رياض عبدالله الزهراني ضد الشرع وضد العقل والمنطق هذا ما نسمعه عندما يعصف ببلدٍ ما جريمةٍ نكراء متسترة برداء الإسلام , الإرهاب تحت بند السٌنة " السلفية تحديداً " أو تحت بند الشيعة " الحشد الشعبي , حزب الله " يتم تصنيفه على أنه سلوك عدواني يقوم به مسلمين يمثلون مسلمي العالم . الإدانات اللفظية والوعظ والتنظير لا يكفي فمواجهة ذلك الإرهاب الدموي الذي هو ردة فعل وتطبيق عملي لأدبيات وأراء لا تكون بالوعظ ولا تكون بالتنظير والمواجهة الأمنية , بيانات تصدر من المرجعيات الدينية والمؤسسات الشرعية تٌدين الجرائم الدموية المحسوبة على الإسلام لكن ما يزال الشباب يلتحقون بالتنظيمات الدموية ويتساقطون بوحلها , التحاق الشباب ينم عن وجود حالة وظاهرة اجتماعية لها تداعياتها الخطيرة وينم عن وجود خلل كبير في البنية التعليمية والفكرية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية فالشباب يبحثون عن الانتماء وعن الظهور وعن الفداء والتضحية والجهل يقودهم إلى تلك المهالك . العاطفة يتم تخديرها بآراء ومقاطع وصور والتضليل يجد ضالته بعقول جاهلة والملل وقود يدفع بالشاب لأن يلتحق بتنظيمات يظن بها الظن الحسن , مكافحة الإرهاب الوعظية والتنظيرية والأمنية لن تقضي على ذلك الخطر فالبحث عن أسبابه ومسبباته والتمعن في التعقيدات السياسية والمذهبية والعرقية والفكرية الحل الأمثل لاكتشاف البيئة الخصبة التي تٌشرعن العٌنف والإرهاب المحسوب قسراً على الإسلام . الإرهاب السٌني " السلفي " محسوب على تراث أبن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب والإرهاب الشيعي محسوب على إيران وحزب الله وتراث الشيعة القديم , كل المرجعيات الدينية المذهبية تتبرأ من الإرهاب المحسوب عليها بشكلٍ نظري دون أن تبدأ بمراجعة تراثها المٌتهم ووضعه تحت مجهر النقد والتوضيح !. الحركات المتطرفة الإيدلوجية تهدف لإقامة دولة الخلافة " عند السنة " ودولة الإمامة " عند الشيعة " فالغاية سياسية , كل تنظيم وحركة دينية لا يمكنها النهوض دون تكفير الأخر والنيل منه بشكلٍ دموي فالإرهاب ضرب المسلمين قبل غيرهم لأنهم في نظر تلك التنظيمات والحركات كٌفار يجب البدء بهم قبل غيرهم . العٌنف والاستبداد والظلم الخ عوامل تٌشرعن التطرف بشكلٍ مباشر والفقر والجهل والبطالة عوامل تدعم نشوء فيروسات التطرف والتضليل فالتنظيمات والحركات الايدلوجية تقتات على الجهل والفقر وتوظفه لصالحها , لا يمكن التخلص من فاتورة الإرهاب المحسوب على المسلمين دون الاعتراف بالحقيقة فهناك تراث ممتلىء بالكراهية مقدس عند السٌنة وعند الشيعة كذلك , الربيع العربي أخرج القمقم من كينونته والحقبة الأفغانية أفرزت للعالم فيروسات كان بالإمكان احتواءها في أسوأ الأحوال لكن ما الذي حدث يا تٌرى ؟ الإجابة عن ذلك التساؤل صعبة للغاية لكن الربيع العربي أعطى المتسائل إجابات عن تساؤلات من بينها أن الصراع بين المعسكر السني والشيعي سيأكل الأخضر واليابس وأن اللعبة السياسية توظف ذلك الصراع لمصالحها فقط , إذا أراد العالم الإسلامي مكافحة الإرهاب فا ليبدأ بأسبابه ومسبباته السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية والاقتصادية ولا يغفل عن التراث القديم المحسوب على المسلمين المعتدلين ذلك التراث ليس بكتابٍ منزل وليس صادر عن معصومين بل في حقيقته مجموعة من الآراء تحتمل الصواب والخطأ فالمراجعة النقدية والفقهية والشرعية ستضع النقاط على الحروف وستنفي التٌهمة المحسوبة على مسلمين كٌثر فالوعظ والتنظير لا يكفي ولا يٌجدي شيئاً فكم هي البيانات الصادرة التي تٌدين الإرهاب وكم شاب التحق بتلك التنظيمات بعد تلك البيانات النسبة قطعاً كبيرة والدليل تصاعد وتيرة العٌنف وبيانات ومقاطع العمليات الدموية التي ليست في سوريا والعراق فحسب بل في كل بقعةٍ على هذا الكون الفسيح فالإدانات وخٌطب الوعظ لا تكفي أبداً فالبداية من التراث والبحث عن الأسباب الحقيقية التي دفعت الشباب والفتيات أيضاً إلى الالتحاق بتلك التنظيمات , ليت العالم الإسلامي يبدأ بدراسة ظاهرة الحركات الإسلامية السياسية وبيئة العنف والحريات ففي دراستها ما يٌغني عن التنظير الذي صدع الرؤوس فلعل وعسى يكتشف ذلك العالم سبب من جملة أسباب قد تقود لحل معضلة باتت تهدد كل المسلمين مجتمعات ودول !.