رياض عبدالله الزهراني لم يهبط من الفضاء بل خرج من بيننا في ليلة وضحاها , المتطرف المتدين أو المتطرف المستند على أراء دينية وشرعية كان كغيره من الناس هادي الطباع يحلم بالأفضل يؤدي العبادات تحتويه روح الشباب وفجأة أصبح متطرفاً , قد يكون للخطاب الوعظي وما يتبعه من مخيمات وحلقات دورٌ كبير وقد يكون لبعض الجماعات السياسية " جماعات الإسلام السياسي" دورٌ في نشر وشرعنت التطرف الفكري الذي يبدأ بأفكار سياسية وينتهي بعمليات دموية تستهدف الأنفس والممتلكات تحت بند الجهاد وتغيير المنكرات وإقامة دولة العدل والخلافة ورفض مظاهر الحياة السوية !. منذ زمن والتطرف الديني يضرب العالم وينال من تماسك المجتمعات وثوابتها وكأن ذلك الداء لا مصل له , التطرف الديني ينشأ وينشط في بيئة الجهل والفقر والوعظ والتزمت , تستغل فيروسات الإسلام السياسي المتطرفة الفقر والجهل والملفات العالقة فتدخل عقول الشباب عن طريقها مستغلةً جنون وعواطف الشباب سواءً ذكوراً أو إناثاً مبررةً سلوكها بأن الغاية تبرر الوسيلة ؟. القوى والحركات السياسية الدينية السنية أو الشيعية تعيش على وقع الخرافة والرموز والأحلام , تستغل النصوص الشرعية أبشع استغلال وتدخل على المجتمعات من بوابة المنقذ فتحولها من مجتمعات بسيطة أمنة مطمئنة فرحة مسرورة إلى مجتمعات محتقنة متعصبة متزمتة هدفها الوحيد كيف وأين تموت , العقود الماضية من تاريخ الوطن العربي لا تختلف كثيراً عن السنين التي يعيشها اليوم فالماضي بحلوله وخطاباته وشخوصه ورموزه كشفته السنوات الأخيرة من عمر العالم العربي والمسمى مجازاً بالربيع العربي والقادم أدهى وأمر إذا لم تٌعالج الأسباب الرئيسية التي فجرت ذلك الربيع وحولته لجحيم قد يطول أمده ! . للتطرف أسباب لكن كل محاولات تفكيك الخطاب المتطرف تبوء بالفشل في عالم يحتضن دعاة وعلماء دين ورموز فكرية اشتهرت بلغتها الهادئة وحكمتها البالغة , سبب الفشل لا يخرج عن أمرين الأول اقتصار معالجة التطرف الفكري بالتنظير الفقهي وتفنيد الشبهات في لقاءات تلفزيونية ومؤتمرات علمية دون إشراك للمختصين من علماء النفس والاجتماع في دراسة الظاهرة وتقييم مراحلها وتداعياتها , والثاني إغفال أسباب غير السبب الفكري كالفقر والجهل والطيش والحماسة واستغلال العواطف , تفكيك الخطاب المتطرف وتجفيف مستنقعاته أفضل من قتل البعوض لأن البعوض لم يكن ليوجد لولا ذلك المستنقع , الإرهاب أو التطرف لا يكون بكشف الشبهات وإغفال أسباب أخرى , نبش التراث الفقهي القديم والحديث وتسليط الضوء على أراء ورؤى متطرفة وتفنيدها بالحجج المقنعة وتعزيز الوحدة الوطنية وسيادة القانون والعدالة ونشر الوعي والتعددية ومكافحة الفقر وتعزيز روح الانتماء وحماية الحريات وفتح نوافذ التواصل المعرفي والفكري وتوفير مناخ مرن وآمن للتعبير عن الذات والآراء وسائل تحد من التطرف وتشل حركة الفيروسات , المتطرف في نهاية الأمر بشر وصل لمرحلة الصدام مع المجتمع وقيمه , طريقة احتواءه وعلاجه يجب أن تتغير في العالم العربي الذي يفقد أبناءه ويفقد تراثه الحضاري الكبير بشكل متسارع , ما يجري اليوم من محاولات علاج للتطرف شبيهه بمن يقطع يده لأن أبنه سرق وهذا هو الواقع الذي لم يتغير ولم يغير شيئاً من الكارثة !..