ما حدث بالأمس ويحدث اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة من دمار وتشريد وقتل واغتصاب وانتهاك مقدسات من قبل العدو الصهيوني يجعلنا نتسائل عن صناعة الكراهية لدى هؤلاء المجرمين لدرجة أنهم يفعلون ذلك الخراب والظلم دون أي شعور بالذنب ، وهنا أتذكر مقالا نشر في جريدة الشروق المصرية بتاريخ 12/12/2010 العدد رقم (680) للأستاذ / عبد الفتاح ماضي بعنوان " فتاوى الحاخامات وصناعة الكراهية في إسرائيل " وقد ذكر فيه حقائق لا يجب أن تغيب عن أذهاننا نحن المسلمين لعلا من أهمها أن صناعة التطرف والكراهية في إسرائيل تتم بمباركة دينية من حاخامات اليهود الذين من المفترض أن يكونوا دعاة سلام وأمن يُغلّبون الخير على الشر ويدعون الجميع بصفتهم رجال دين إلى الروحانية وصفاء القلب وحسن الصلة بالله ، وفي ذات الوقت يوقفوا جماح السياسيين والعسكريين في ارتكاب الجرائم وتخطي الحدود والأخلاق ، ولكن للأسف تجد أن جلّ ما يفعله السياسيين والعسكريين الإسرائيليين ما هو إلا نبت بذور وضعها الحاخامات بأنفسهم ، ولعلا ما ذكره الكاتب من فتاوى شيطانية لهؤلاء الحاخامات تثبت أن هناك خلل واضح وتطرف بيّن لدى المؤسسسات الدينية اليهودية الإسرائيلية ، ولا شك أن هذا يرجع في المقام الأول إلى الموروث الثقافي والفكري والعقائدي الذي ينهل منه هؤلاء الحاخامات وتربوا عليه ، ولعلنا لو عدنا قليلا إلى هذا الموروث لوجدنا أنهم في فتاواهم المتعددة لم يأتوا فيها بجديد وليس ما ذكروه هو من بنات أفكارهم بل ستجد أنه نسخ متطابق في بعض الأحيان أو إعادة صياغة في أحيانا أخرى لنصوص الكراهية والتطرف التي تملأ هذا الموروث ، وللتدليل على ذلك دعونا نراجع الفتوى الخاصة بالحاخام مردخاي إلياهوا التي ذكرها المقال والتي جاء فيها " اقتلوهم وجردوهم من ممتلكاتهم ولا تأخذكم بهم رأفة فليكن القتل متواصلاً ، شخص يتبعه شخص ، لا تتركوا طفلاً ، لا تتركوا زرعاً أو شجراً ، اقتلوا بهائمهم من الجمل حتى الحمار " وفي المقابل نرجع إلى التلمود لنرى فيه هذه الوصية الجامعة الحقيرة " اهدم كل قائم ، لوث كل طاهر ، أحرق كل أخضر .. كي تنفع يهودي بفلس .. اقتلوا جميع من في الأرض والمدن من رجل وامرأة وطفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف " فيالها من خسة ، وياله من تطابق عجيب بين متطرفي الماضي والحاضر بشكل يثبت أن التطرف والكراهية آفة منذ قديم الزمان لدى هؤلاء الحاقدين وداء مستمر إلى الآن .. فهلاّ نعتبر؟!!!!!!!! .