ترك قطعة الحشيش بجوار المقعد وخرج مهرولا نحو باب الشقة ليسعف الطارق الذى كاد أن يحطم الباب من شدة الخبط عليه وهو يطمئنه طيب حاضر جى بنفس سرعة الخبط واللهوجة , ليجد إبن عمه على الباب يقذف الكلمات من فمه الكلمة تلو الكلمة بدون توقف وكأنها سيل من طوفان الكلمات المتلاحقة لم يفهم منها محمود غير بعض الكلمات القليلة مفادها أن أخية فى قسم شرطة شبرا الخيمة لأتهام صاحب السوبر ماركت له بالسرقة , قال له محمود بنفس سرعة إبن عمه لماذا لم تتصل علىٍ؟ قال تليفونك كان مغلق ...! تذكر محمود أنه اغلق تليفونة واغلق باب الحجرة لكى يعيش بإنسجام مع سيجارة الحشيش وأدار ذرالتليفزيون على فيلم إباحى ولكنه لم يهنأ بجلسة الإستمتاع هذة . قال محمود لأبن عمه إنتظرنى قليلا دخل حجرة نومه لكى يبدل ملابسة ثم أخبر زوجته بما حدث والتى كانت منهمكة فى تحضير طعام الغداء وبجوارها طفلها عمرو ذو العامين الذى حول المطبخ إلى ملعب كرة يشوط الطماطم والبطاطس والبرتقال على إعتبار أنها تشبه الكرة ويدخلها فى أدرف دواليب المطبخ الالوميتال وكأنها شبكة الملعب وهو يقول كون كون مما بلكنة بدلا من جون ياماما. لم تستغرب منال زوجة محمود مما قاله زوجها عن أخية ياسر فقد كان سلوكه غير سوى فهو غير متزوج بالرغم من بلوغة الخامسة والثلاثين من عمرة ويعمل كاشير فى السوبر ماركت ولديه عمل اخر فى المساء فى صيانة الموبايلات إلا أنه ينفق امواله على السهرات مع النساء وشرب الخمر والمخدرات. ذهب محمود إلى قسم الشرطة مع إبن عمه على ليجد مسعد صاحب السوبر ماركت الذى خرج عن شعوره عندما رآى محمود وتكلم بحدة وعصبية وعيناه تبرقان وكأن منكر ونكير خرجا من القبر معهما سياط الحديد المشتعل أنا عايز حقى , اخوك اخد عشر الاف جنية من المحل , لما عملت جرد للمحل لقيت عجز عشر الاف جنيه. طمأنه محمود بأنه سيعطيه المبلغ وقال له أمهلنى فقط شهرين حتى ادبر حالى وأُدبر لك المبلغ . إشتعلت رأس الرجل غضباً وثورة قائلا أنا عايز حقى الان اجيب منين بضاعة ؟ قال محمود حاضر ياحاج مسعد حاضر سوف أتصرف فى الأمر. احضر العسكرى المتهم ياسر من الحبس وتعهد محمود بدفع المبلغ وقام بالامضاء على المحضرثم إنصرفوا جميعاً. أخرج محمود الهاتف من جيبة لكى يُطمئن زوجته فوجد على الهاتف عشرين مكالمة من زوجته فأنتابه القلق , إتصل على الفور بزوجته فقالت له أنا فى طريقى إلى المستشفى إبنك أكل الحشيش واعد يهلوث ويضحك ويضرب فيا ويعمل حركات هبل ووجدت على فمه ويده أثار الحشيش . قال لها على الفور حد عرف؟ قالت لأ حذرها بشده الا تخبر أحد وإلا سيكون طلاقها فى المستشفى وبما أنها حكومية لم يكتشفوا أن الطفل قد تناول قطعة من الحشيش وعمل دماغ عالية لدرجة انه كان هيموت فيها وقام الطبيب المعالج الله يعمر بيته وبيت كل الاطباء الذين على شاكلته بكتابة دواء مطهر معوى فلاجيل شراب دون عمل تحاليل أو اشاعة أو منظار وتقرير الكشف نتيجة تناول طعام ملوث وبناءً عليه إتهام الام بالإهمال والتقصير. فى نفس التوقيت حضر محمود إلى البيت مع قدوم منال ومعها إبنها عمرو فى حالة إعياء . على الفور أعطته الدواء وقامت بأطعامه زبادى ثم أخلد إلى النوم . وبدأت حلبة النقاش والمصارعة بين الزوجين لقد نسيّ محمود أخية وتذكر إبنه وما حدث له وأنهالت الزوجة علية برصاص الاتهامات . زهقت وتعبت من القرف اللى بتشربه كل يوم ده ؟ انت مابتدراش بنفسك لما بتشرب بتضرب فيا وبتشتمنى وتهنى , كل فلوسك على الشرب ومش بعيد تكون ماشى مع ستات ايوه وليه لأ وبتصرف عليهم زى اخوك ما انتو عيلة كلها شمال والاخر هتخلى الواد كمان يدمن ويعمله دماغ العيل اللى جاى هتخليه يشرب وهو فى اللفة كانت جوازة منيلة وهنا يقوم محمود بصفعها على وجهها عدة صفعات وركلها بقدميه وهو يقول لها إن كان عاجبك هى دى عيشتى . تتذكر أن والديها قد توفيا منذ عام مات ابوها اولا ثم تبعته الام بعد ثلاثة أشهر واخذت ميراثها واعطته لزوجها ليشترى سيارة ترحمهم من المواصلات وأخواتها فى محافظات أخرى وحدثت نفسها إذا ذهبت عند آى من أخواتها لا احد سوف يتحملها طويلا وإذا طلبت الطلاق سوف تكون فى الشارع. دخلت حجرة نومها غيرت ملابسها وقررت أن تنسي وتتناسي وكأنها تشرب بانجو أو حشيش فى محاولة منها لتكيف حياتها وتغير من حال زوجها ربما تحسنت احواله . انتهى اليوم دون دخول فى آى تفاصيل فالرجال من عادتهم النسيان ولا يحبون الكلام الكثير ويميلون إلى الهدوء والرومانسية ولكن كل رجل لديه شئ من العظمة بداخله سي السيد يصغر ويكبر حسب الاحوال. مر يومين وفى اليوم الثالت بدأت تهدأ قليلا وتفكر فى حياتها وما الت اليه وكيف تتصرف. حاولت أن تدخل الى عالم زوجها وتخترقه من بعيد دخلت على الشبكة العنكبوتية لكى تعرف معلومات عن الحشيش والمخدرات ولماذا يذهبون إلى شرب هذة الاشياء التى تُذهب بالعقل وتجعل الانسان شبه غائب عن الوعى . فوجدت أن هناك أسماء غريبة تسمى بحشيش الصراصير يشربونه المدمنين لكى لا يشعرون بالتعذيب والضرب وفى الغالب هم المجرمون وحشيش اوباما ونانسي عجرم وغيرها من الاسماء خلاف الحقن والحبوب . تذكرت أنها منذ فترة الحمل وحتى ولادة طفلها وانشغالها به قد حدثت فجوة بينها وبين زوجها ظلت تكبر وتذيد هذة الفجوة حتى وصلت إلى هذة الدرجة زوجها اصبح مدمن مخدرات ومدمن مواقع إباحية. بعد اسبوع من الخصام مع زوجها قررت منال أن تبدأ هى فى الصلح وكأنها دكتور معالج لكى تحافظ على بيتها ولما لا وهو أبو إبنها وهى لا تكرهه ذهبت لكى تشترى هدية لزوجها وتقوم بعمل نيولوك جديد إشترت ساعة وبارفان هدية وذهبت إلى الكوافير وصبغت شعرها باللون الرمادى ليصبح فى غاية الجمال مع بشرتها البيضاء فأصبحت وكآنها نجمة من نجمات السينما أو موديل. فى طريقها للعودة إلى المنزل قامت بشراء بعض الحلويات والجاتوه , وطفلها تحمله تاره وتسير به تاره وهو يصرخ فى عرض الشارع ولا تُجدى معه آى محاولات للتهدئة لانه يريد أن يغير الكادليز إستقلت منال تاكسى . وعندما وصلت البيت وقامت بما يلزم مع طفلها إتصلت بزوجها فوجدت الهاتف مغلق عاودت الاتصال فلم يرد , أرسلت له رسالة على الهاتف كلمة واحدة أحبك . كان الزوج فى احد الحدائق يتذكر حياته ومشاكله وإنفصال ابيه عن امه وتذكر بداية شربه للسجائر هو وأخيه التؤم ثم تعاطية وادمانه للحشيش بكل انواعة من الصف الثانى الاعدادى وفشلة فى الدراسة وكرهه للمدرسة والمدرسين ولكنه كان ينجح بالدروس والغش فى الامتحانات حتى حصل على دبلوم الصنايع وهو لا يفقه آى شئ وكيف أن والده ساعدة فى فتح ورشة بلاط أصبح من تجار البلاط المعروفين وتذكر كثيراً ما الح على اخيه على أن يعمل معه فى ورشة البلاط لكنه إختار ان يعمل فى صيانة الموبايلات وكاشير فى السوبر ماركت اهو عمل مصيبة والراجل مش هيشغلة تانى وانا دفعت الفلوس والاخر هيشتغل معايا ويا عالم هيدينى فلوسي ولا هياكلهم عليا . امسك محمود الهاتف فوجد رسالة زوجته أحبك فتهلل وجهه بالسرور والفرح وتذكر أنه كان معها قاسي القلب فقرر أن يبدأ معها حياة جديدة ذهب الى محل الورد وإشترى لها بوكيه ورد لانه يعلم أنها تحب الورد وخاتم من الذهب. عندما وصل إلى البيت وفتح باب الشقة وجدها فى إنتظاره والهدايا والحلويات على السفرة فى صالة الشقة . تعانقا عناقاً طويلا بالعين قبل الجسد وكأنه أول لقاء يجمعهما فى محاولة لمسح وإزالة كل سيئات الماضى القريب والبعيد وبداية حياة جديدة.