أصابتنى الدهشة والفزع يخالطهما قدر أكبر من الاستنكار ، نعم استنكار لاستخدام لغة اللجام و الامتطاء فى شعر اليوم ، استنكار أن تكون لغة الشعر امتطاء و ترويض سواء كان للرجل أو المرأة ، وحتى لو كان الشعر عن الزوج أو الزوجة فما ينبغى أن ننزل بالشعر الذى هو لغة الارتقاء بالمشاعر إلى لغة للامتطاء والركوب والترويض وتحويل الإنسان إلى ما يمتطى . وحتى لو كان ذلك فى خيال الشاعر أو الشاعرة .ينبغى أن يكون شعرا وخيالا راقيا يسمو بمشاعرنا و يرتقى بذوق القارىء "الإنسان" . وإليك أيها القارىء الذواق شيئا مما ساءنى أنا شخصيا وانظر هل يصيبك ما أصابنى ؟ تقول الشاعرة المغربية مليكة حادق على صفحات شباب مصر فلجامك مازال بيدى أنا من روضتك وأمتطيتك فسرنا معا وجبنا العالم سويا علمت انه مستحيل أن يمتطيك غيري الشاعرة صاحبة أبيات اللجام والترويض والامتطاء ، حتى لو كنت تمتطين من تحبين وتعشقين فلتحتفظى بذلك لنفسك ، ولتمسكى بلجام نفسك أولا قبل لجام الحبيب ، فالحب عزة وكرامة وأنفة وكبرياء ، حتى لو كان شعرا و خيالا . وحتى لوكان هذا المعنى بداخلك كشاعرة كان من الممكن صياغته بلغة مغايرة تماما لتلك اللغة اللجامية الامتطائية . لماذا لا يصاغ هذا المعنى فى شعر مثل ما كتب الشاعر عبد الوهاب محمد لسيدة الغناء العربى أم كلثوم فى قصيدة "حسيبك للزمن" يوم من الأيام ح تحتاج عطف قلبي يوم من الأيام حتتلهف لقربي وانت مش ح تلاقى ابدا زى حبي والندم بعدي حيفضل جوه قلبك يألمك أكتر ما عيش العمر اعاتبك بكره تتماني أحاسبك أو ألومك أو اعاتبك مش ح حاسبك مش ح أعاتبك لأ دنا كفاية إنى سيبتك للزمن