لماذا غاب الشيخ محمد حسان عن الأحداث الأخيرة.. وهل خضع لعملية جراحية حقا أم كانت هناك أسرار وراء الاختفاء؟! إن تلك الأسئلة بدأت تطرح بكثافة خلال الأيام الماضية، فلا شك أن لكل رجال الدين مكانتهم الكبيرة، ومهما كانت الاختلافات حولهم إلا أنهم سيظلون مثالا لمن يبحث عن الحق وعن تطبيق شرع الله علي الأرض، ولاشك أن الشيخ محمد حسان يحتل مكانة كبيرة في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فلقد حافظ الشيخ علي الالتزام بالدعوة وسعي لنشرها في كل ربوع الأرض وأصبح واحدا من أهم المراجع الإسلامية، وفي أثناء ثورة 25 يناير كان الشيخ محمد حسان مشاركا للثوار وظل يدعم الثورة باعتباره داعية إسلامياً يريد الخير للبلاد، ولكن بعد الثورة تم تجنيد الشيخ محمد حسان في القضايا السياسية وبدأ المجلس العسكري يعتمد عليه في توجيه الرأي العام وتحول الداعية الإسلامي إلي رجل السياسة، ولاشك أن في السياسة الكثير من الأمور التي تتعارض مع الدين والدعوة إلي الالتزام، ولذلك بدأ الانشقاق في الرأي حول مكانة الشيخ محمد حسان خاصة وسط صراع التيارات الدينية سواء السلفية أو تيار الإخوان المسلمين أو تيارات الجماعة الإسلامية المتعددة، وخلال الشهور التي مضت ظل الشيخ محمد حسان منخرطا في العمل السياسي ولم يتخل يوما عن تأييد المجلس العسكري، ولقد وقف الشيخ محمد حسان أثناء تأدية فريضة الحج ليعلن مناصرة المجلس العسكري ويرفض الاقتراب منه، وعلي مستوي الانتخابات المقبلة اختارالشيخ محمد حسان الدعوة السلفية التي ينتمي إليها وقرر أن يدعم وجودها في الانتخابات البرلمانية، كما شارك في إصدار صحيفة «الرحمة» التي تعبر عن وجهة نظر التيار السلفي، ولكن كل هذه النشاطات السياسية جعلت رصيد الشيخ محمد حسان يتراجع في الأوساط الدينية ووسط المريدين له، ولقد كان غياب الشيخ حسان عن الأحداث الأخيرة مثارا للجدل، فبالرغم من أن الشيخ محمد حسان قد أعلن تعرضه لأزمة قلبية إلا أن هناك كثيراً من الأقاويل التي أشيعت حول هذا الأمر حيث تسربت أنباء عن عدم خضوعه لأي عمليات جراحية وأن اختفاءه كان لعبة سياسية حتي لا يضع نفسه في مأزق كبير خاصة مع الثورة علي المجلس العسكري والذي كان محمد حسان أكبر داعم لبقائه في السلطة وأكبر مدافع عنه، ولقد انتشرت الأقاويل في كل مكان منذ أن أعلن شقيق الشيخ حسان الأصغر محمود حسان خلال تقديمه برنامج علي قناة "الحكمة" الفضائية عن إصابة الشيخ والداعية محمد حسان بأزمة قلبية مفاجئة نقل علي أثرها للمستشفي لإجراء عملية لزرع دعامة في القلب، لقد رفض البعض تصديق تلك الرواية لأن الشيخ محمد حسان قبلها بساعات كان يعلن رسميا رفض وثيقة السلمي ويدعو الناس إلي النزول إلي الميدان لرفض تلك الوثيقة، لكنه اختفي عندما تحولت المليونية في اليوم التالي إلي أحداث دامية وسقط خلالها عدد من الشهداء والمصابين. فهل خسر الداعية محمد حسان بسبب تأييده للمجلس العسكري؟!.. أم أن المجلس العسكري حرق الشيخ الكبير وفرض عليه دورا سياسيا؟!