الهند وروسيا تفتحان صفحة اقتصادية جديدة باتفاق ممتد حتى 2030    ميرتس يدعو لتقاسم أوروبي موحّد لمخاطر الأصول الروسية المجمدة    ليفربول يسعى لتصحيح مساره في الدوري الإنجليزي أمام ليدز يونايتد    «توخيل» يطمئن جماهير إنجلترا: جاهزون لمواجهة كرواتيا وغانا وبنما في المونديال    منتخب مصر الأول يستعد لكأس للأمم الإفريقية بالمغرب    منتخب «طولان» جاهز للإمارات في كأس العرب اليوم    محاكمة كبرى لعمالقة السيارات الأوروبية في لندن.. بسبب التلاعب    البيت الأبيض: لقاء مثمر بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين في ميامي    بشرى سارة بشأن ضريبة التصرفات العقارية.. وزير المالية يكشف التفاصيل    أمواج تصل إلى 3 أمتار، تحذير من اضطراب كبير في الملاحة بالبحر الأحمر وخليجي السويس والعقبة    إجراءات صارمة بعد فيديو السخرية من مدرسة الإسكندرية    اليوم، ضعف المياه عن 10 قرى بالأقصر بسبب انقطاع الكهرباء عن محطات العديسات    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات    كشفتها الأجهزة الأمنيةl أساليب جديدة لغسيل الأموال عبر المنصات الرقمية    عائلة أم كلثوم يشاهدون العرض الخاص لفيلم "الست" مع صناعه وأبطاله، شاهد ماذا قالوا (فيديو)    في ذكرى رحيله.. «واحد من الناس» يحتفي بعمار الشريعي ويكشف أسرارًا لأول مرة    «آخرساعة» تكشف المفاجأة.. أم كلثوم تعلمت الإنجليزية قبل وفاتها ب22 عامًا!    آمال ماهر تتألق بأغانى من السنة للسنة ولو كان بخاطرى فى مهرجان الفسطاط.. صور    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    6 أفلام صنعت أسطورة أم كلثوم في السينما.. حكايات نادرة من رحلة الكوكبَة على الشاشة    رغم العزوف والرفض السلبي .. "وطنية الانتخابات" تخلي مسؤوليتها وعصابة الانقلاب تحملها للشعب    «تصدير البيض» يفتح باب الأمل لمربي الدواجن    حفل توقيع كتاب «حوارات.. 13 سنة في رحلة مع البابا تواضروس» بالمقر البابوي    عمرو مصطفى وظاظا يحتلان المرتبة الأولى في تريند يوتيوب أسبوعًا كاملًا    بدائل طبيعية للمكمّلات.. أطعمة تمنحك كل الفائدة    قائمة أطعمة تعزز صحتك بأوميجا 3    شاهد لحظة نقل الطفل المتوفى بمرسى المعديات فى بورسعيد.. فيديو    خبير اقتصادي: الغاز الإسرائيلي أرخص من القطري بضعفين.. وزيادة الكهرباء قادمة لا محالة    منافس مصر – لاعب بلجيكا السابق: موسم صلاح أقل نجاحا.. ومجموعتنا من الأسهل    اليوم.. محاكمة عصام صاصا و15آخرين في مشاجرة ملهى ليلي بالمعادي    قائمة بيراميدز - عودة الشناوي أمام بتروجت في الدوري    منافس مصر - مدافع نيوزيلندا: مراقبة صلاح تحد رائع لي ومتحمس لمواجهته    النائب عادل زيدان: التسهيلات الضريبية تدعم الزراعة وتزيد قدرة المنتج المصري على المنافسة    كندا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب    الأردن يرحب بتمديد ولاية وكالة الأونروا حتى عام 2029    رويترز: تبادل إطلاق نار كثيف بين باكستان وأفغانستان في منطقة حدودية    قوات الاحتلال تعتقل عددا من الشبان الفلطسينيين خلال اقتحام بلدة بدو    محمد موسى يكشف كواليس جديدة عن فاجعة مدرسة «سيدز»    «بيصور الزباين».. غرفة تغيير ملابس السيدات تكشف حقية ترزي حريمي بالمنصورة    نتنياهو بعد غزة: محاولات السيطرة على استخبارات إسرائيل وسط أزمة سياسية وأمنية    وفاة عمة الفنان أمير المصري    عالم مصريات ل«العاشرة»: اكتشاف أختام مصرية قديمة فى دبى يؤكد وجود علاقات تجارية    تفاصيل مثيرة في قضية "سيدز"| محامي الضحايا يكشف ما أخفته التسجيلات المحذوفة    "بيطري الشرقية" يكشف تفاصيل جديدة عن "تماسيح الزوامل" وسبب ظهورها المفاجئ    أزمة أم مجرد ضجة!