عبدالحميد سرحان عبده واحة جغبوب هي واحة مصرية تقع على الحدود الغربية لمصر ، بين خطي طول 24 – 25 شرقاً وبين دائرتي عرض 40- 29 و 50- 29 شمالاً ، وكان يطلق عليها في نهاية القرن التاسع عشر اسم جيرابوب بالإضافة إلى جغبوب ، عيّن محمد على باشا حاكماً عليها وفرض على سكانها الضرائب ، كما أرسل الخديوي إسماعيل المهندسين لبناء بئرين فيها ، وللواحة أهمية استراتيجية واقتصادية ودينية ، فمن الناحية الاستراتيجية تعد مركزاً عسكرياً مهماً فهي من الواحات المتصلة ببعضها البعض وهي أهم ما في مجموعة الواحات ، حيث تتصل بسيوة ، والفرافرة ، والداخلة ، والخارجة وعن طريق واحة الداخلة تت صل بأسيوط ، فالعدو الذي يحتل واحة جغبوب يهدد سيوة مباشرة ويستطيع الهجوم على مصر الوسطي والفيوم ، وبذلك يكون العدو قد احتل الحصن المصري الوحيد في حدود مصر الغربية ، ويكون بذلك قد أعد مركزاً للاعتداء على مصر براً وجواً ، وهي مركز لأية قوات قادمة من ليبيا إلي مصر العليا من ناحية سيوة ، وأما أهميتها الدينية ، فقد أقام فيها السيد محمد بن على السنوسي زاويته وأصبحت مركزاً مهماً للدعوة السنوسية ، ومن الناحية الاقتصادية ، فهي في ملتقى الطرق بين السودان وبين ليبيا وصحراء مصر الغربية وبين ساحل البحر الأبيض المتوسط ، فهي مركزاً لمرور القوافل التجارية. وفي البداية دارت المفاوضات حول واحة جغبوب بين بريطانيا والدولة العثمانية ، وعندما قامت الحرب العثمانية الإيطالية كانت الدولة العثمانية حريصة على تأكيد علاقتها بواحة جغبوب من أجل أن يساندوها في حروبها ضد إيطاليا ، وكانت بريطانيا تشعر بأهمية الواحة ، فدارت بينهما المفاوضات حول مسألة واحة جغبوب ، على أي حال فقد دار الصراع حول واحة جغبوب بين بريطانيا و الدولة العثمانية وإيطاليا ثم أصبح الصراع بعد ذلك بين مصر من جانب وبين إيطالياوبريطانيا من جانب آخر ، وبعد استقلال مصر بتصريح 28 فبراير 1922 م ، أرسلت بريطانيالإيطاليا أن مسألة واحة جغبوب أصبحت من اخ تصاص الحكومة المصرية ، حيث انه قد انتهت الحماية البريطانية على مصر ، وبذلك أصبح الصراع حول واحة جغبوب بين مصر وإيطاليا. وقد دارت المفاوضات بين مصر وإيطاليا حول مسألة واحة جغبوب ، وقد شُكلت العديد من لجان الحدود لدراسة الأمر ومعاينة واحة جغبوب على أرض الواقع ، وكل لجنة كانت تقدم تقريرها عن الواحة بما انتهت إليه ، وذلك منذ بداية عهد وزارة عبدالخالق ثروت، وكذلك وزارة يحيي إبراهيم باشا ، ثم من بعدها الوزارة السعدية ، والتهديد الإيطالي في كل فترة باستخدام القوة لضم الواحة ، ثم جاءت من بعدها وزارة أحمد زيور باشا، التي تنازلت عن واحة جغبوب بتوقيعها اتفاق 6 ديسمبر 1925 ، وتنازلت فيه الحكومة المصرية عن واحة جغبوب للطليان ، وفي 19 يونية 1930 تولي إسماعيل صدقي باشا الوزارة المصر ية، والذي جاء ببرلمان مزور ، فكانت نهاية المطاف في هذا البرلمان المزور الذي قام بالتصديق علي اتفاق 6 ديسمبر 1925 ليسدل الستار على هذه القضية ، وتتحول واحة جغبوب القطعة المصرية الغالية إلي الاراضي الليبية، وهي حتي الان لا تزال ضمن الاراضي الليبية. المصدر: عبدالحميد سرحان عبده محمود، قضية واحة جغبوب في البرلمان المصري 1924-1935، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الاداب، جامعة أسوان،2016.