متأخر    رئيس الوزراء يستعرض ملفات عمل وأنشطة المجلس القومي للمرأة    مجلس الحرب يشير على طاقم المفاوضات بعدم كشف العرض الإسرائيلي خشية تسريبه    فعاليات متنوعة للأطفال بالمكتبة المتنقلة ضمن أنشطة قصور الثقافة ببشاير الخير    فيلم "بنقدر ظروفك" يحتل المركز الرابع في شباك التذاكر    متحدث الحكومة: رئيس الوزراء استعرض جهود وزارة التعليم لسد عجز المعلمين    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية الفرجاني في مركز بني مزار غدا    كرة سلة - الكشف عن عدد الحضور الجماهيري لنهائي دوري السوبر بين الاتحاد والأهلي    لمواليد برج السرطان.. توقعات الأبراج في شهر يونيو 2024 (التفاصيل)    أخبار الأهلي : من هو اللاعب السعودي خالد مسعد الذي سيُشارك الأهلي في مباراة اعتزاله؟    ما جزاء من يقابل الإحسان بالإساءة؟.. أمين الفتوى يوضح    إف چي هيرميس توقع اتفاقية شراكة مع بنك مصر لتوفير خاصية تغذية حسابات العملاء    طريقة عمل دجاج كنتاكي المقرمشة، أحلى من المطاعم    مصر تواصل تحركاتها لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهالي غزة    تكبيرات عيد الأضحى مكتوبة.. «الإفتاء» توضح الصيغة الشرعية الصحيحة    تعرف على محظورات الحج وكفارتها كما حددها النبي (فيديو)    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    ذا هيل: تحالف كوريا الشمالية وروسيا قد يلحق ضررا ببايدن في الانتخابات الرئاسية    رئيس الشعبة بالغرف التجارية: مبيعات الأدوية تتجاوز 65 مليار جنيه خلال 5 أشهر من 2024    علاء نبيل يعدد مزايا مشروع تطوير مدربي المنتخبات    البنك التجاري الدولي يتقدم بمستندات زيادة رأسماله ل30.431 مليار جنيه    الأمم المتحدة: أطفال السودان يعانون من سوء التغذية    توني كروس يصل ل300 انتصار مع الريال بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا    مفاجأة.. مدرب ليفربول يحسم مستقبل محمد صلاح    خاص رد قاطع من نادي الوكرة على مفاوضات ضم ديانج من الأهلي    إصابة سائق إثر حادث انقلاب سيارته فى حلوان    تأجيل إعادة إجراءات محاكمة متهمين ب "جماعة حازمون الإرهابية" ل 2 سبتمبر    محمد الشيبي.. هل يصبح عنوانًا لأزمة الرياضة في مصر؟    برلماني أيرلندي ينفعل بسبب سياسة نتنياهو في حرب غزة (فيديو)    الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه قرى وبلدات جنوبي لبنان    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    توجيه جديد لوزير التعليم العالي بشأن الجامعات التكنولوجية    وزير المالية: مشكلة الاقتصاد الوطني هي تكلفة التمويل داخل وخارج مصر    وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية يتفقدان مشروع إنشاء محور