البعض ممن يهللون عمال على بطال للرئيس التركي رجب طيب اردوغان لا يدركون أن تركيا في ورطة كبيرة رغم فشل الانقلاب ، الحركة الانقلابية أماطت اللثام عن الانقسام الحاد الذي تشهده الساحة التركية منذ فتره ، هذا الاستقطاب ليس بين شركاء الأمس أعداء اليوم " اردوغان وَ غولن " فحسب وإنما بين تيار الإسلامي السياسي عموما وبين أنصار الدولة المدنية الحديثة التي وضع قواعدها مصطفى كمال أتاتورك ، الانقسام والاستقطاب طالا أيضا المؤسسة العسكرية ، فالجيش لم يعد على قلب رجل واحد ، ناهيك عن هذا العداء الذي بدا و ترسخ الآن بين جناحي الأمن " الجيش والشرطة " ، كما أن المشاهد التي عُومل بها الجنود الأتراك سواء من بعض مؤيدي اردوغان أو من قبل الشرطة ستظل محفورة في ذاكرة هؤلاء الجنود وزملائهم تُستدعى عند الحاجة ، تركيا إذا في ورطة كبيرة كان من الممكن تجاوزها إن أحسنت القيادة التركية استقبال الرسالة الانقلابية إن كان لها من رسالة وذلك بالتوقف عن الهيمنة على مفاصل الدولة لصالح أردوغان وجماعته والحد من الطموحات الشخصية على حساب المصالح العليا للبلاد ، لكن " الكبر" الذي يُميز أردوغان مؤكد سيدفعه لقراءة الرسالة بشكل خاطئ وسيدفعه إلى سلسلة من الانتقام وتصفية الحسابات وهو الأمر الذي قد يضطر معه الجيش في نهاية المطاف عاجلا أم آجلا ومن خلفه أغلب الشعب التركي إلى الانقلاب الحقيقي على اردوغان نصرة للدولة المدنية التي أسسها أبو الأتراك " مصطفى كمال أتاتورك" ..