هناك العديد من الاختبارات التى وُضعت من أجل قياس الذكاء، ومن خلال تحليل نتائج هذه القياسات، وترجمة هذه النتائج إلى أرقام، ينتج ما يسمى معامل الذكاء أو ما يسمى اختصارا «IQ Test»، وجرت العادة على وصف مستويات الذكاء، على أساس نسبة الذكاء IQ كالآتى: متوسط الذكاء: 90 - 110، ذكى: 110 - 120، ذكى جداً: 120 - 130، عبقرى: 130 فما فوق، غبى: 80 - 90، ضعيف العقل: 70 فأقل، ويقسَّم ضعاف العقل إلى ثلاث فئات: Moron المأفون: 50 - 70، Imbeciles الأبله: 20 - 50، Idiot المعتوه: أقل من 20. ويعتقد «هوارد جاردنر»، صاحب نظرية الذكاءات المتعددة، أن المفهوم التقليدى المعرفى للذكاء يقوم خطأً على أساس أن نعتقد أن الإنسان يولد ولديه قدرة واحدة على الاستيعاب، وأن هذه القدرة المعرفية الواحدة يمكن قياسها بواسطة اختبارات الأسئلة القصيرة للذكاء أو ما يسمى اختصاراً IQ Test؛ لذا فمن وجهة نظره يمكن تعريف الذكاء بأنه: القدرة على حل المشكلات، أو إضافة ناتج جديد يكون له قيمة فى أى من المجالات الحياتية أو الإطارات الثقافية. ويرى «جاردنر» أن النجاح فى الحياة يتطلب ذكاءات متعددة ومتنوعة، وينتهى إلى أن أهم إنجاز أو إسهام يمكن أن يقدمه التعليم من أجل تنمية الأطفال، هو توجيههم نحو المجالات التى تتناسب مع أوجه التميز الموجودة لديهم؛ حيث يتحقق لهم آنذاك الرضا عمَّا يفعلون، والامتياز والكفاءة لما ينتجون، وذلك بدلاً من الأسلوب العقيم الذى يعتمد على جانب واحد من التقييم، يتم من خلاله تقسيم الطلاب إلى أفضل وأقل ذكاءً؛ فالاهتمام باكتشاف أوجه الكفاءة والموهبة الطبيعية لديهم، يمكّننا من تنميتها والاستفادة منها. وبناءً على ذلك، وصف «جاردنر» العديد من الذكاءات المتعددة، ومنها: 1- الذكاء اللغوى واللفظى Linguistic Intelligence: تقوم اللغة بوظائف متعددة، منها: توضيح أصوات الكلمات، ومعانيها، واستخدامها، والاحتفاظ بها (فيما يعرف بحصيلة المفردات التى يستخدمها الشخص)، وسواء كنت كاتباً محترفاً أو متحدثاً خجولاً، فعليك فى كلتا الحالتين أن تمرِّن مهارتك اللغوية بصورة يومية، وإذا لم تفعل فسوف تصيبك حالة تعثر مثل التى تواجه الكاتب أثناء الكتابة. وعلاوة على ما سبق، فإنه عندما تحسن من الطلاقة اللغوية لديك، ستزيد من قدرتك على تذكر الكلمات وتعريفها، والمصطلحات الرئيسية، وأسماء الأشياء.. وعن طريق تحسين كفاءتك فى استخدام الكلمات سوف تحسن أيضاً من ذاكرتك وقدرتك على تذكر الصور اللفظية. ويتمثل هذا النوع من الذكاء فى القدرة على استخدام الكلمات شفهياً بكفاءة (كما فى رواية الحكايات والخطابة لدى السياسيين والواعظين)، أو فى كتابة الشعر والأدب والتأليف والتمثيل، ويتضمن هذا النوع من الذكاء القدرة على معالجة البناء اللغوى ومعانى الكلمات ومرادفاتها، واستخدام علم الصوتيات بهدف التأثير على المتلقى، أو البلاغة، أو البيان (أى استخدام اللغة لإقناع الآخرين بعمل شىء معين)، أو التذكر (استخدام اللغة لتذكر معلومات معينة)، أو التوضيح (استخدام اللغة لإيصال معلومة معينة بالشكل الأمثل)، كما يتضمن هذا النوع من الذكاء تحليل استخدام اللغة (فى حالات التذكر، واستخدام النكات، والسخرية من خلال الكناية والأسلوب غير المباشر)، وأيضاً فى التوضيح والتعليم والتعلم والإقناع. ومن أهم العبارات الشائعة التى تعبر عن صاحب الذكاء اللفظى أو اللغوى: * الكتب مهمة بالنسبة له وتعبر عمَّن يكون هو. * يتعلم أكثر عن طريق الاستماع أكثر من المشاهدة. * يستمتع بلعب الكثير من الألعاب الكلامية. * اللغة الإنجليزية والدراسات الاجتماعية مواد دراسية سهلة بالنسبة له، ويستطيع أن يتفوق فيها عن العلوم والرياضيات. 2- الذكاء المنطقى/ الرياضى Logical - mathematical Intelligence: ويتمثل فى القدرة على استخدام الأرقام بكفاءة، ويمكن أن يظهر ذلك فى بعض المهن، مثل: المحاسب - مدرس الرياضيات - الإحصائى، وكذلك القدرة على التفكير المنطقى (العالم - مصمم برامج الكمبيوتر - أستاذ المنطق)، ويتضمن هذا الذكاء البراعة فى الوصول إلى النتائج بناء على المقدمات والافتراضات المنطقية (بما أن.. إذن - السبب.. النتيجة)، والقدرة على التصنيف والتجميع والاستدلال والتعميم واختبار الفروض والمعالجات الحسابية، والرسوم والأشكال البيانية، وهو باختصار ما يطلق عليه التفكير العلمى. ومن أهم العبارات الشائعة التى تعبر عن صاحب الذكاء المنطقى الرياضى أنه: * يستطيع أن يحسب الأعداد بسهولة فى رأسه، العلوم والرياضيات من المواد المفضلة لديه فى الدراسة، يفضل الألعاب العقلية مثل الشطرنج. * يهتم بالأحداث العلمية الجارية. * يهتم بالأشياء التى يمكن قياسها بطرق متعددة ومختلفة. وسوف نكمل باقى الأنواع لاحقاً إن شاء الله.