عمر سليمان    تحرير 139 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    في زيارة أخوية.. أمير قطر يصل الإمارات    أمناء الحوار الوطني يعلنون دعمهم ومساندتهم الموقف المصري بشأن القضية الفلسطينية    توريد 125 طن قمح لمطحن الطارق بجنوب سيناء    حفر 30 بئرًا جوفية وتنفيذ سدَّين لحصاد الأمطار.. تفاصيل لقاء وزير الري سفيرَ تنزانيا بالقاهرة    غرفة الرعاية الصحية: القطاع الخاص يشارك في صياغة قانون المنشآت    تحرير أكثر من 300 محضر لمخالفات في الأسواق والمخابز خلال حملات تموينية في بني سويف    محافظ كفر الشيخ يعلن أوائل الشهادة الإعدادية.. والطالبات يكتسحن القائمة (أسماء)    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.حسن عبيدو ل«الشعب»: اتهام البرآء ظلما وزورًا عدوان على شرع الله وخروج عن تعاليم الإسلام
نشر في الشعب يوم 05 - 11 - 2013

توجيه الاتهام لرئيس الجمهورية مقصور على نواب البرلمان.. وليس لأحد سواهم حق محاسبة الحاكم الشرعى
ملعون من حاكى النظم القرآنى لتأييد قادة الانقلاب.. ويكفر إذا ساوى كلماته بالذكر الحكيم
من مشى لإذلال السلطان أذله الله.. وخاب وخسر ظالم من لا ناصر له إلا الله
القبض على النساء وخلع حجابهن.. وتعذيب الصبيان إجرام ترفّع عنه أبو جهل.. ويتعفف عنه من لديه ذرة رجولة أو شهامة
صبيان أبو جهل وتلامذة صلاح نصر وحمزة بسيونى لا يتدبرون سنن الله فى الكون.. ولا يستوعبون دروس التاريخ
أكد الدكتور حسن يونس عبيدو -وكيل جبهة علماء الأزهر الشريف- أن توجيه الاتهامات الباطلة للبرآء أمر محرم شرعا ويعد خروجا عن شرع الله، ومن يقترف ذلك الجرم يدخل فى دائرة وعيد الله للمجرمين الذين يؤذون المؤمنين، مشددا على أنه لا يدان الإنسان إلا بأدلة دامغة وقرائن قوية وشهود، أو اعتراف وإقرار من المدان.
وشدد د. عبيدو فى حواره مع «الشعب» على أن محاكمة الرئيس د. محمد مرسى يجب أن تتم وفق الدستور الذى يعد عقدا اجتماعيا بين الحاكم والمحكومين، وبالآلية التى توافقت عليها الأمة وهى أن تقوم المجالس المنتخبة بتوجيه الاتهامات وإذا وافق الثلثان يعرض الأمر على الشعب الذى أعطى الولاية للدكتور مرسى، والشعب وحده هو الذى ينزعها ولا أحد سواه.
ووصف وكيل كلية الدعوة الإسلامية د.عبيدو من يؤلفون كلمات محاكية للقرآن لتأييد قادة الانقلاب بالملعونين الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، محذرا من عذاب الله العظيم للمستهزئ بكتابه، والكفر إذا أراد بهذا الكلام التشبه بالقرآن.
كما أكد أستاذ التفسير وعلوم القرآن أن من يلقون القبض على النساء عديمو المروءة والشهامة ومنعدمو الرجولة، الذين يرتكبون من الأفعال الدنيئة ما تعفف عنه أبو جهل لعنة الله عليه. وإلى نص الحوار.
