آه يا وطني فلو أبعدنا وجنبنا أنفسنا وجردناها من جميع الأهواء ونظرنا إليك يا وطني من العلياء وقدمناك على كل شيء في حياتنا – فأنت الأمل والحلم والطموح لنا جميعا فأنا عرفت أن الحزن نصيبي من الدنيا وعذابي من شقاها على مر السنين فهل أتجرع وأقاسى لوعة الأحزان وعيوني تدمع وعلى صوت الحزن تنساق وشوق قلبي في بعدك يا وطني على صدري قد طفا – ففي حياتنا نمر بالكثير والكثير من المفارقات والمتناقضات ولعل أهم تلك المفارقات ما يجده الواحد منا من نكران وجحود والتسارع في توزيع الاتهامات جزافا والخوض في الذمم مشككا بكل من حوله لا لشيء وإنما ليرضى قلبه المريض رغم أن تلك التصرفات لن تأخر ولا تقدم شيء حينها نقول((الله يرحم حالنا)) وهنا ترانا نذهب بكل بساطة شديدة وسذاجة كبيرة أن نوجه تلك الاتهامات الكبيرة لبعضنا البعض ويتنازع الكل فيما بيننا فمن السذاجة أن نتسابق في إطلاق الأحكام – وهى ظاهرة مرضية واضحة عندنا ولا أدرى إن كنا نحن في مصر أرض الكنانة وينتابنا هذا الإحساس المريض 0 فهل نحن الوحيدون المبتلين بهذا المرض اللعين؟؟ فنحن نعيش في وطن واحد ولسنا في مجمع ديني له طقوسه وتخصصه ليحمل فكرا طائفيا 0 فالوطن مليء بالتعددية الفكرية والمذهبية والواجب علينا أن نتحكم بالعقل في تسيير أمور الحياة بوطننا ولا نترك العنان لأنفسنا للتعصبات القومية ولعنصريتنا في إدارة شئون الحياة اليومية وأن تتحكم بعلاقاتنا فيما بيننا – فمن المستحيل أن يلغى أحدنا الطرف الآخر0 فهذا الوطن حق للجميع ولا يجوز لأي إنسان كان أم يكون أن ينظر للآخر على أنه هو الأفضل فلقد فرض الواقع علينا بالعيش المشترك شئنا أم أبينا0 وواجب الاحترام والتقدير فيما بيننا فهو واجب ديني وفكري ومطلوب لتستقيم من خلاله أمور حياتنا اليومية 0 ولهذا أرى بأنه من الأجدر والضروري أن نحترم الرأي والرأي الآخر ولا تأخذنا العزة بالإثم والعفو عند المقدرة ومن خلال ذلك يمكن توظيف الجهود وتسخير الإمكانيات في المكان الصحيح الذي يعود علينا بالفائدة المرجوة ويساهم بذلك في تصحيح الصورة البشعة والنظرة المختلفة لبعضنا البعض التي صارت مليئة بالكراهية لنا ومن خلالها نعطى الفرصة للأعداء أن ينشروها بالعالم ومن ثم تشوه صورة الوطن وصورتنا من خلال ذلك المسلك الغير مسئول وهنا يساورنى قلق شديد حيال الاتجاه الذى تسلكه الامور حاليا فى وطنى الذى بدأ يتهادى مع أقل ريح آتيه لانعرف من أين تقتحم أجوائنا وسارت بصفة يومية رغم أننا تفائلنا الخير وتأملنا بان نشهد تحولا اقتصاديا واجتماعيا عميقا وجوهريا ليعود بالفائدة على مختلف وجميع الشرائح المختلف بالوطن وهذا كان يتوقف على اذا ماأديرت البلاد بطريقة صحيحه من خلال تلك الثورة التى قامت من اجل حياة افضل وانتاجية افضل ورقي افضل مما كنا نعيش فيه ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن بالرغم مما كان يحدونا حينها الى بروز حقبة جديد من الازدهار وحق تقرير المصير السياسى والحرية الشخصية وهنا حلمنا بانه كان يفترض ان يكون او تكون النتائج ايجابية ولكن للآسف لم يحدث ماكنا نتمناه وانتابتنى عدة تساؤلات حيرتني كثيرا وتراودني وتتخمر بعقلي وتتصارع كالجمر الحارق التي تلهب القلوب حسرة وألما وأدخلتني في دروب لها بداية ولكن ليس لها نهاية فالوضع خطير جدا هل بسبب عدم وجود قياده لايتمع بها المجلس العسكرى او الحكومة الانتقالية بالقوة والشجاعه الكافية لكبح الفوضى فى الشارع ووضع البلاد حينها على المسار الصحيح ربما ؟؟ هل لتلقى الحكومة الاوامر من المجلس العسكرى الحاكمه الفعلية وفيما يبذل الجيش المستحيل لارضاء المتظاهرين حينها ؟؟ ففى كل لحظة تمر على وطنى ارى ان مستقبل الوطن والمواطن سواء يختنق اكثر تحت وطأة تلك المجموعات المتناحرة من اجل مصالحها فهنا عمال يقومون بالاضراب وهنا متظاهرين مناهضين للحكومة وللمجلس العسكرى وهناك عنف طائفى ينخر بشده بكيان الوطن من كل الاتجاهات الاربع شمالا او جنوبا او غربا او شرقا فبعد ان كنا قانعين بنصيبنا وعلى الاقل كان رغيف الخبز مؤمن الان حدث ولاحرج ؟؟ ومنها على سبيل المثال لا الحصر 0 •لماذا أوصلنا حالنا لهذا المنعطف الخطير بسببهم أم بسبب من يا ترى ؟؟ •لماذا وصل بنا المطاف في أن ندور في دروب السياسة والسياسيين التي صارت تنخر وتنحت ما بداخلنا ليتغلغل من خلال ثناياها كل المترديات والترددات لندخل في شرنقة الغياب والتغيب ليحل مكانها فراغا استقطب من خلاله الغثاء والإسفاف؟؟ •لماذا الكل يرفض والكل يعارض والكل يقول والكل يفتي بما يعلمه ولا يعلمه لماذا ؟؟ لاأدرى ؟؟ •أين نحن من المفاهيم العقلية التي توجه وتقود العمل السياسي وتبلور وتظهر معالم المبادرة والممارسة السياسية بالوطن؟؟ •هل فعلا الفوضى والتخبط السياسي سواء كان من الحكومة أو من الأحزاب أو ممن يكون هو (( مكمن التعقيدات)) التي نرزخ فيها الآن ؟؟ •إذن أين الثقافة والفهم والإدراك التي من المفترض تقوم بتلخيص تجربة المجتمع ووعيه بذاته وبمحيطه ؟؟ •ورغم ذلك أرى من وجهة نظري أن الثقافة السياسية قد تمحورت حول دور السياسيين وممارساتهم التخبطية الفوضوية أليس كذلك ؟؟ •وهنا ليس بالضرورة تكون على أساس وضعية الوظيفة الأساسية للسياسي ومفهوم ممارسته لهذه الوظيفة ، ومن هذا المنطلق أو لنقول المنظور البعيد تكون قد ظهرت جليا المشكلة السياسية وأصبحنا من خلال ذلك في صراعات الحاضر والمستقبل بتعدد المواقف والآراء المتضاربة غير المتزنة وتسارعت واختلطت وامتزجت التحليلات الصحيحة بالخاطئة وهنا مكمن المشكلة(( تفشي الفساد السياسي والادارى بالوطن )) وهذا ما يجعلنا لابد من الالتفاف بعيدا عنه ومراقبته حتى لا نقع فيه مرة أخرى ؟؟ •وهنا أيضا لابد من الإسراع في جعل السياسة العامة للوطن هي ((قاعدة للتقدم والتطور )) ودوران عجلة التنمية والارتقاء بالبلد في شتى المجالات ،، لا أن نترك المجال لكل جماعة أطلقت على نفسها كذا وكذا أو حزب كان أن يصول ويجول بما يراه من وجهه نظر القائمين عليه بأنه هو الرأي الصائب ومن خلال ذلك تتشعب الأمور وتزداد تعقيدا ولكن لنتكاتف جميعا لكي نبحر ونتعمق بتحليل الأحداث والمواقف التي تواجهنا ويكون الهدف الأساسي من بحثنا وتحليلنا العمل على تفكيك القضايا التي تعترض وتعيق نمو الوطن اقتصاديا واجتماعيا ودينيا بمعنى (( السعي للإصلاح لا الإفساد)) ولابد من النظر بموضوعية متجردة من الشخصانية الذاتية لتكون بمثابة وسيلة ومنهج لوضع أهداف ومن ثم مطالب ترتقي بنا للصعود لتنمية الوطن وبالذات الشأن السياسي والمعيشي لأفراد الوطن وأن نسعى جاهدين لفتح آفاق جديدة لممارسة سياسية من خلال رؤية واقعية وموضوعية نرصد من خلالها نقاط الضعف والوهن الذي أصاب الوطن ومحاولة القضاء على الهزل السياسي الذي مازلنا ندور في فلكه ونعانى منه ولنرتقي ونجعل العمل السياسي ولكل من يسير على دربه شفافا وذلك بعدم السعي للتضليل وإخفاء الحقائق والتستر ونبتعد عن الممارسات السياسية التي تنم عن الأهواء والرغبات السيئة وتصفية الحسابات وحتى لانطفىء شعلة الصدق والأمان من اجل مصر المحروسة التي لها حق على كل من يحمل اسمها وينتمي إليها بأن يكون صادقا مع نفسه أولا ويراعى ضميره من أجل أم الدنيا مصرنا الحبيبة •وأخيرا لا تجبرونا لأن نقول أين لقمان الحكيم لكي يدرسنا الحكمة بمحكمة الطغيان البطلان ليعطينا وهج الامتنان ؟؟ •فلقد ضاعت الكلمات ومعها ضاعت الأركان فبأي زمان يحقر الإنسان صلب كان أم هشا سيان ياإخوان ؟؟ •ولكن سيأتي اليوم المشرق لك يا وطني مهما طال الانتظار وستنقشع عن فضائك الغيوم والسحب السوداء ويظهر في سمائك نور البدر ساطعا في الظلام والشمس بنورها – والطيور تتراقص والعصافير تغرد على أفرع أشجارك في كل مكان ولسوف تندحر الغربان ونعيقها وترحل عن أرضك الأفاعي والثعابين وفحيحها00 وبرغم كل هذه التداعيات والانهيارات وكوكتيل الأحداث بحلوها ومرها ولعقمها وبظلامها ونورها ستبقى أنت يا وطني ذاك الوطن لأنك تعيش في ضمائرنا وفكرنا وستظل الحقيقة الثابتة بقلوبنا والواضحة مهما حاول الحاقدون والفاسدون طمس معالمك أو محاولة تغيير ثوابتك فستظل عاليا شامخا فوق كل الرؤوس وستظل السلطان بشعبك الواحد لأنك أكبر من أن يحتويك قلب واحد في حين قد إحتويت كل الآهات بقلبك ياوطني0