أين لجنة الحريات في الوقت الذي قامت حماس بمنع أي فعالية لحركة فتح بمناسبة انطلاقتها وأين هو التفاؤل الذي يحمله البعض بخصوص الاستمرار بتنفيذ بنود المصالحة على ارض الواقع؟ في هذه الأجواء الايجابية خرج علينا السيد إسماعيل هنية وبعض القيادات الحمساوية من اجل فضح السيد الرئيس محمود عباس الذي قام باختلاس مبلغ 32 مليون دولار من الأمين العام لجامعة الدول العربية كانت قد صادرتها الجامعة العربية من السيد إسماعيل هنية عندما كان عائدا إلى غزة, والغريب أن هذه الاتهامات والتصريحات خرجت على لسان السيد هنية إثناء جولته الخارجية وتهدف إلى تعكير الأجواء الايجابية التي يعيشها الشارع الفلسطيني على خلفية الاتفاقات والتفاهمات بين حركتي حماس وفتح, وبدا هذا التصريح وكأنه اتهام لشخص الرئيس بسرقة أموال الشعب الفلسطيني أو كأن المبلغ المذكور سرق من أموال السيد هنية الخاصة ويتم التعامل على أن السيد الرئيس ليس برئيس للشعب الفلسطيني ولا يقدم 58% من موازنة السلطة للقطاع حيث يحكم السيد إسماعيل هنية هناك. إن هذه التصريحات ضد السيد الرئيس إما أنها استهبال سياسي أو أنها موجهة إلى الدول التي من الممكن أن يزورها السيد إسماعيل هنية من اجل تعويض هذا الرجل عن هذا المبلغ الذي تم اختلاسه على يد راس الهرم في السلطة الوطنية وهو السيد الرئيس والذي استخدمه لأغراضه الخاصة ووضعه في حسابه وحساب أبنائه وكأن السيد الرئيس بحاجة إلى هذا المبلغ المغمس بدماء أهلنا في القطاع ومن الويلات المميتة التي تعرضوا لها على يد الاحتلال ومن خلال السياسة الغبية لحركة حماس هناك. إن السيد الرئيس فوق هذه الشبهات والغريب أن حركة حماس وقادتها يعرفون مدى نزاهة هذا الرجل ويعلمون آن هذا الرجل يقدم القسم الأكبر من ميزانية السلطة إلى أهلنا في القطاع ويعلمون أيضا أن هذا الرجل هو الذي أحدث الشفافية والنزاهة في إدارة الوضع المالي في مؤسسات السلطة الوطنية الأمر الذي تشهد به الدول المانحة وهي الدول التي تقدم أضعاف مضاعفة من هذا المبلغ للسلطة الوطنية دون أن يتهم بسوء الإدارة المالية على مدى سنوات رئاسته للسلطة الوطنية. إن هذه التصريحات وتوقيتها تثبت أن حركة حماس غير جادة في توجهها للمصالحة وغير مهتمة بما يحدث على الأرض وهي مستعدة لبيع هذه المصالحة مقابل حفنة من الدولارات وهي تعلم أن هذه الأموال تم التوافق على أن يتم تسليمها للسيد الرئيس وبتوافق مع السيد خالد مشعل, وهنا نرى وبشكل واضح الفجوة العميقة التي اتسعت بين قادة الحركة في دمشق وبين القادة في قطاع غزة. أخيرا نقول لحركة حماس أن جولة السيد اسما عيل هنية غير مبررة وهو على أعتاب ترك هذا المنصب لرئيس وزراء متفق عليه ولو أن الحركة جادة في موضوع المصالحة لكان السيد إسماعيل هنية وفر على نفسه وعلى الشعب الفلسطيني هذه الأعباء المالية ولو أننا بصدد حسن الظن بالسيد إسماعيل هنية تجاه المصالحة وعليه فان هذه الجولة لا تعدوا كونها جمع التبرعات لحركة حماس من اجل مواجهة الانتخابات المقبلة وما حديثها عن هذه الأموال إلا كونهم يفسرون أن هذه الأموال من حق الحركة وليست من حق الشعب الفلسطيني الذي تعرض للموت وهدم البيوت ويا رضا الله ورضا الوالدين.