* فكما قال رب العالمين إلى أم موسى : " فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ " لمعالجة الخوف ؛ اليم - البحر - وسلية للنجاة ، رغم أنه الحل المخيف من حيث الظاهر لنا ؛ إلا أنه الأفضل وقتها . * فكذلك وحي الله في القتال : فرغم أنه كُرْهٌ لنا : " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ... " (البقرة : 216) إلا أنه لجعل السلام الخارجي على الأرض ، وتملك الجميع السلام الداخلي المتمثل بحرية اختيار المعتقد لا الاعتداء : " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " (190) فلا تدع لأحد أن يُفقدك ميزتك - عقلك - بأن يغششك ويغشك بأن الإسلام انتشر بالسيف والإرهاب ؛ لأنه نشر أتباع الإسلام – دين الفطرة – بأخلاقهم ؛ لأنه لو نشروه بسيوفهم ما بقيت أنت أخي وأختى إلى الآن ، وما بقى الآباء والأجداد تبعك ؛ لأن سيوفهم ليست لعبة أو ورق أو عجين . فيأتي بذاكرتي قول الشيخ الشعراوي - رحمه الله - : إن كان الإسلام انتشر بالسيف ، فأين كان السيف عندما أسلم المسلمون في البداية ، وأين كان السيف وهم كانوا قلة وضعفاء ؟ كما لا تدع لأحد أن يستمر في تقبيح الصورة ، بأن يأتي بآيات غير مكتملة ؛ ليخدم غرضه . فلتقرأ بدافع الوصول للحق .. تفهم قاعدة عقلية بأنه : متى كان غالبية قوم أو شعب في دولة أو مملكة أو سلطنة أو منطقة ، فهويتهم هي الغالبة بالحكم ولهم الحق دون إجبار الناس بمنطقتهم أو منطقة غيرهم على معتقد معين بالقوة . الخلاصة : سيف الإسلام ؛ لجعل السلام الخارجي على الأرض ؛ لأنه ليس للاعتداء بل صد الاعتداء، وأن يمتلك الجميع السلام الداخلي المتمثل بحرية اختيار المعتقد دون إجبار . فالسيف لا لنشر دين الشخص ، بل لحماية الشخص بأن ينعم بحريته في مكان تواجده ، وحريته باختيار معتقده .