- ما حكم الشرع فى محاولة محاكمة الدكتور محمد مرسى والاتهامات الموجهة له من قبل سلطة الانقلاب؟
- اتهام إنسان بقضايا أو بأمور هو منها برىء يعد إجراما وخروجا عن شرع الله، فالإنسان لا يدان إلا بأدلة دامغة وشهود أو إقرار، أما الاتهام بغير بيّنة فالقرآن قال فى ذلك: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا). كما أن اتهام الإنسان بقضايا لم يرتكبها فهذا إيذاء وقد قال الله تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا). والعام الذى عشناه مع هذا الرجل (د. مرسى) ما رأينا منه إلا الإخلاص والتفانى فى خدمة وطنه وأمته، والمتربصون به كنا نراهم ينتقصون ما يفعله من خير، وإذا تصرف تصرفا لا يعجبهم يضخمون هذا الشىء ويشنعون عليه، وكان هناك متمرسون لصناعة المشاكل والأزمات، فما وجدت أزمة صغيرة إلا ضخموها أو ضاعفوا منها ليظهروه فى مظهر غير الناجح فى عمله ولا يصلح لإدارة البلد، والحقيقة خلاف ذلك، فالرجل انطلق فى إقامة علاقات مع دول لم يكن لنا معها علاقات قبل توليه، وبدأ فى إقامة المشروعات العملاقة، وقد اعترف وزير المالية الحالى بأن فترة حكم الرئيس مرسى كانت جيدة وبعد الانقلاب تراجع الاقتصاد، كما أنه فى مجال الزراعة بدأ التحسن وزيادة المحاصيل بفضل الله وبتوفيقه لمن عينهم فى المناصب التنفيذية واهتمامه بسد الفجوة فى المحاصيل الرئيسية وفى مقدمتها القمح، وبفضل الله زاد إنتاج القمح لأكثر من الثلث فى عام واحد، ولو استمر عاما أو عامين لسدت فجوة القمح ومن بعده المحاصيل الرئيسية الأخرى نهائيا ولتوقف استيرادها من الخارج ولاكتفينا بإنتاجنا الداخلى من المحاصيل والمواد الغذائية.
وهذه الفترة التى قضاها ذلك الرجل المتقى لله رأيناه اجتهد بشدة فى اختيار الأكفاء لشغل المناصب، وحرص على اختيار من تتوافر فيه شروط القدرة والأمانة فى أغلبية المناصب التى ولاها لمسئولين، ولهذا انطلقت المشاريع القومية الكبرى كما ذكرت، وللأسف توقفت معظم المشاريع التى بدأت العام الماضى لأن المسئولين الجدد لا يخرجون بعد صلاة الفجر لمتابعة الأحوال وتفقد المشاريع ومراقبة الأوضاع كما كان يفعل د. هشام قنديل، د. باسم عودة، وغيرهما.
القواعد الدستورية المتبعة
أما عن محاكمته فبداية لا عصمة لأحد ويجوز محاكمة د. مرسى أو غيره، ومقاضاته على أن يكون ذلك وفق القواعد المتبعة ونعنى بها تطبيقا للعقد المبرم بين الأمة والحاكم، وهو المنصوص عليه فى الدستور لتنظيم العلاقة بين الشعب وحاكمه الممثل له أمام الدول الأخرى والمتحدث باسمه فى المحافل الدولية، ولذلك منعت الأمم المتحدة من أجله حضور المستشار عدلى منصور ممثلا عن مصر، فأرسل وزير الخارجية كمراقب ولذلك انسحبت الوفود من أمامه، كما أن صندوق النقد الدولى رفض التعامل معه، ويتضح من ذلك أن الرئيس مرسى عضو فى أسرة الرؤساء والحكام العالمية، فعزله بهذه الصورة ومحاكمته إهانة لكل الرؤساء والحكام الذين فى مثل قدره، ونذكر بحديث النبى -صلى الله عليه وسلم- الذى أخرجه البزار بسند صحيح عن حذيفة رضى الله عنه: «ما من قوم مشوا إلى سلطان الله ليذلوه إلا أذلهم الله فى الدنيا والآخرة»، وهذا الحديث ينطبق على كل من ساعد أو شارك فى جريمة الانقلاب، فنقول له أبشر بذل الدنيا قبل عذاب الآخرة، ومعنى سلطان الله هنا يعنى الرئيس أو الإمام أو الحاكم تنتظم به أعمال الأمة، وبناء على ما سبق فإن السعى لمحاكمة الرئيس على هذه الصورة المهينة افتئات على قواعد العلم والشرع والأخلاق العالمية المرعية فى عالم السياسة، لأنه بداية الاتهام يوجه من نواب الشعب بافتراض وجود اتهام حقيقى، فالمسئول عن توجيه الاتهام هم نواب الأمة حسبما ينص الدستور الذى يعد هو العقد الاجتماعى المبرم بين الأمة والحاكم، وذلك ينطلق من أصل شرعى عظيم وهو الوفاء بالعقود والعهود لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ). ولقوله تعالى أيضا: (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئولًا)، والوفاء بالعقود والعهود هو الذى يحدث به الأمن والأمان فى المجتمع، وإذا جاءت جهات غير مختصة وغير معنية لتوجيه اتهامات باطلة فهذا محرم شرعا.