، مسئول بيطري يكشف خطورة ظهور تماسيح بمصرف الزوامل في الشرقية    تباين الأسهم الأوروبية في ختام التعاملات وسط ترقب لاجتماع الفيدرالي الأسبوع المقبل    الصحة تفحص أكثر من 7 ملايين طالب ضمن مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم بالمدارس    القاصد يهنئ محافظ المنوفية بانضمام شبين الكوم لشبكة اليونسكو لمدن التعلم 2025    وزارة الداخلية تحتفل باليوم العالمي لذوى الإعاقة وتوزع كراسى متحركة (فيديو وصور)    دعاء الرزق وأثره في تفريج الهم وتوسيع الأبواب المغلقة وزيادة البركة في الحياة    عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة يوضح أسباب تفشّي العدوى في الشتاء    كيف أتجاوز شعور الخنق والكوابيس؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    «الطفولة والأمومة» يضيء مبناه باللون البرتقالي ضمن حملة «16يوما» لمناهضة العنف ضد المرأة والفتاة    لتعزيز التعاون الكنسي.. البابا تواضروس يجتمع بأساقفة الإيبارشيات ورؤساء الأديرة    خشوع وسكينه....أبرز اذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    استشاري حساسية: المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات وتضر المناعة    كيف تُحسب الزكاة على الشهادات المُودَعة بالبنك؟    ننشر آداب وسنن يفضل الالتزام بها يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فوزية بن حورية تكتب : هِسْتيريا الولاء والانتقام الفضيع واللااخلاقي و اللانساني
نشر في شباب مصر يوم 20 - 11 - 2016


فوزية بن حورية
هِسْتيريا الولاء
والانتقام الفضيع واللااخلاقي و اللانساني
اردوغان السياسي المحنك المتشبع بفنون السياسة العثمانية وما تحتويه من قوة ردع ودهاء ودكتاتورية واستبداد وعناء وخوف و ظلم وجور و حكمة وغباء، الحالم الساعي الدؤوب لبعث الامبراطورية العثمانية من عتمة كهوف التاريخ و سراديبه و من باطن الارض وغابر الازمان حتى و ان كان على جثث العرب و المسلمين الابرياء استوعب الدرس جيدا من الانتفاضات والثورات العربية وما انجر عنها من اطاحات بالرؤساء و الزعماء وما نتج عنها من اذلال لهم والدوس على اعناقهم والانتقام منهم أشد الانتقام مع التشهير والتنكيل والتشنيع بهم وبحاشياتهم وما تولد عنها من فوضى عارمة خلاقة للدمار و الويلات ونسف لاستقرار الحياة و الامن والامان ولقاعدة الدولة وهرمها ككل واسسها ومفهومها المادي و المعنوي واسفرت عن حقائق السياسيين و رؤساء الاحزاب ومواليهم وما يخفونه من طمع و جشع و تكالب على المناصب والكراسي، فأفرزت الفقر والتهميش وتدهور الاوضاع السياسية والاقتصادية و الاجتماعية والبيئية فتكاثر التداين مع تكالب الانتهازيين و المرائين و المتكالبين على الكراسي و اللصوص المتقمصين للوطنية وحلتها المزيفة مع كثرة الاعتصامات وظهور الارهاب وتصدره للاحداث وأخابيط عمالقة امبراطوري