إن من اغرب ما سمعت أذني هي التصريحات والمواقف التي تصدر عن قادة حركة حماس في الآونة الأخيرة وتحديدا بما يخص استحقاق أيلول, ولو رجعنا إلى تاريخ توقيع حركة حماس على ورقة المصالحة التي جف حبرها بانتظار هذا التوقيع والذي أسيل قلمه بالدماء السورية كانت على لسان السيد محمود الزهار الذي تناقضت تصريحاته مع السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي صرح في حينها انه يفوض الرئيس الفلسطيني ليذهب بالقضية الفلسطينية إلى الأممالمتحدة والمحافل الدولية, وعندما اقترب الاستحقاق الكبير خرجت علينا التصريحات التي تقول إن حركة حماس تراقب قضية استحقاق أيلول وسوف تقوم بإعلان موقفها من هذا الاستحقاق في الوقت المناسب, وفي اليوم التالي خرج علينا السيد محمود الزهار ليقول إن الذهاب إلى استحقاق أيلول ما هو إلا قفزة في الهواء الطلق وما هو إلا خطوة من اجل إنعاش عملية التفاوض, وهنا وصلنا إلى عشية الاستحقاق الكبير ليخرج علينا السيد سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس ليقول إن حركة حماس لا ترى باستحقاق أيلول أي منفعة سياسية للقضية الفلسطينية وفي اليوم التالي خرج السيد إسماعيل هنية في خطابه الذي خرج بعد المراقبة في الوقت المناسب ليقول إن هذا الاستحقاق هو خطوة أحادية من قبل السلطة وان الذهاب إلى الأممالمتحدة سوف يضيع الحقوق الفلسطينية وكان على الرئيس الفلسطيني أن يتشاور مع الفصائل الفلسطينية قبيل الذهاب إلى خطوة حساسة من شانها أن تمس بالحقوق الفلسطينية وقال انه يؤيد إعلان دولة على كل شبر محرر من الأراضي الفلسطينية من غير التنازل عن الأرض التاريخية لدولة فلسطين وكان وكأنه يقول وبشكل مبطن إن غزة المحررة أحق بالدولة من الضفة المحتلة ولو دققنا بعناية في هذا الخطاب للسيد إسماعيل هنية لوجدنا انه نسي أو تناسى أن فلسطين التاريخية هي تخضع تحت الاحتلال ولا يوجد شبر في فلسطين محرر فهل كان يقصد السيد إسماعيل هنية أن تعلن الدولة على سطح القمر, ولو رجعنا إلى التصريحات الحمساوية فكان قبيل ساعة الصفر حيث خرجت تصريحات لحركة حماس في غزة تقول أن حركة فتح وحركة حماس اتفقتا على منع التظاهرات والمسيرات التي تدعم هذا الاستحقاق في قطاع غزة, وهنا يجب أن نتوقف وفي كلا الاتجاهين, فهل حركة فتح والفصائل الأخرى كانت تطالب وتهاجم حركة حماس التي تمنعها من المشاركة كانت متفقة من تحت الماء على عدم إقامة هذه الفعاليات, أما بخصوص هذه التصريحات فهي تنفي إعلان حركة حماس على أن هذا الاستحقاق هو بمثابة خطوة أحادية الجانب فها هي حركة حماس أقرت بوجود تفاهمات واجتماعات بهذا الخصوص أو أنها تفاهمت مع حركة فتح التي تتواجد على سطح القمر, وأخيرا إن ما يقلقني هو الغياب الغير مبرر للسيد خالد مشعل عن المشهد السياسي في هذا الوقت الحساس في تاريخ القضية الفلسطينية أو أننا يجب أن نلتمس له العذر كونه على الأرض السورية التي باتت تسبح بدماء الأطفال والنساء الذي قتلهم من اهدي له انتصار غزة وهو المجرم بشار الأسد ويا رضى الله ورضى الوالدين.