بكينا فرحا عندما تنحي المخلوع وأعوانه , واليوم نبكي حزنا علي شهداء ومصابين جدد وتاريخ يمحي من ذاكرة الأمم في موقعة جديدة أمام مجلس الوزراء في قاهرة المعز التي يقهر شعبها علي أيدي بعض من أبنائها. هذا يجعل كل مصري محبا لوطنه غيورا عليه يتساءل لعله يجد إجابات شافيه فالعقل كاد أن ينفجر والقلب كاد أن ينفطر حزنا علي بني وطني . هل ما حدث كان مشاجرة بين أفراد من المصريين أم هذا تدبير ممنهج لتدمير الوطن لتقوم ثورة جديدة ويصبح شعارها البكاء والندم علي النظام السابق . إذا كان ما حدث مشاجرة بسبب كرة سقطت خلف أسوار مجلس الوزراء فهل يجوز لأفراد الأمن أن يكونوا طرفا في مشاجرة أم أن السيطرة علي الموقف و تطبيق القانون هما رأس الحكمة. وإذا كان ما حدث خطة ممنهجة لتدمير الوطن فهل فقد رجال الأمن حسهم الأمني ومهاراتهم الأمنية العتيقه في معرفة المخربين والتمييز بينهم وبين المعتصمين سلميا لمدة ثلاثة أسابيع تخللها مفاوضات عاقلة كادت أن تنجح في فض الأعتصام . من هم الذين يقفون فوق أسطح المباني الحكومية ويقذفون المتظاهرين بالحجارة والملوتوف. كيف صعد هؤلاء إلي أسطح تلك المباني وهي محاطة بالحراسة المشددة من قبل قوات الأمن. لماذا لم يتم القبض عليهم حتي لا تتسع حدة الإشتباكات وتزداد النار إشتعالا. هل ضعفت أعين القناصة من كثرة الغازات المسيلة للدموع فعجزت عن قنص حامل الشعلة الذي حرق بها تاريخ مصر داخل المجمع العلمي لتحترق معه قلوب المصريين. هل هؤلاء المخربون من الثوار الذين فقدوا حسهم الثوري المسالم نتيجة التعذيب والإهانة والقهر, أم هؤلاء بلطجية الطرف الثالث الذي عجزنا عن معرفته طيلة عام كامل وهو يخرب ويقتل ويدمر. من الذي قام بتعبئة أفراد الجيش ونجح في شحنهم بكل هذه الكراهية تجاه المعتصمين . هل الشخص الذي ظهر وهو يتبول علي المتظاهرين يعاني من مرض التبول اللاإرادي . هل الجندي الذي سحل الفتاة عارية علي الأرض يعاني من مرض نفسي أم تخيل أنه يقوم بأسر بنيامين نيتنياهو. هل العنف المفرط مع بعض المتظاهرين ثم تركهم يعودون لزملائهم غرقي في دمائهم يطفئ نار الغضب ام يزيدها اشتعالا. ألم يكن الاعتقال للمخطئين وتقديمهم للمحاكمة هو الوسيلة المناسبة أم أن الضرب والسحل يحملان رسالة تخويف لفئة بعينها. هل تنجح حرب الفديوهات بين الجيش والمتظاهرين في توضيح الحقيقة أمام القضاء. هل تعتقد أن الشعب المصري يحتاج الي كشف نظر للتأكد من سلامة قواه البصرية ليحكم علي صحة تلك الفديوهات , أم علي كل أسرة مصرية أن تستدعي خبير مونتاج وهي تشاهد تلك المأساة علي فضائيات العالم لمعرفة الحقيقه. هل سيدركنا العمر حتي نري نتائج التحقيق في موقعة مجلس الوزراء أم سيضم الملف الي سجلات التحقيق في جمعة الغضب وموقعة الجمل وموقعة العباسية ومسرح البالون وموقعة مسبيرو وموقعة محمد محمود لينطق بالحكم في الألفية القادمة. هل كل من اعتصم في التحرير بلطجي وقليل أدب كما يصفهم البعض و يستحق الضرب والسحل أو القتل أحيانا هل كل من خرب أو إعتدي أو قتل المصريين عن عمد يستحق الإنتماء لهذا الوطن هل نحن نستحق الحرية التي ننشدها أم ما زلنا أسري لنظام وقوانين السكسونيا.