مافيا التهريب بشتى انواعه واشكاله وصبيانيهم الذين زادوا الطين بلة فشرعوا حكم الغاب، لهذا لم يحث شعبه للخروج الى الشارع و الاحتشاد في الميادين العامة وإظهار رده الحاسم على المحاولة الانقلابية في احتجاج عارم على الانقلابيين بعبطية او بعفوية اوبارتجالية الخائف المرتعد المرتاع بل بغاية سياسية بحتة تحمل في طياتها الكثير، الكثير من الحكمة والخبث و الدهاء السياسي. وللتاثير المباشر على شعبه تاثيرا محكما اعتمد ذكائه السياسي فاستغل دور التكنولوجيا الحديثة و الانتارنات ومواقع التواصل الاجتماعي و الارساليات القصيرة لسرعة انتشارها والدين دوامة الشعوب. فلجأ الى استعمال "سكايب" حيث انه بندائه للشعب عبرها اعتمد اللجوء الى حيلة استمالة الشعب و الضرب على الوتر الحساس الا وهو الجانب العاطفي و ذلك بإثارة حميته خاصة منهم انصاره و اتباعه و مواليه عن طريق ارساليات نصية قصيرة عبر التواصل الاجتماعي مباشرة ولم يكفه ذلك فاستعمل حيلة استخدام وسائل الاتصال الجماهيري والعلاقات العامة والدعاية ومحفزات ناجعة جدا لها تاثيرا روحيا اومخدرا روحيا الا وهي الجانب الديني لإثارة حميتهم فاستخدم المساجد والمآذن ودورهما الفعال فكان الضرب على الوتر الحساس. خاصة هذه لحث الناس على البقاء في الميادين استجابة لمطلبه.ولم يكتفي بذلك بل اصر على ابقاء الأذان حاضرا في الميادين العامة وفي المساجد لقد لعبت دورا رئيسيا هاما في بث الحماس في النفوس وتعبئة الآلاف من الناس وخروجهم إلى الشوارع للتصدي للانقلابيين العسكريين على الحكم وذلك لمحاولة الاطاحة بانقلابهم. نعم لقد كان لصوت الأذان والأدعية التي سمعتها الجماهير من مآذن المساجد محركا نفسيا هائلا ومؤثرا تاثيرا عميقا في نفوسهم وعقولهم وعواطفهم ودافعا روحيا قويا يؤجج حماسهم للتجمهر وللحشد والتفاعل السريع والفعّال. وذلك حسب زعمه بغاية اجهاض محاولة الانقلاب. وهكذا بدهائه لجأ الى السلاح النفسي الفعال الا وهو الجانب الروحي وبهذه الوسائل اشعل حمية غيرة انصاره حد الهستيرية و مواليه حد القدسية والعبادة.
ان نداءه عن بعد يطرح عديد الأسئلة هذا الشعب الذي يناديه او يامره او يخاطبه رئيسه عبر الانترنات وليس من شرفة قصره و لا من منبر حكمه ترى باي شيئ سيواجه الانقلابيين العسكريين و باي طريقة و باي كيفية أبالهتاف ام بالتصفيق ام بالتهليل ام بالشعارات ام بالمواعظ ام بالسب و الشتم ام بالهراوات ام بضرب السياط ام بالخناجر و السكاكين ام بالخراطيش ام بالذبح و القتل و التنكيل ام بمعاملة القسوة التي لارحمة فيها و لاشفقة، معاملة انتقامية اجرامية كمعاملة العبيد واسرى الحروب في القرون الوسطى؟؟؟ !!! في الحقيقة ان في ندائه للشعب بالخروج الى الشوارع سلاح ذو حدين، فيه تحريض مباشر مادي و معنوي، سلبي و ايجابي كما فيه نداء الوقوف بصرامة لا حد لها ضد من تجرا وشق عصى الطاعة في وجه اردوغان خليفة المسلمين المرتقب وامير المؤمنين المنتظر عند انصاره و اتباعه و مواليه، واراد بعثرة استقرار البلاد و العبث بها و بمكتسبات وممتلكات الشعب و الامة التركية. ان اردوغان يعرف تمام المعرفة ان له موالين وانصارا كثر وليس في تركيا و حسب بل في كل الدول العربية يحبونه حد الهستيرية والعبادة والشرك ومتعصبون له تعصبا كليا يفدونه بارواحهم وفلذات اكبادهم...
