الدكتور أحمد عبد الهادى 23/6/2013م كانت الساعات حاسمة ... وعقارب الساعة تدور بسرعة عاجلة والأحداث تتواتر ... وكان هناك لقاء بين الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والمشاركين فى الدورة التثقيفية الخامسة لرجال القوات المسلحة بنادى الجلاء بمصر الجديدة .. وفى ختام اللقاء أعلن السيسى عن إنذاره للجميع والذى وضع له مهلة أسبوع بعدها ستأخذ القوات المسلحة زمام المبادرة لإنقاذ الوطن ... لقد كانت كلمات السيسى آخر صفحة فى حياة وتاريخ الإخوان ... وكان من خلالها يحاول جمع شتات الوطن الممزق .. لقد دكت كلماته قلاع الجماعة الإخوانية ... ودكت حصون كل الخونة والمتآمرين ... لقد أضاء بقوة أنفاق الجرذان وكشف عن العفن الذى يدب فى الأوصال .. ففرت الجرذان وهلعت .. قال السيسى فى كلماته المدوية : " ... إن القيادة العامة للقوات المسلحة منذ توليها المسئولية فى أغسطس من العام 2012 أصرت أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسى وتفرغت لرفع الكفاءة القتالية لأفرادها ومعداتها ... وما تم من إنجازات فى هذا الشأن خلال الثمانية أشهر السابقة يمثل قفزة هائلة ..وأكد على أن هناك حالة من الانقسام داخل المجتمع واستمرارها خطر على الدولة المصرية ولا بد من التوافق بين الجميع ... ويخطئ من يعتقد أن هذه الحالة فى صالح المجتمع ولكنها تضر به وتهدد الأمن القومى المصرى ... يخطئ من يعتقد أننا فى معزل عن المخاطر التى تهدد الدولة المصرية ولذلك لن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد فى صراع تصعب السيطرة عليه ... أؤكد أن علاقة الجيش والشعب علاقة أزلية وهى جزء من أدبيات القوات المسلحة تجاه شعب مصر ويخطئ من يعتقد أنه بأى حال من الأحوال يستطيع الالتفاف حول هذه العلاقة أواختراقها ... " وأضاف مؤكدا إن إرادة الشعب المصرى هى التى تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة ونحن مسئولون مسئولية كاملة عن حمايتها ولا يمكن أن نسمح بالتعدى على إرادة الشعب وأنه ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين والموت أشرف لنا من أن يُمس أحد من شعب مصر فى وجود جيشه . وقال السيسى : أن الإساءة المتكررة للجيش وقياداته ورموزه هى إساءة للوطنية المصرية والشعب المصرى بأكمله هو الوعاء الحاضن لجيشه ولن تقف القوات المسلحة صامتة بعد الآن على أى إساءة قادمة تُوجه للجيش وقال بحسم : إن الجيش المصرى هو كتلة واحدة صلبة ومتماسكة وعلى قلب رجل واحد يثق فى قياداته وقدرتها وإن القوات المسلحة تجنبت خلال الفترة السابقة الدخول فى المعترك السياسى إلا أن مسئوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر فى نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلى أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة . ثم استطرد قائلا : إن القوات المسلحة تدعو الجميع دون أى مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها ولدينا من الوقت أسبوع يمكن أن يتحقق خلاله الكثير وهى دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله . أعلنها الجنرال إذا ؟ وحدد مهلة أسبوع للجميع ... وفى مساء ذلك اليوم كان اللقاء المرتقب بينه وبين محمد مرسى الذى أعلن عن رفضه لصيغة وطريقة وشكل الإنذار وحاول أن يذكر السيسى بأنه مرسى هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وأنه لم يكن يصح أن يصدر هذا الإنذار مهما كانت المخاطر . وأن التهويل من شأن المظاهرات المرتقبة فى 30 يونيو الجارى لن تزيد عن بضعة آلاف وماجعل لها قيمة هى تصريحات السيسى التى أكد أنه سيحمى أى تظاهرات تعبر عن الشعب المصرى ولن يسمح بالاعتداء على المتظاهريين . وهو نفس ماقاله وزير الداخلية أيضا والذى أكد أن ضباط ورجال الشرطة ليست مهمتهم حماية مقار جماعة الإخوان أومقار حزب الحرية والعدالة بل حماية كل طوائف الشعب المصرى وحماية المتظاهريين ... لأنها أحد مكتسبات ثورة يناير 2011م . أكد مرسى على هذه التصريحات للجنرال وقال له : لقد أشعلتم بهذه التصريحات النيران وقمتم بدعم مجموعة من المخربيين فى مواجهة الشرعية . وانتهى اللقاء وبعده كانت التقارير على مكتب محمد بديع مرشد الإخوان ومكتب خيرت الشاطر ... والتى تؤكد أنه لافائدة مع عبد الفتاح السيسى ... وأنه مستمر فى عناده فى مواجهة الإخوان ودعم المتظاهريين ... فعقد مكتب إرشاد الجماعة الإخوانية اجتماع لمناقشة الوضع وانتهى الاجتماع بضرورة إرسال خيرت الشاطر والدكتور سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة لتحذير السيسى من تحركات مضاده للجماعة الإخوانية .