على مر العصور والأزمنة كانت مصر تقدم أبناءها دائما للموت عن طيب خاطر كانت تقدمهم للشهادة من أجل رفعة الاسلام وعزة العرب أجمعين ومن قرأ التاريخ يدرك جيدا أن كل خطر حاق بالعالم العربى أو الأسلامى ما انهزم واندحر الا على أيدى أبناء مصر البواسل فالصليبين الذين هددوا العالم الاسلامى ورفعوا راية القضاء على الاسلام فى عقر داره ما دحرهم وردهم سوى دماء المصريين الأبطال والتتار الذين هددوا العالم أجمع بوجه عام والأسلام بوجه خاص حتى أتوا على الأخضر واليابس وقضوا على الخلافة الاسلامية واحتلوا جل الدول العربية ما صدهم وردهم الا دماء المصريين الذين سقطوا وقدموا أرواحهم عن طيب خاطر من أجل اعلاء كلمة الله أولا والوطن ثانيا حتى فى العصر الحديث لم تقدم دولة عربية واحدة على تحدى البنت المدللة لأمريكا وهى اسرائيل وخوض ثلاث معارك كاملة مع انجلترا وفرنسا واسرائيل على مدار ثمانية عشر عاما متواصلة الا المصريين الذين خاضوا غمار الحرب لكى تعلو راية الاسلام والعرب أما الأن فان العدو اصبح خفيا أصبح يتربص بنا من خلف ستار ليضرب ضربته ثم يعود مسرعا الى مخبئه ويتحين الفرصة لكى يعيد الكرة مرة اخرى أصبح من المعتاد الأن أن ترى فى نشرات الأخبار مقتل الضباط والجنود البواسل بأيدى غادرة لا تعرف دينا ولا قيما ولكن لماذا يحدث لنا كل ذلك ؟ لماذا يتمتع العالم أجمع بالأمان الا مصر التى أخبرنا الله عز وجل أن كل من يدخلها من الآمنين ؟ لماذا أصبحنا نرى التلفاز وهو يعرض أشلاء جثث شهداءنا ونحن نتناول الغذاء أو ندردش على الأنترنت وكأن الامر لا يعنينا أو كأنه أصبح واقعا تعودنا على رؤيته كل يوم فلم يعد يثير فينا أدنى انفعال يذكر … مثلما كنا نتألم ونتوجع على القدس ثم هدأت أنفسنا وأعتدنا على مشهد جنود الأحتلال وهو يدخلون المسجد الأقصى بأحذيتهم ويدنسوه .. أو كما كنا نتألم على اخوتنا فى العراق أو فى سوريا ويعتصرنا الألم على مشهد أطفال تموت ونساء تغتصب ثم تعودنا على ذلك وأصبحنا نشاهده ونحن نتناول بعض المقرمشات ؟ !! لماذا أصبحت الوطنية عندنا مجرد بوست على موقع تواصل اجتماعى أو تغير صورة الغلاف المتشح بالسواد وتنهال الأعجابات ولتحيا الوطنية ؟ لماذا أصبح دمنا باردا نراه يراق كل يوم بأيدى قذرة ولا نملك الا التعاطف والعويل والشجب والأستنكار .. وان وجد ؟ لماذا أصبح كل من يفجر ويهدم ويخرب بيد من يدعى الاسلام حتى تشوهت صورتنا أمام العالم أجمع وأصبحوا ينظرون الى اسلامنا انه الخطر الذى يهدد أمن العالم أجمع ؟ لماذا ننحدر يوما بعد يوما حتى لم يتبقى من اسلامنا وعروبتنا الا قصص قديمة وأفلاما مصورة عن الماضى ؟ لماذا يمارس العالم كل شعائره على أختلاف الملل واللغة أمنا مطمئنا .. أما عندنا فلا أمان حتى فى بيوت الرب ؟!! لماذا نرى أبناءنا يوما بعد يوم يقلدون الغرب فى كل أفعاله ويوما بعد يوم تنحصر لغتنا وهويتنا وعروبتنا الى أن صرنا مجرد ظل لزمن جميل ولى ولم يعد ؟ لماذا تهون فى أعيننا كل التضحيات التى يقدمها جنودنا فى كل موقع وترى البعض يهتف بشعارات معادية وهو يجلس فى بيته آمنا مطمئنا بفضل دماء هؤلاء البواسل ؟ أسئلة كثيرة جدا تحتاج الى مجلدات للأجابة عنها ولكن موجز القول هو أولا : اختفاء الأنتماء في أبناءنا الصغار بسبب تعليم عقيم لا يفيد الأمة بشئ على الأطلاق .. تعليم يعلم أبناءنا الغش والكذب والهروب وقتل كل أنتماء لديهم من الصغر وتنشأتهم بعيد عن تاريخ بلادهم ووطنيتهم وتركهم فريسة لكل فكر متطرف يصب التطرف فى أذانهم صبا لأنهم كانوا فريسة سهل اغتنامها حتى اذا ما أصبحوا رجالا ونساءا وتطرفت أفكارهم تساءلنا بكل سذاجة ما الذى حدث لهم وأوصلهم الى تلك النتيجة ؟ وثانيا : هو الخطاب الدينى المتطرف الذى يدعو الى العنف والقتال بدون مبرر ويخلو من التسامح الدينى الذى آلفه الأسلام على مر عصوره فينشأ الشاب الصغير على فكر القتال وفقط وأن العالم أجمع هم أعداءه لن يطيب له عيش حتى يبيدهم عن بكرة أبيهم فيزداد حدة وعنفا ويزول التسامح من قلبه رويدا رويدا حتى يصبح أيضا فريسة سهلة لكل فكر متطرف يأمره أن يفجر كنيسة أو سيارة أو جنود وطنه بأسم الدين ثالثا : هو غياب دور الأسرة التى تعمل فيها الزوجة والزوج ليل نهار لتوفير متطلبات الحياة دون أن يهتموا بالجانب الأنسانى والروحى والثقافى لأبناءهم .. فتراهم مجتمعين أحيانا ولكنهم مفترقين على الأنترنت .. تراهم لا يعلمون عن أبناءهم ماذا يقرأن او أين يذهبون أو من يصادقون وعذرهم الغبى دائما هو السعى وراء لقمة العيش فها هى لقمة العيش قد توفرت ولكن بعد أن ذهب الأبناء بغير رجعة !!! رابعا : دور الشباب والرجال الواعى من خلال الجمعيات والندوات ووسائل التواصل الأجتماعى فى تحميس الشباب وزيادة الحس الوطنى داخلهم وتبنى توعيتهم بأن رفعة دينهم وعلو أوطانهم لن يكون الا من خلالهم .. من خلال عملهم .. فكرهم .. تعبهم وكدهم .. لا من خلال شعارات براقة تحفل بها صفحاتهم ثم يذهبون الى النوم مطمئنين ووطنهم يكتوى بنار الغدر ليل نهار !! ومن خلال اعلام غربي يتشرب منه شبابنا أخبارهم فتتغير توجهاتهم .. ولا من مواقع ساقطة يقيمون على مشاهدتها ليل نهار فى نجاح كامل لمن أراد لشبابنا أن يحيا تلك الحياة القذرة .. ولا من خلال مخدر ينسي الهموم ويذهب العقل أو حفل يذهب الحزن وينعش قلوبنا منهكة ولا حرية ملعونة أوهمونا بها كى نتمرد على ديننا وأعرافنا وأخلاقنا وخامسا : وأخيرا دور مؤسسات الدولة ذاتها وزيادة درجة الأستعداد والتيقظ الدائم مهما بدت الأمور هادئة مطمئنة فذلك العدور الغادر المسمى بالأهارب لا ينشط الى فى بيئة أطمئنت فنامت فنالت جزاءها !! فأنهم يعلمون جيدا أن العدو خارجيا يتربص بنا ويستغل ديننا فى ضربنا بأيدى أبناءنا الذى لا يفقهون عن دينهم شيئا سوى الجهاد والحور العين وفقط أما باقى الدين فلا مكان له فى قلوبهم أو عقولهم فمتى نستفيق من كل ذلك وندرك كم المؤامرات التى تحاك على ديننا ووطننا والتى باتوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيها للأسف الشديد اذا أستمر حالنا على ما نحن عليه ؟ متى نستفيق وندرك حقا ؟ وتبقى الأجابة عن ذلك السؤال معلقة حائرة الأجابة عن السؤال الأهم والأخير