المخلوع.. والشرعى
- كيف ترون الفوارق بين معاملة المخلوع حسنى مبارك والدكتور محمد مرسى فى إجراءات التقاضى والتحقيق وغيرها؟
- لا يخفى على كل ذى عقل أن محاكمة المخلوع كان مختلفة تماما عن محاكمة الرئيس الشرعى د. مرسى، وكما قلنا إنه لا عصمة لأحد لكن حكم مبارك امتد لثلاثين عاما كانت حافلة بالتزوير والفساد وملاحقة كل من يتكلم بكلمة حق، وفى هذه الفترة ضاعت ثروات الأمة وتم عقد صفقات ومؤامرات مع أعداء الأمة مثل إسرائيل وأمريكا، أما الدكتور مرسى فهو رجل انتخبته الأمة وجاء باختيار الشعب، ولم يطلب هذه الرئاسة ولم يسع إليها ولم يتم مدته التى تعاقدت الأمة معه عليها، ولم يأخذ فرصته لإتمامها ولو افترضنا جدلا أنه أخطأ فتكون محاسبته وفقا للقواعد المتبعة عن طريق البرلمان ويكون بأكثر من الثلثين، وإذا أدين يتم عرض الأمر على الأمة فى استفتاء ليتم عزله ممن ولاه وهم الشعب بأكمله، ولا يجوز لأى شخص أو وزير أو هيئة أن تنوب عن الأمة فى حق أصيل من حقوقها.
محرف الكلم عن مواضعه.. ملعون
- ما حكم الإسلام فى تأليف كلمات محاكية للنظم القرآنى لتأييد الانقلاب وقادته؟
- ما من شك أن تأليف قوم على نظم القرآن لتأييد قوم ومعاداة آخرين هو تحريف للكلم عن مواضعه، وإساءة لكتاب رب العالمين وحكم هذا الفعل كفر إذا جعلها على منوال القرآن، والله تعالى ذم بنى إسرائيل فى كثير من الآيات لأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه، ومن فعل هذا قد عرض نفسه وكل من رضى بفعله الخسيس لغضب الله ولعناته، وينطبق عليه قول الله تعالى: (مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)، (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُون * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وينبغى على الدعاة والمؤسسات الرسمية التى تحمل رسميا عبء الدعوة فى بلدنا يجب على هذه المؤسسات أن تنهض لدرء هذه الفتن ورد هذه الشبهات وبيان الحق، وبناء على ذلك فالمسئولية عظيمة على مؤسسة الأزهر، جامعة ومشيخة، وكذلك وزارة الأوقاف وأساتذة الجامعات ودار الإفتاء؛ لأن هذه المؤسسات الرسمية منوط بها أن تدافع عن قضايا الإسلام، وأن تقف فى وجه هذه الأكاذيب والافتراءات، فإن تقاعسوا عن ذلك فسيسألون عن ذلك يوم القيامة، فإن لكل شىء حمى وحمى الإسلام هم هؤلاء لأنهم تحملوا المسئولية وتبوءوا المناصب التى يجب عليهم الدفاع عن حمى هذا الدين.
