أن مصر مقبلة على تجربة جديدة في تاريخها السياسي قد يؤثر سلبيا او ايجابا على مسيرتها, و سيكون هذا امتحانا لقدرتنا كشعب على تخطي الازمات و التسارع نحو المستقبل..الانتخابات المصرية , و رغم كوني لا ارى مرشحا مناسبا حتى الان لكن سأدع لك عزيزي القارئ فرصة التفنيد الحر لانني لا اجبرك على تبني رأيي الخاص, وإليك اقدم دليلك في فهم المرشحين و أدع على عاتقك مسؤلية فهم المصطلحات السياسية و الانتخابية الاخرى, فأنا سأقصر كلامي على الاحزاب والمرشحين: و لأن كل الاحزاب على مأدبة انتخابات مجلس الشعب و الشورى المصرية تتلخص في حالة من الآتي: * احزاب تغني على نغمة الثورة و بنوّتها رغم انها كانت تغني عن بنوّة مبارك قبل ذلك. * احزاب تغني على نغمة الحرية و العدالة و الحقوق المهدورة..و اذا دققنا النظر سنجد انها نفس الاحزاب التابعة لعصابة "علي بابا" السابقة..او انها احزاب قام اصحابها بمعس موظفيهم و العاملين عندهم ليدخروا الملايين المنفقة على الحملات الانتخابية التي ستنادي في نهاية الامر "بالحرية و العدالة"؟ * احزاب تغني على نغمة الدين , و بعضها لم نسمع عنه من قبل او لم تنل شرف التحزب من قبل. * احزاب متشرذمة (فلولية) هي اقرب الى الاجنّة المشوهة لانها نتيجة زواج (الاخوان المسلمون) للحزب (الوطني) - الذي لاندري هل انحل ام مجرد انه تفكك ويعاد تجميعه- السابق. يمكن وضع كل الاحزاب السابقة تحت تصنيف واحد و نحن مرتاحي الضمير : احزاب الكعكة. يمكنك ان ترى هذا من المرشحين , كمواطن عادي لمن ستعطي صوتك..اتفقنا كما تحاول بعض الحملات - جازاها الله خيرا - توعية المواطن ان لا يبيع صوته لمن يدفع اكثر, لان من اشتراك سيبيعك. و لأن اصواتنا كأبناء وطن مخلصين ليست جواري تباع في سوق النخاسة, و ليست اذان لا تصغي الا لوعود غالبا ما تذهب هباءً بعد ازالة الصوان. فعلينا ان ندرك بعض تحذيرات اخرى : * لا يكفي لتعطي صوتك ان يكون المرشح له مركزا علميا مرموقا او انه صاحب مال و جاه لان من يمثلك ليس بالضرورة فقيرا و ليس بالضرورة غنيا لكنه بالتأكيد سيضع مشكلتك نصب عينيه و يراعي الله في ابناء دائرته قبل ان يراعي مراقبة الشعب له. * ان من تصوّت له ان كان لمجلس الشعب او الرئيس حتى هو بشر وليس إلها قد يصيب و قد يخطئ عليك ان تمهله فرصة للتصحيح وعليك ان تلفت انتباهه للأخطاء و من يعرض عن هذا فقد حمل رفشا لينقب قبره. * لا يكفي لكي تختار مرشحك ان يكون معارضا للنظام السابق , فلربما كان النظام ضد مصالحه الشخصية , ولربما كان من المعارضة المصرّحة التي كان امن الدلة يوافق عليها ليوهم المواطنين بوجود الديموقراطية..لاتستعجب كلامي فخدعة كهذة هي سبب ظهور ( انا اسف يا ريس). * يجب ان تفهم ان امتناعك عن التصويت لسبب عدم كفاءة المرشحين ليس سلبية بل هو حقك في ان تجد من يناسبك, و ان التصويت لمجرد انه احسن من (مافيش) سيضعك في مآساة اخرى لمدة 30 سنة اخرى , فهل ستراهن عزيز المواطن على هذا الوطن مرة اخرى؟. * لا تتحيز لمرشح او حزب مشابه لدينك او لفكرك فقط وانما اختر من يعدل بين كل المعتقدات و الافكار و السياسات حتى وان كان مختلفا عنك. و هكذا عزيز القارئ\ المواطن قد تجد ان مرشحا او اثنين كانوا مناسبين قبل هذا المقال, و لكن بعد قراءته اناشدك ان ترى مرشحك بعين المواطن الصالح الذي يناشد في حزبه ومرشحه مصلحة الوطن و خدمة الشعب , لا يحلم بالاستعباد و التخوين و القهر.. دمتم بحرية ..محمد البرقي