وبالفعل لبى الانصار و الموالون النداء مباشرة فهبوا من كل حدب و صوب بالسياط و الهراوات و السلاح وباحقادهم وبالافكار الاجرامية الجهنمية الداعشية لينتقموا الانتقام الفضيع واللااخلاقي و اللاانساني من الانقلابيين العسكريين عقب فشل الانقلاب على اردوغان وبالفعل لعب السلاح ذو الحدين الذي اطلقه اردوغان دوره الفعال وآت اكله فكان اخماد الانقلاب وافشاله و ذبح الجنود و التنكيل بهم...فعقب الجيش الذي هو في الحقيقة رمز البلاد وجندها وعتادها وحاميها والمحافظ على حدودها و امنها و كيانها اشد العقاب وانكله... مهما كانت جسامة الخطأ الذي ارتكب يعالج بالقانون مع المحافظة على كرامة الجيش وحقه اولا كجيش حامي البلاد و العباد و ثانيا كانسان له حقوق يجب الحصول عليها و التمتع بها الا وهي الرد و الدفاع عن نفسه والا فلماذا وجدت المحاكم العسكرية و دوائر القضاء و المحامين...ودوائر البحث الجنائي...زيادة على ذلك هناك حقوق عينية و شخصية يتمتع بها اي انسان ابرزها واهمها حرمة الجسد وستر العورات... من حق الجنود الاستماع اليهم كمتهمين و الدفاع عن انفسهم في المحكمة بعد عرضهم على دائرة القضاء. لا بهتك حرمتهم و تعرية اجسادهم عنوة و قسرا و ذبح رقاب بعضهم على حافة البوسفور و رمي البعض الاخر حيا في مياهه. هناك عدالة و محاكم و قضاء. الجندي تحت اللواء يؤمر فيطيع ليس من حقه الرفض او النقد وهو يمشي حسب التعليمات و الاوامر الصادرة عن القياديين. الا يدري الانصار او الانتقاميون ان هناك قانون وعدالة و مؤسسة قيمة اسمها المحكمة...وقضاء ...وقضاة و حكام و محامون ...و اجراءات و ابحاث و تحريات...ومداولة و حكم...واستئناف....الخ الخ...
وبعد كل هذه الاهانة التي ما بعدها اهانة ، والعمل المخزي و الفضيع الذي تعرض له حماة الوطن التركي...على الملأ وتفرج عليه العالم باسره... يخرج القرضاوي بجلالة قدره و فصاحة لسانه معلنا تهنئته لاردوغان قائلا معك الله و الملائكة و جبرائيل...هذا القرضاوي هل يعلم الغيب؟ !!! هل مكشوف عنه الحجاب كما يقولون !!! ألا يدري ان الله حرم القتل كما حرم الظلم على نفسه...وذاك الذي نعت اردوغان في مقالته العصماء بمعاوية الخليفة الجديد...الا يدري هذا الكاتب ان انصار معاوية نكلوا بذرية السيدة فاطمة ابنة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم والتاريخ شاهد على ذلك.
