بعدما أخبر أبنائه بما يراه في مستقبلهم .. وضع يده على رأس حفيده وقال هذا الطفل سيكون له اسم في دول العالم وانتقل الجد عبد الوهاب في ذات الليلة رحمة الله عليه .. وبعد فترة من الزمن سلم رسول الله على هذا الحفيد مناما .. بدأ الطفل من أولى روضة مراحله الدراسية لينتقل من مدرسة المنيا الثانوية إلى كلية العلوم جامعة أسيوط .. وبات الأول على دفعته أربع سنوات منحته خلالها الجامعة مكافأة شهرية بالجنيهات الذهب من بعد سنته الأولى وحتى تخرجه .. فتعينه الجامعة معيدا بكلية العلوم .. ومنها إلى خدمته العسكرية عقب حرب يونيو 67 مع بداية حرب الاستنزاف .. وقت حرب الاستنزاف كانت أسرته كبقية الأسر المصرية اعتادت سماع صافرة الإنذار المتقطعة فتطفئ الأنوار طوال فترة انتظار سقوط الدانات حتى تسمع صافرة الإنذار الطويلة إيذانا بانتهاء الغارة الجوية الإسرائيلة وهي تعلم أن موقع ابنها سبق ضربه وكتب الله له عمرا .. لكن .. قطع الكهرباء عن كامل أحياء المدينة جعل والده يفطن إلى السبب فيهرول إلى رصيف محطة القطار يقف قريبا من نعوش الشهداء التى ستسلم لأهلها يسأل عن أسمائهم .. ليعود يخبر زوجته المترقبة أن ابنهم ليس من بين الشهداء .. لتظل على ترقبها سنوات في مناجاة ربها والدعاء لابنها حتى قال لها رأيت الليلة السيدة زينب تقول لي ( روح لم ورقك ) .. ليعود من أجازته هذه إلى معسكره فتأمره القيادة الحضور بأوراقه لاستلام شهادة إنهاء الخدمة العسكرية بقرار جمهوري من الرئيس السادات رحمة الله عليه عام 71 .. فيعود إلى عمله بكلية العلوم ليبدأ دراسة الماجستير وتنتهِ بخبرين .. الأول من خلال الإذاعة .. والثاني نشرته مجلة صباح الخير بنفس المضمون تحت عنوان ( عالم مصري يكتشف علاج من نبات الكركديه ) .. الإعلام في كلا الخبرين قد وصفه بعالِم رغم أنه لم يكن كذلك .. ووقت أصبح كذلك كان الإعلام مهتم أكثر بالأفلام وبرامج المسابقات.. هذا العالِم صاحب الاسم المركب أحمد مختار حصل على الدكتوراه من ألمانياالغربية بعد أبحاث استمرت بها خمس سنوات توصل خلالها إلى قاعدة كيميائية جديدة طبقتها ألمانيا في أعمال هامة ليطلبوا منه استمرار العمل معهم فيها وفيما طوره في علم الكيمياء .. و أرسلت له جامة بن جوريون الإسرائيلة عقد عمل بمغريات رفضها .. وواصل من معمله بجامعة المنيا نشر إضافاته العلمية حتى عين واحدا من أربعة محكمين الكيمياء في العالم .. ليستمر في الاكتشافات والإضافات العلمية حتى اختارته الجمعية الأمريكية للعلوم رجل الكيمياء الأول من بين العلماء المرشحين و لسنتين متتاليتين .. وبطلب من الصفوة كان نقيبا للعلميين بالتزكية .. هو شخصية هادئة لا تمل القراءة ولا يفوته فرضا .. تأثرت في طفولتي بشياكته و بلوحاته التى رسمها وأبهرتني لوحة صيد العصاري وفيديل كاسترو .. وتمنيت في الإعدادية أن أكون مثله رساما .. وفشلت .. وظل الفشل يلازم محاولاتي حتى تعلمت الرسم من أحد الفنانين النادرين بأمل تعلقت به .. وباتت لي لوحات بها مدرستي القومية دخلت معرض المدارس الثانوية .. ومن معرض إلى آخر حتى المعرض الدولي بمدينة اوسلو .. لتحتفظ المدرسة باللوحات قهرا بعد مركزها الأول .. فهذا العالِم كما رأيته في الصغر شخصية مؤثرة .. وجدتني منذ شبابي أمين على أسراره مؤتمن على أمواله ومعجب بعقليته وبفكره وبتحليلاته وبرؤيته السياسية التى بها أخبروني نقل اختياره أمينا لحزب رفضه ورئاسة الحزب عن قناعة .. ليرضيني جدا هذا الرفض وأفتخر بأنه أخي الأستاذ الدكتور مختار أبوحقه .. رجل الكيمياء الأول في العالم .. باحث إسلامي علاء أبوحقه ..