- ما المقصود بالأحاديث التى امتدح فيها النبى -صلى الله عليه وسلم- جند مصر؟
- الأحاديث فى فضل مصر كثيرة، ومنها الأحاديث التى تزكى جند مصر، ولكن هناك فهم خاطئ يقصر الخيرية على الجند والعسكريين وهذا فهم خاطئ وغير سوى، لأن المقصود بها كل أهل مصر وسائر شعبها من أطباء ومحامين ومهندسين وفلاحين وعمال وحرفيين وكل الطوائف، فالحديث لا ينحصر فى العسكريين فقط، وهناك حديث يوضحه وهو قول النبى -صلى الله عليه وسلم-: «إنكم ستفتحون مصر وهى بلد يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها»، وهذا يدل على أن الخيرية شاملة ويندرج تحتها كل أبناء الوطن، ويدخلون جميعهم تحت التوصية فأحسنوا إلى أهلها.
فتاوى الهوى
- ما حكم اضطراب الفتوى فى القضية الواحدة رغم عدم تغير الظروف والملابسات ولا أى سبب شرعى يدفع لتغير الفتوى.. وهل ينطبق عليها الإفتاء بهوى أو لغرض فى النفس؟
- بالنسبة للفتوى ينبغى على من يتصدى لهذا الأمر أن يفتى بإخلاص فى القضية المعروضة عليه، ولا يصح له أن يفتى بالهوى أو بغير دليل أو بغير علم كاف، فهذا محرم، وينبغى على المفتى أن يدرس القضية دراسة متأنية وأن يبحث عن الأدلة الشرعية المتعلقة بالقضية محل الإفتاء، وأن يكون خبيرا بمآلات الأمور وعلى دراية وخبرة كافية بالواقع وأحواله، حتى لا يتصدى أحد للفتوى ويستخدمها على غير المراد منها فيكون بذلك قد ضل وأضل باسم الدين واسم الإله، وربما تفسد الفتوى الأحوال أكثر مما تصلح، ومعلوم أنه من قواعد الشرع المقررة فى الأصول أن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع.
- ما حكم من يشق على الأمة أو يتمنى أن يشق عليها ويصعب الأمور على الرعية؟
- ما من شك أن من ولى من أمر المسلمين شيئا أو كان فى موضع المسئولية فعليه أن يأخذ الأمة بالرفق، فالرفق ما كان فى شىء إلا زانه وما نزع من شىء إلا شانه، ولدينا حديث النبى -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم من ولى أمر أمتى شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولى من أمر أمتى شيئا فشق عليهم فاشقق عليه»، لأن إرادة السوء من أعمال القلوب القبيحة وهى عند الله أشد من أعمال الجوارح، فتمنى المشقة للأمة وزر كبير، والقوانين العامة (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جميعًا).
ظلم الضعفاء
- ما حكم الإسلام فى اعتقال النساء ونزع حجابهن والقبض عليهن بتهم حيازة بالونات؟
- الاعتقال أصلا جريمة لأنه اعتداء وعدوان على حق منحه الإسلام للإنسان، ويزداد تجريمه إذا كان القبض على النساء والأطفال لأنهم ضعاف، وفى ذلك يقول النبى -صلى الله عليه وسلم-: «خاب وخسر من ظلم من لم يكن له غير الله ناصر»؛ فهؤلاء الضعاف من النساء والصبيان لا ناصر لهم إلا الله، ونقول لمن يعتقل ويعذب ويهين النسوة الحرائر والصبيان الصغار انتظروا انتقام الله المحدد بالخيبة والخسران فى الدنيا والآخرة، وانتظروا القصاص الإلهى فى ذراريكم وأموالكم وأعمالكم، وينطبق أيضا على كل من عاون فى تلك الجرائم لقول النبى -صلى الله عليه وسلم-: «من أعان ظالما سلطه الله عليه»، ونقول لهم مثلكم الأعلى جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر؛ فهما كانا أشد لصيقين وصديقين حميمين، وكل منهما سمى نجله على اسم صاحبه، ورغم ذلك عمل قدر الله فيهما عمله، فكل منهما خان الآخر حتى تمكن أحد الصديقين الحميمين أن يقتل صاحبه، وما صلاح نصر وحمزة بسيونى وشمس بدران وأمثالهم ونظراؤهم منكم ببعيد.
