تُعَد ولاية الفقيه الشغل الشاغل لدى عامة المسلمين في الماضي و الحاضر كونها تحظى بأهمية بالغة و اهتمام كبير لما لها من انعكاسات سلبية أو ايجابية تتوقف على طبيعة المتصدي لها و ماهية قاعدته العلمية و الثقافية لأنها سوف تكون في مفترق طرق تبعاً لهذه القاعدة و المقدمات التي يمتلكها كل مَنْ يسعى للتصدي لها و ذلك لارتباطها الوثيق بتلك المقدمات فإن كانت متوافقة معها فحتماً سوف تأتي النتائج بالايجابية على الإسلام و الشعوب الإسلامية و أما خلاف ذلك فنقرأ على الإسلام السلام لأنها سوف تصبح مطية لكل مَنْ هبَّ و دب ومَنْ لا حظ له من العلم و المعرفة و مَنْ فاقد أصلاً لشروطها و مقدماتها و بالتالي سوف تكون وبالاً على المسلمين وعلى هذا النهج العقيم جاءت حكومة الخامنئي لتتقمص دور صاحب ولاية الفقيه في إيران تحت وطأة البطش و الهيمنة الجبروتية لتمسك بالبلاد بيد من حديد و تبيح لنفسها كل شيء فيه تحت هذا العنوان ألجبروتي المتغطرس ضاربة بها كل الأعراف السماوية و القوانين الإنسانية و المعاهدات الدولية التي تدعو إلى احترام النفس الإنسانية و حسن التعامل مع الشعوب لكنها رمت بها خلف ظهرها و غدت تعامل شعبها بمنهجية وحشية و سياسة همجية قائمة على القتل و الإعدام جهراً و تكميم الأفواه و إكراه الشعب الإيراني على الانقياد لها بالرغم من تيقنها بأنها ليست من أهل ولاية الفقيه لأنها لا تمتلك مقدماتها الصحيحة و المرتبطة بها بشكل كبير وليس لها التأثير المباشر على سيرها بالاتجاه الصحيح بما يخدم مصالح الأمة و ينظم حياة شؤون الأفراد بما يتماشى مع قيم و مبادئ السماء فضلاً عن قصورها في تطبيقها بشكل صحيح وما حادثة إعدام ثلاثة من أهلنا السنة في إيران جهاراً إلا دليل على جبروتية و غطرسة نظام الملالي الفارسي و سياستها الدموية وكذلك فإنَّ هذه المجزرة الأليمة تعطي انطباعاً واضحاً للعالم عن مدى همجية و وحشية المعاملة القاسية التي تتعامل بها تلك الحكومة مع شعبها المغلوب على أمره بالإضافة إلى أن هذه الجريمة البشعة و غيرها من المجازر المروعة التي حصلت سواء في إيران أو العراق هي نتيجة للتطبيق الخاطئ لولاية الفقيه وهذا ما كشف عنه المرجع الصرخي الحسني في معرض حديثه خلال لقائه المتلفز مع قناة التغيير في 17/8/2015 عندما بيَّن َ الأسباب التي دعته إلى طرحه لمشروع الدولة المدنية العادلة المنصفة والتي لا تخالف الخط العام للدين و الأخلاق بقوله : ((العديد من الأحكام النظرية يصعب تطبيقها على الواقع، لقصور من يتصدى لتطبيقها ولعدم تكامل المجتمع، كما أنّ ولاية الفقيه في إيران غير مستوفية لشرط الأعلمية فضلاً عن الاجتهاد فتكون باطلة، لأنها تدور مدار الأعلمية، وكل المجازر التي حصلت بسبب ولاية الفقيه هي نتيجة للتطبيقات الخاطئة لها وعدم تطبيقها على المجتهد الأعلم )) . https://www.youtube.com/watch?v=NAqOgI2AkyA بقلم // حسن حمزة