في احدي زيارته للجبهة شاهد جنديا يقف في موقع حراسته يرتعد من البرد فسأله عن معطفه.. فأخبره الجندي بأن زميلا له استعاره للذهاب في مهمة..فخلع معطفه واعطاه للجندي ليرتديه.. واخبره الا ينسي اعادته له في الصباح ..وذات مرة قال لصديقه:" لو عرف كل واحد فينا واجبه.. وحرص علي تأديته بغير خوف من العقاب او طمع في الثواب لن تستطيع أي قوة في العالم ان تقهرنا".. وقد كان يري ان اسرائيل مجرد برواز لامع.. وبمجرد اختراقه لن تجد بداخله صورة حقيقية.. فليس داخل البرواز سوي الفراغ. هذا هو الفربق اول عبد المنعم رياض رئيس اركان حرب القوات المسلحة في نهاية الستينيات من القرن الماضي.. والذي استشهد علي الجبهة وبين جنوده اثناء حرب الاستنزاف في 9مارس 1969.. واتخذ من يوم استشهاده عيدا للشهيد والمحارب القديم تحتفل به مصر وقواتنا المسلحة كل عام.. وتنظم خلاله جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب احتفالات رياضية وفنية واجتماعية لكل اسر الشهداء والمصابين وضحايا الحرب بكل ربوع مصر. هو بحق جنرال ذهبي كما اطلق عليه السوفيت... فقبل يوم من استشهاده كانت خطة تدمير خط بارليف اثناء حرب الاستنزاف قد بدأت.. وقرر الفريق اول عبد المنعم رياض ان يكون بين جنوده علي الجبهة ويشاهد علي الطبيعة كسر الغرور الاسرائيلي .. ما فعله ابطالنا البواسل في المحتلين لسيناء.. ولشجاعته اختار رئيس اركان حرب القوات المسلحة موقع المعدية نمرة 6 بالاسماعيلية والذي لا يبعد سوي 250 مترا عن تحصينات العدو علي البر الشرقي لقناة السويس وفي عملية خسيسة مخالفة لكل القوانين و الاعراف الدولية فتح العدو نيران مدفعيته علي موقع الفريق أول رياض والذي قاد معركة استمرت ساعة ونصف للرد علي العدو المحتل . ولكن احدي الدانات الاسرائيلية سقطت بالقرب من موقعه وادت الي استشهاده. رحمة الله علي الفريق اول عبد المنعم رياض وعلي شهدائنا الابرار من مسلمين ومسيحيين والذين اختلطت دماؤهم في مختلف الحروب التي خاضتها مصر لتحرير سيناء او دفاعا عن عروبة ارض فلسطين منذ حرب 1948 .