كما أن الشهامة والمروءة عند الشرفاء تأبى على الرجل إن كان فيه شىء من الرجولة أن يضرب امرأة أو يتوجه إليها بإرادة سوء مهما صغرت، لأن المرأة ضعيفة ولا تكمل مروءة الرجل إلا إذا كان مدافعا عن الضعيفين المرأة والطفل.
وفى الجاهلية الأولى كان الرجل يأبى أن يمد يده على امرأة فيعيّر بها أبد الدهر، وهذا أبو جهل عندما سأل أسماء عن أبيها أبى بكر الصديق -رضى الله عنه- يوم الهجرة واستبد بأبى جهل غيظه وحنقه وعداوته وسقطت رجولته أمام ثبات فتاة -أسماء رضى الله عنها- فلم يشعر عدو الله بنفسه إلا وقد لطمها، انتقاما منه لرجولته المهدرة أمام ثبات فتاة، ولم يعتقلها أو ينزع عنها حجابها أو يلفق لها التهم الباطلة والكاذبة، ورغم شدة غضبه وذهاب عقله اعتبر هذه السقطة فضيحة العمر له، وطلب من رفيقه أبى سفيان وتمنى عليه بذلة وهوان أن يستر عليه تلك السقطة حتى لا يعير بها بين العرب، والله يأبى أن يستر على مجرم جريمته ما دام تبجح بها ونسى الله فيها، فها هو أبو جهل فى مزبلة التاريخ يقدم قومه الذين عملوا بعمله فينا، يوم القيامة، ذليلا مهانا، بئس الرفد المرفود، مثل سلفه فرعون مصر، وقد قال النبى -صلى الله عليه وسلم- إنه فرعون هذه الأمة، لكن مع فرعونيته كانت عنده قواعد مرعية وبقايا من مروءة الفطرة والرجولة لا نجدها اليوم فى صبيانه وأزلامه؛ حيث رفض فرعون هذه الأمة بعد ذلك مهاجمة بيت النبى -صلى الله عليه وسلم- حتى لا تجتمع على أبى جهل معالم الخسة والنذالة التى اجتمعت فى صبيانه.
- ذكرتم تجريم عقوبة الحبس غير المبرر فى الإسلام.. فما تفصيل ذلك؟
- الحبس فى الإسلام لا يجوز إلا فى الدين لصالح الدائن عند امتناع المدين القادر عن سداد دينه، ففى ذلك يقول النبى -صلى الله عليه وسلم-: «مطل الغنى ظلم يبيح عرضه» يعنى مطاردته، ورغم ذلك إذا حبس بالدين وجب على الدولة أن توفر له وقتا لملاقاة أهله ورعاية ولده حتى لا يعذب غيره به، وماعدا ذلك العقوبات تبدأ بالتعزير ثم الجلد ثم التغريب مع أهله لبلد أخرى، وجاء رجل لعثمان بن عفان -رضى الله عنه- وشكى له جحد غريمه لحقه عليه، وأتى عثمان بالغريم، فأنكر الغريم الدين، فقال عثمان للمدعى ماذا أصنع لك؟، لأن الدائن لم يأخذ إيصالا، ولا شهود لديه ولا قرينة، فطلب الدائن حبس المدين لكى يعترف، فرفض عثمان ذلك وقال إن له أولادا، والحبس من بقايا رزايا ورذائل المستعمر التى رمانا بها ليذل كبرياءنا ثم انسل منها، فالسجون فى بريطانيا تحدد الإقامة فى بيت صاحب الجريمة، وفى أمريكا توضع حلقة ممغنطة فى يد المجرم وتحدد له دائرة يتحرك فيها، ولا يسجن إلا عتاة المجرمين فى الجرائم العظمى مثل التجسس والقتل، وذلك لأنهم ليس لديهم عقوبات رادعة لهذه الجرائم مثلنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.