الذكاء من أهم المباحث التي اهتمت بها الدراسات النفسية والتربوية،وتتعدد تعريفات الذكاء من عالم لآخر طبقاً للمجال الذي يدرسه فمنهم من عرف الذكاء بأنه القدرة على الفهم والابتكار ومنهم من عرفه بأنه القدرة على حل المشكلات،وهناك من عرفه بأنه القدرة على التحصيل والتعلم،وهناك تعريف جامع يعرف الذكاء بأنه ما تقيسه اختبارات الذكاء،إلا أن تلك التعريفات رغم شهرتها لا تراعي الفروق بين البشر وأنماط الذكاءات المتعددة لدى الإنسان،وعلى سبيل المثال هل لاعب كرة القدم المتميز الذي يستطيع إحراز الأهداف من بين العشرين لاعباً يعتبر غبياً لأنه لم يحصل على الدرجة العالية في اختبار ستانفورد بينيه أو وكسلر للذكاء؟ بالطبع لا؛لأنه يمتلك ذكاءً حركياً يجعله يتفوق على الجميع وقد يكون تفوقه هذا عالمياً. كذلك هل يعد الميكانيكي الماهر والموسيقي البارع والممثل المتمكن أغبياء لأنهم لم يحصلوا على شهادات البكالريوس أو الماجستير او الدكتوراه أو حتى درجات عليا في اختبارات الذكاء التقليدية؟ بالطبع فإن الإجابة بالنفي؛لأنهم لديهم أنماط ذكاءات في مجالاتهم تميزهم عن غيرهم المتفوقين علمياً فقط. إن نظرية الذكاءات المتعددة التي صاغها العالم المعاصر هيوارد جاردنر عام 1983م بجامعة هارفارد الأمريكية قلبت موازين المقاييس التقليدية للذكاء وهو ما يدعونا كتربويين وأولياء أمور إلى استكشاف أنماط الذكاءات التي يتميز بها طلابنا وأولادنا والعمل على استغلالها وتنميتها والاستفادة منها تربويا لتحقيق أهداف التعلم. جاسم عيسى المهيزع