ان الجيش التركي الذي ضرب بالسياط كالبهائم وهدرت كرامته واريقت دماء بعض من جنوده بدون تحفظ امام العالم يعد ثاني اقوى جيوش "الناتو" بعد الولايات المتحدة و احد اكثر جيوش العالم تدريبا يهان اهانة الاسرى ولا يحترم كحماة الوطن نعم يهان اهانة لم يسبق لها مثيلا و اين في وطنهم وممن من طرف ابناء وطنهم الاتراك من اجل التعصب و الولاء الشديد لرجل واحد و لحزب واحد.في الواقع لقد فاجأت شعبة في الجيش التركي الذي يعد ثاني أكبر جيوش حلف شمال الأطلسي بعد الجيش الأمريكي وأحد أكثر جيوش العالم تدريبًا، العالم بمحاولتها تنفيذ انقلاب على الحكم بعد ان ظن العالم انه الخانع الخنوع التام لرئيسه خاصة و انه يقال ان اردوغان نجح نجاحا كليا في ارضاخ الجيش الثاني في الناتو عدة و عتادا و صاحب الاغلبية في التدريب القتالي عالميا و الذي يعتبر الحامي الاول للعلمانية و المحارب الاول لانفصاليي حزب العمال الكردستاني والمنفذ لغارات على معاقل نفس الحزب في شمال العراق.كما ان تركيا انضمت في العام الماضي إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة تنظيم داعش في سوريا؟؟؟ والذي ينفذ غارات جوية على مواقع الجهاديين؟؟؟فكانت نتيجة او حصيلة هِسْتيريا الولاء والانتقام الفضيع واللااخلاقي و اللانساني:
− دماء على جسر البوسفور..
− مواطنون يذبحون بعضا من الجنود الاتراك الذين شاركوا في الانقلاب
− جنود يجلدون بالسياط
− جنود تنتهك حرمتهم يجردون من ملابسهم العسكرية ويتركون شبه عراة
− انتخابات نادي القضاة.. تراجع مجلس الزند وعودة تيار الاستقلال
− أردوغان يرفع "شارة رابعة" خلال كلمته للشعب التركي ويطالب أمريكا بتسليم جولن "قائد الانقلاب".
اهذه ديمقراطية !!!أهذه اخلاق الاسلام!!! أهذه هي الديمقراطية التركية التي يريدون تسويقها الى العالم العربي؟؟؟ اهذه سلوكيات الديمقراطية انتهاك حرمة الجسد و حرمة الانسان؟.امر الله بالستر و هم يكشفون عورات الجنود حماة الوطن في الشوارع ويضربونهم بالهراوات و يذبحونهم علنا و تسفك دمائهم. حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر. عمل لم يقم به بني يهودا ولا بني بوذا ولا من ليس لهم أي دين ولا ملة. نعم انها الموالات حد الخسة و النذالة و الحقارة والوحشية و التجرد من الانسانية وفقدان الشهامة و المروءة.
هذا الجيش التركي الذي اهين هو ثانى أقوى جيوش "الناتو" بعد الولايات المتحدة وأحد أكثر جيوش العالم تدريبًا. تفيد أرقام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية للعام 2016 أن الجيش التركي يعد:
1) 402 ألف جندي بينهم:
2) 77 ألفًا من المحترفين
3) 325 ألفًا من المجندين في القوات البرية،
4) 48600 جندي في البحرية
5) 60 ألفًا في سلاح الطيران.
يضاف إلى هؤلاء أكثر من:
6) 100 ألف من قوى الدرك أو الشرطة شبه النظامية التي تتبع لوزارة الداخلية بدلا من وزارة الدفاع، وفقًا لأرقام العام 2015.
وفي تركيا كذلك
7) 400 ألف احتياطي في الجيوش الثلاثة.
ولدى البحرية:
8) 13 غواصة
9) 18 فرقاطة
10) 6 سفن حربية
يملك سلاح الجو
11) 200 طائرة "اف-16" ما يجعله الثاني بعد الأسطول الجوي الحربي الأمريكي.
وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن سلاح الجو التركي "جيد التجهيز والتدريب".
