أحمد يسري عبد الرسول عندما تقف حبيبتي أمام المرايا أصير كطفل ضائع بين ملايين الهدايا تقرب الفستان تبعده تدنيه من صدرها فأصعق بضحكات كالشظايا تقول بأحلى غناءْ أن حبيبي أشترى ليَّ فستانًا بوردة حمراءْ أخذته بين ذراعي أسقيه بأروع ماءْ أطعمه ، أغني له وأناجيه بكل رجاءْ وأستعد لموعد حبيبي حتى يراني أجمل النساءْ وأمشط خصلات شعري وأغمسها في الشمس وأطيّرها في الهواءْ وأنثرها على مخدعي وأبعثرها في السماءْ تقترب عطور الكون منه وتمتزج بخصلاته الصفراءْ وحين يجري كسنابل من ذهب تطير أصابع حبيبي عليه فيدللها بعروق يديه الزرقاءْ تركته طويلا طويلا وسقيته بعطور بلا انتهاءْ حتى يراني جميلة حتى يراني كأجمل النساءْ حبيبتي لو تعلمين كم أحببتكِ لو تعلمين مدى جمال تلك الكلماتْ أمور صغيرة تحدث لكِ دون التفاتْ تساوي عندي الزمان والكون تساوي عندي كل السماواتْ تتجاوز عمري وحياتي أحيا بها شهورًا وأتذكرها سنوات وسنواتْ وحين نكون كنقطة حائرة تلهو بين الطرقاتْ آخذ يديكِ أحدثها ، أناجيها ، أكلمها فتخرج من فمي من غير قصد الشهقاتْ وأمضي مسرعًا على مهدي أقبل يدي كأنَّ التصقت بها إحدى النَجماتْ وأضعها على أنفي فأستجد أريج الكون بأظافركِ الطويلاتْ اقرأ خطوطها وبصماتها وكأني عصفور ضائع بين الشجيراتْ أبحث عن حرف يفسر عطركِ من بين كل اللغاتْ وكلما رجعت لبيتي أبحث وأبحث في يدي لعلكِ نقشتِ في يدي أجمل العباراتْ لعلكِ خبأتِ في جوفها وردة أو مجموعة قبلاتْ فأرى على الجدران نقشًا لأصابعكِ الدافئاتْ فأقبلها وتقبلني وتداعبني بالأمنياتْ ويوم أحضر لكِ لأسألكِ أو أتعلل بالأسئلة تخدعني المفرداتْ أقول بين الحروف ( أحبكِ ) وأحدق صامتًا بحضرة عينيكِ ثم أغرق في أمواج المحيطاتْ وتكتشفين بعد ذلك أني كاذبٌ وليس معي أسئلة وليس معي سوى كلمةِ عشق وبضع من نظراتْ وحين أكون على فراشي مريضًا تحملين لي أزهارًا وعطورًا وردية تجعلين بين يديكِ يدي فيغطي الشفاء لحظاتي المرضية تقبل شفاهكِ جبيني فتحضنني شمس البشرية وأبكي وأبكي وتجففين دموعي بيديكِ السحرية وإذا رن هاتفي أفرح بفرحة طفولية وأجري على الهاتف بأشواق ذهبية وبأشواقي أدفئ أسلاك الهاتف الباردة وأحضن الآلة الجامدة وأسافر في أصواتكِ المرمرية وأبحر في نبراتكِ وأغرق في أنوثتكِ الحريرية فأبكي وأبكي لأنكِ تذكرتي حبيبكِ وأنكِ مازلتِ بين يدي كعصفورةٍ حقيقية * * *