أصدقائي! لطالما كنا دائمًا جنبًا إلي جنب نطوي الأيام تباعًا في غمرة الضحك، أشتاقكم الآن ولا أشعر بالملل من ذلك الإحساس الذي يُباغتني صباحًا ومساءًا.. تباينت طباعنا وإهتماماتنا فمنا من هَوى كرة القدم، وآخر قدْس الحب، وهذا صديقنا أحب الضحك فأحبه وأعطاه، وذاك منا نلقاه على العشاء.. وآخرين أحببنا إختلافاتهم وتغيراتهم التى بها أكمل كلٌ منا خليلُه. أصدقائي.. ربما كُتب، وسيُكتب الكثير عن رحلتنا.. لكنني أود هذه المرة أن اكتب توثيقًا حقيقيًا عن تلك الفترة التي قضيناها سويًا.. فلربما تاه من بعدنا آخرين واهتدى لنا. أصدقائي! كنتم ولازلتم خيرُ الصباح حين استيقظ، وسكينة الليل حين أذهب للنوم، ودفء الشمس في الوقت ما بين هذا وذاك. أصدقائي! أذكر مساءات، وصباحات مضت من أعمارنا لم نقصد فيها أن نقيم صداقة تمتد إلى ذلك الحين أو ما بعده، وفجأة أصبحنا هكذا. كان الوقت ينقضي بينما نستلقي سبعة أشخاص فوق سرير بالكاد يتسع لشخصٍ واحد.. أذكر أن كوبًا واحدًا من الشاي كان يرشفه نفس العدد من الأشخاص، وكنا سعداء. كيف! لا أعرف ولكنه حدث، وسيحدث كثيرًا. أصدقائي! عديد من الذكريات أوقفتها عدسة كاميرا تخص أحدنا وبقيت محفوظة عند كل منا كلما زارنا الحنين زرناها حتى نلتقي ثانية ونرشف من نفس الكوب حتى ينتهي هو أو ننتهي نحن. أصدقائي! خاب حرفي ولغتي في حديثي عنكم وددت أن اكتب شيء آخر يجري في قلبي، ويهمله حرفي عَجَزًا. ربما ينبغي عليَّ في المرةِ القادمة أن أسرد تفصليًا عن رحلة تسكعنا فيها حتى الثانية صباحًا، وأجيب عن سؤالٍ مطروح كيف أصبحنا مع نهاية السنوات الأربع في لوحة الشرف دون عناء! الكثير.. الكثير أصدقائي ما نسيت أبدًا أصواتكم، وضحكاتكم، وسخافتكم، ولهوكم، وجدْكم، وصومكم، وصلاتكم، وفرحكم، وحزنكم، وصحوكم، ونومكم، وحبكم، وصبركم.. أذكر كل شيء. كلماتي هذه تصف بعضاً من أصدقائي، فهلا حدثني أحدكم عن أصدقائه؟