وتفيد مجموعة "جينز" للاستخبارات الأمنية إن جيش البر شهد تطورًا كبيرًا من التسعينيات وطور "قوات تتمتع بقدرة عالية على الحركة وقوة نارية متقدمة".
ان عرض عناصر من الجيش التركي الجرار للضرب والإهانة امام العالم يثير حافظة بعض القواد والجنود داخل الجيش وكذلك يعزز المخاوف من قمع وحشي لمعارضي أردوغان. خاصة و انه فيما يبدو ان هناك مخاوف وهواجس لدى اردوغان و انصاره و مواليه من فتح الله جولن المعارض التركي المنافس الاقوى له في المستقبل بسبب علاقاته المتشعبة في تركيا وذلك من خلال المدارس والجمعيات الأهلية التي تقوم بالعمل الخيري ومناصرته للطبقة الشغيلة وللفقراء والمعوزين.
اردوغان هذا الرجل السياسي الداهية لم يكتفي بما حدث بل بدأ يُعادي تجمعات كبيرة في تركيا بداية من فئة الأكراد التي تمثل نسبة 20% من الشعب،مع العلم أن تركيا تحتل أسوأ المراكز في حرية الرأي والصحافة وحقوق الإنسان عالميًا. ان اردوغان بعجرفته و غروره وصلافته بدل من ان يهدئ الاوضاع ساهم في تفاقم البطالة وذلك بإعتقالة ل6614 جندي و 103 من قيادات الجيش و اقالة 7850 شرطي و ايقاف 8777 وايقاف 15200 عن العمل بالتعليم واقالة 492 موظف بالشؤون الدينية و اقالة 334 موظف بمجلس الوزراء وفصل 1500 موظف بالمالية و ايقاف 370 مذيع عن العمل و استقالة 2745 من عمداء الجامعات واقالة 2745 قاضي هذه كانت تداعيات الانقلاب بتركيا( المصدر رويترز و التليفزيون التركي بلومبرج).
ان سرعة تحضير القائمات الاسمية مع هذا الكم الهائل من الايقالات و الاعفاءات و الاستقالات يجعل الشك مسيطرا على العقول بان االقائمات كانت جاهزة من قبل لانه ليس من المنطقي في شيئ ان تجهز هذه القائمات بمثل هذا الكم الهائل من الاسماء و الاختصاصات مع الفرز المحكم لوان الانقلاب كان مفاجأ لكن سرعة الايقالات والاعفاءات و الاستقالات تؤكد بان الانقلاب مفتعل وان اللائحة جاهزة من قبل وما يؤكد ذلك هو اعتقال أكثر من 3200 قاضي بعد ساعتين فقط من الانقلاب وذلك لغاية في نفس اردوغان الا وهي ايجاد سبب وجيه ومقنع ترتكز عليه عملية التطهير... حتى يعتقل من يريد و يوقف عن العمل من يريد ويجبر من يريد على الاستقالة ويطرد من لا يستسيغه و لا يريد وجوده وللقضاء ايضاعلى المعارضة و خاصة على حركة كولن رجل الدين التركي وتصفية رجاله او اتباعه من كل المؤسسات و المراكز الحساسة و بالتالي تدمير شبكة فتح الله كولن في إطار القانون.وللتخلص من اعدائه ايا كانوا ومحاربة الاكراد. كل هذا ليتوج خليفة عثمانياً، من اجل حلمه باعادة الامبراطورية العثمانية تحت اسم امبراطورية اردوغان او الامبراطورية الاردوغانية.
