دائما تطلق رصاصات تصيب القلوب .. بجاذبيتها تحرك الوجدان .. بمغرياتها تخترق الفكر .. بسحرها تشغل الذهن .. بفنها تستحوذ على العقول .. بهيئتها تسلب الرشاد .. بنطرتها تغشى العيون .. بإيحائها تنجز لها ما تريده .. بإلهامها تفعل لها ما شاءت .. كميساء هي سيطرة ما .. تطابقها في ذلك .. لكنها هدم للهوية .. موت بطيء .. مسح للذاكرة .. تجذبك دون إكراه .. تحقق أهدافها بلا إقناع .. تصل إلى مراها بغير شروط .. تلك هي عين الشيطان المسماه ( القوة الناعمة ) .. في الماضي السحيق .. مع بزوغ فجر التاريخ .. يد الشيطان عَرَفت الإنسان قتل أخيه .. فرأى لون الدم .. واستنشق رائحته .. وحضر الغراب يُعلم الإنسان دفن أخيه فدفن قابيل هابيل .. واستمر الإنسان عبر التاريخ يرى سيل الدم يستنشق رائحته.. يدرك معاني الموت .. يحترف الدفن بين خراب ودمار وهدم وهلاك وأطلال حروب الدماء .. تلك الحروب لم تعد مرضية للشيطان وجنوده .. لم تشبع رغبات الإنسان .. لم تحقق النفوذ التام والسيطرة الكاملة على الآخر .. لم تجد يد الشيطان غايتها في تلك القوة المدمرة .. ولم تكفيهما قرون تكالب الأمم علينا .. ولا عصور وقيعة السنة والشيعة .. ولا دهور حروب المسلمين لأنفسهم .. لتنظر عين الشيطان فيتفتق ذهن الإنسان عن القوة الناعمة .. ويتدفق عقله بآليات طالت عالم الاقتصاد والرياضة والسياسة والاجتماع ومختلف جوانب حياة اعتلت فيها القوة الناعمة منبر الحرية ومنصة الرأى تحت راية الإبداع الذي لعبت فيه الثقافة والفنون الدور الأهم .. لكن آليات القوة الناعمة ظلت بعيدة عن القوة الصلبة في العالم الإسلامي حتى باتت تغازل وتستدعى القوى الصوفية الروحية .. وهي أخر وأخطر مراحل القوة الناعمة .. فتلك القوة الروحية الصوفية منتسبة إلى آل البيت القوة الصلبة.. بتحريك عقيدتهم وإدخالهم معترك هم في منأى عنه كآلية من آليات تفتيت الأمة والسيطرة على دولها وشعوبها .. مآله ينتهي لا محالة إلى سيطرة آل البيت على العالم ليمحوا بقوة عقيدتهم الظلم والجور في قاراته .. ويحققوا القسط والعدل في ربوع الأرض .. وهو ما تضمنه صحيح قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( المهدي مني ، أجلي الجبهة أقني الأنف ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يملك سبع سنين ) .. فإذا كانت القوة العسكرية والناعمة تضافرتا في تفتيت أمتنا .. فالقوة الصلبة ستفتت كلاهما .. وإن كانت السياسة تتحكم في الدين .. فالدين سيتحكم في السياسة .. وقد لاح في الأفق ما نرى فيه القوة الناعمة .. تستدعى القوة الصلبة .. باحث إسلامي علاء أبوحقه ..