منذ مايقرب من عام قمت بعمل تحقيق صحفى عن الباعة الجائلين فدخلت بعض الاسواق فى محافظة الجيزة وإستمعت إلى قصص كثيرة لسيدات وشباب ورجال تأثرت بهم كثيراًَ. من هذة القصص شاب تأثرت به جداً وشعرت بصدق حديثة واحساسة بأهله, هو فى مقتبل العمر يبلغ من العمر ثمانية عشر من الاعوام تعرفت عليه بدأ يحكى معاناته انه حضر من الفيوم لكى يبيع الليمون فى ميدان الجيزة يعيش فى حجرة مشتركة مع اصدقاءه من الباعة الجائلين ويعود إلى بلدته كل جمعة واحيانا يرسل لإهله الاموال مع أحد الاصدقاء ,قال لى أنه أمى لا يعرف الكتابة والقراءه وامه مريضة وأبيه يعمل أجيرلأحد مٌلاك الاراضى الزراعية, سألته عن أمنياته , قال أتمنى شفاء والدتى وأن أزوج أختى لم يتمنى لنفسه شئ تمنى فقط أن يسعد أهله. كان هناك أم حسن التى تسعى على اربع أبناء وزوجها المريض ولم يتعلم آى فرد من اسرتها ولم يدخل حتى كتًاب القرية ملامح الاسى تظهر على وجهها , حكت لى عن معاناتها اليومية كل يوم فى شراء الخضار وحملة على رأسها وركوبها القطار فى الفجر لكى تصل إلى القرى المجاورة تبيع مالديها من خضارحتى إنقضاء اليوم مع تحملها حرارة الصيف وبرد الشتاء والامطار , كان إذا تبقى شئ معها من الخضار تبيعة بدون ميزان بما يسمى "شروة" بسعر زهيد وتكسب مبلغ بسيط بدلا من حملة مرة اخرى على رأسها فى رحلة العودة وفى الغالب كل من فى السوق يتًبع نفس الاسلوب فى بيع ماتبقى من الخضار بثمن ذهيد "بالشروة", ثم تمضى إلى بيتها منهكة القوى لتعد لأسرتها الطعام وتنام بضع ساعات وتبدأ نفس دائرة المعاناة وفى النهاية تحمد الله على كل شئ ولكن بإستسلام وقهر. فى الغالب قصصهم متشابهة فى المعاناة وقسوة وخشونة الحياة. كان أمتع أسبوع قضيته معهم ولكننى لم أستطع مقاومة حزنى وألمى ومشاعرى المتدفقة فى أن أحمل عنهم همهم وتمنيت لو لدى من الأموال كى أسد إحتياجاتهم ولكن لم يكن لدى ما أملكة غير الدعاء لهم ومشاركتهم وجدانياً. بعد عام وجدتنى أدخل السوق لأجد نفس الوجوه نفس المعاناة نفس الطريق نفس الأشخاص مشهد مُعاد وكأن العام لم يمضى عليه إلاثوانى أو دقائق هى مقدار خطواتى ووصولى إليهم . عندما رآونى إنهالت علىِ الشكاوى , فين يا استاذة حقوقنا إلى قلتى عليها فين الراحة إلى قلتلنا عليها فين صوتنا إلى وصلتيه , كنت قد وعدتهم بأن غداً أفضل وأن الأمور سوف تتحسن وأن حياتهم سوف تكون أفضل وإن مصر سوف تكون فى مصاف الدول المتقدمة والغنية . قلت والله يا أصدقائى الحال طايلنا جميعاً, الحالة الاقتصادية ع الجميع وكله بيعانى والأن سوف أكرر نفس الكلام إن غدا سوف يكون أفضل بإذن الله. اعلم إنكم تعبتم وصبرتم كثيراً , ولكن كملوا الصبر قربنا من نهاية الازمة يا أصدقائى فصبراً آل مصر إن الفرج لقادم.