بعد مدة من محاولة الانقلاب يصرح اردوغان بانه سيدعم المعارضة السورية وبعد فترة وجيزة يقول انه سيحارب داعش هذا السياسي الراقص على حبلين اتراه ينجح في سياسته الخارجية؟ميزاجه المتقلب وتصريحاته المتناقضة اتراها تساعده على النجاح و التفوق السياسي على معارضيه؟اتراه يحتفظ بكرسي الرئاسة والزعامة او يبدله بعرش الخلافة ؟
− لماذا طالب الرئيس أردوغان خلال الانقلاب وبعده، الشعب التركي، بالخروج إلى الشوارع والميادين العامة، والبقاء لمدة أسبوع كامل حتى فشل الانقلاب تماما، وأوضح ايضا أن الأمر ليس بالسهل، وأنه لا ينتهي خلال ساعات فقط؟
− ولسائل ان يسال كيف عرف أن المحاولة الانقلابية ستنتهي خلال “فترة وجيزة” ؟؟؟
− لماذا سهلت وسائل التنقل للجماهير مع حثهم على الخروج؟
− لماذا أصدرت الجهات المختصة في تركيا قرارا يقضي بركوب جميع المواطنين في تركيا لوسائل المواصلات العامة بالمجان، على أن تتحمل الحكومة التركية التكلفة كاملة، بحسب ما أكده مراسل “عربي21”.؟
− لماذا اللجوء الى الضرب على الوتر الحساس الا وهو الجانب الديني، الروحي؟
− لماذا حث اردوغان الناس على البقاء في الميادين استجابة لمطلبه ؟ وذلك باستخدام وسائل الاتصال الجماهيري والعلاقات العامة والدعاية واستخدام محفزات عدة، ورصدت “عربي21” أهمها المساجد، لقد لعبت دورا رئيسيا في تعبئة الآلاف من الناس وخروجهم إلى الشوارع للتصدي لمحاولة الانقلاب على الحكم وكان صوت الأذان والأدعية التي سمعتها الجماهير من مآذن المساجد محركا مؤثرا وفعالا لهم للتجمهر و التجمع حشودا حشودا غفيرة مع التفاعل السريع.
− لماذا اصر اردوغان على ابقاء الأذان حاضرا في الميادين العامة وفي المساجد بعد فشل الانقلاب؟
− لماذا ظلت المآذن تدعو لضحايا الحادثة، وتحث الناس وتدعوهم لنصرة دولتهم؟
الذكاء او الدهاء السياسي و دور التيكنولوجيا
1) مكالمات وحزم إنترنت مجانية
2) مواقع التواصل الاجتماعي
3) اللجوء الى حيلة استمالة الشعب و الضرب على الوتر الحساس و ذلك باثارة حميته عن طريق ارساليات نصية قصيرة عبر التواصل الاجتماعي من طرف اردوغان مباشرة
4) مفاجأة الشعب التركي برسائل نصية تصل إلى هواتفهم المحمولة باسم رجب طيب أردوغان، فقد وصلتهم رسالتان نصيتان من الرئيس التركي، جاءت أولهما بعد يوم من الانقلاب الفاشل، في 16 جويلية.
ومما جاء في الرسالة التي وصل نصها “عربي21”: “أيها الشعب التركي العظيم.. هذه حركة ضد الشعب من مجموعة صغيرة ظنت نفسها وكأنها تعيش في السبعينيات فقامت بالاستيلاء على مدرعات وأسلحة للدولة.. يا أيها الشعب التركي الشريف دافع عن ديمقراطيتك وأمنك.. شكرا لكم.. رجب طيب أردوغان”.
وفي رسالة نصية ثانية تصل إلى هواتفهم المحمولة باسم رجب طيب في 21 جويلة، أرسل أردوغان: “شعبي العزيز، لا تتخل عن المقاومة البطولية التي برهنت عليها لبلدك ووطنك وعلمك.. الساحات ليست ملكا للدبابات بل للأمة”. من هنا نفهم قدرة الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة في تسريع الانقلابات في تونس و ليبيا و اليمن و في مصر وفي تسريع وقف الانقلاب المسلح في تركيا، لا سيما مع استخدام الرئيس التركي مكالمة “FaceTime” فور إعلان الانقلاب ليطلب من شعبه الخروج وهو ما سبب إفشال المحاولة الانقلابية.
5) دور الدعايات في الشوارع
6) دعايات ملأت الشوارع والأرصفة في الأيام التي تلت الانقلاب تدعو الأمة التركية إلى التمسك بالسلام وخيارها الديمقراطي، كما تحوي شعارات دعائية وكلاما للرئيس التركي ترجمته “عربي21”. ليشهدها الشعب التركي حال استيقاظه من النوم.
7) الدعاية الواسعة لقت استحسانا لدى الأتراك، ووجدت تجاوبا اتضح من خلال خروج الآلاف استجابة للدعوات بالخروج، وترديدهم شعارات كتبت على اللوحات الدعائية.
8) عرض في القطارات والباصات صور لضحايا الانقلاب الفاشل .
أن السلطات التركية استخدمت أسلوب التكرار والتأكيد، لتقود وعيهم في الوقت الحالي، وهو ما يجري استخدامه في الانتخابات حول العالم على اختلافها.
(المصدر رويتيرز التلفزيون التركي بلومبرج).وبعد فترة وجيزة من الانقلاب نجد اردوغان وذلك بتاريخ 14 اكتوبر 2016 يهدد باللجوء الى خطة بديلة إذا لم يتم اشراك جيشه في الهجوم المرتقب على الموصل حسب زعمه لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة الموصل العراقية. هذا الجيش الذي عبث به انصاره وموالوه واهانوه ونكلوا به تنكيلا وإعتقل منه 6614 جندي و 103 من قياداته يشارك به في الهجوم على الموصل ليثبت للعالم انه عجينة بين يديه يسيره كيف يشاء.
لقد أكد أردوغان بكل فخر يوم الخميس 27 أكتوبر 2016، أن العمليات العسكرية التي تقوم بها تركيا في شمال سوريا ستتوسع إلى مدينة الرقة معقل تنظيم "الدولة الإسلامية".وقال أيضا في خطاب له بثه التلفزيون "الآن نتقدم باتجاه الباب" المدينة الواقعة في شمال سوريا. وأضاف "بعد ذلك سنتقدم باتجاه منبج" التي يسيطر عليها مقاتلون أكراد "وباتجاه الرقة". ان اردوغان في الظاهر يحارب تنظيم الدولة الاسلامية المزعومة و الارهاب وفي الحقيقة يحارب الاكراد. وفي نفس الوقت هو يتلمس بداية طريق تاسيس الامبراطورية الاردوغانية لذلك ضرب عصفورين بحجر واحد القضاء على الاكراد و احتلال العراق و سوريا بحجة محاربة الارهاب و الارهابيين. اصلا هؤلاء اين تجمعوا قبل الدخول الى سوريا ومن اين ولجوا الىها والى العراق !!! بوابة دخولهم الى هاتين الدولتين الشقيقتين معروفة؟من سمح للطائرات الاماريكية التي ضربت العراق ايام حرب الخليج بالعبور ومعبرها الجوي معروف ولا ينكره احد في العالم...مساهمات متكررة للاطاحة بالعراق و سوريا وما خفي كان اعظم.
ونعيب في غضب على العالم الاسلامي كيف يسكت عما يجري للمسلمين في بورما من ظلم وقهر واستبداد و قتل و تشريد وتعذيب و حرق و مجاعة و فضاعة ما بعدها فضاعة لكننا فوجئنا بما فعلوه الاتراك ببعضهم البعض عروا سوءة جنودهم ابناءهم فلذات اكبادهم حماة وطنهم وعزة امنهم و فخرهم بين الامم وذلحوا البعض منهم وضربوا البعض الاخر...هؤلاء الاتراك فبمن يحتمون و الله ما سبقهم في فعلتهم هاته احد من الامم لا في التاريخ الحديث او الغابر فضحوا و فضحت ديمقراطيتهم المزيفة.
الاديبة و الكاتبة و الناقدة و الشاعرة فوزية بن حورية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.