إسلام عبدالمجيد الإنه يظل موضوع الإنحراف الفكرى شاغلاً للرأى العام ، بل و يتصدر إهتمامات حكومات و شعوب الدول على إختلاف أشكالها و أنظمتها ، و ذلك نتيجة ما يخلفه الإنحراف من مأساة تعيشها المجتمعات و عواقب وخيمة تؤثرعلى أمن و إستقرار الدول . كنا قد ذكرنا من قبل أنواع الإنحرافات و ضربنا على ذلك أمثلة ليست ببعيدة عنا ، و إستكمالاً لما بدأناه فقد نتحدث اليوم عن بعض الأساليب التى يمكن إستخدامها لمحاربه الأفكار المنحرفة . بداية يجب أن نعترف بأن كل منا مسئول عن نشر الأفكار الضالة سواء بقصد أو بدون ، يجب أن نعترف أيضا بالتقصير فى حق الله أولا ثم فى حق أنفسنا وأبنائنا و مجتمعنا ككل ، فالبعد يا سادة عن الطريق الوسطى السليم الذى فرضه الله لنا حتماً سيودى بنا إلى ضلال يتبعه ضلال ، و أما التقصير فى حق أنفسنا يأتى مع بداية الأنسياق وراء الأفكار المشكوك فى صحتها و بالتالى قد نقع فى المحظور ، أما عن التقصير فى حق أبنائنا فيعنى عدم القدرة على التربية و النشئ السليم . و قبل أن نذكر طرقاً لمحاربة التطرف الفكرى دعونا نذكر بعض الطرق للوقاية منه . - فلنبدأ أولا بالأحتضان الأسرى : كثيراً ممن ألقوا أنفسهم فى أحضان الإرهاب كانوا لا يتمتعون بالجو الأسرى الذى يتعلم فيه الطفل منذ نعومة أظافره الحكمة و الإنضباط فى الفكرالمتعقل من الأب و العاطفة الممزوجة بالوسطية من الأم ، فإن لم يشعر الطفل بإحتضان الإسرة له فقد تقودة الظروف للبحث عنه فى مكان أخر بعيدا عن البيت و بالتالى قد ينجرف وراء أشخاص لهم بعض الأفكار المعادية للمجتمع . - محاربة الجهل : و الجهل هنا يعنى الجهل بالدين ثم الجهل بالعلوم و الأنسانية ، فالجهل يا سادة هو من أهم الدوافع للوصول إلى أفكار هدامة لذلك يجب علينا أن نربى أبنائنا بإسلوب دينى يمزج ما بين الوسطية و التحضر و أن نضع الثقافة و العلوم نصب أعيننا فى التربية . - محاربة البطالة : فللأسف أصبح البعض من الشباب يسعى إلى كسب المال مهما كان مصدرة حتى و إن كلفه الأمر أن يسفك دماً ، لذلك يجب على الدولة أن تستفيد من طاقات الشباب و توجيهها إلى مجال يخدم الدولة بدلاً من هدرها أو إستغلالها لهدم المجتمع . أما عن طرق محاربة التطرف سنذكر منها البعض كالأتى :- - الحروب العسكرية ضد المتطرفين : فى بعض الأحيان يستلزم الأمر تدخلاً عسكرياً للقضاء على حاملى السلاح فى وجة الشعوب و قد يحقق المجتمع إنتصاراً مؤقت لبعض الوقت على هؤلاء المنحرفين . - الحروب الفكرية و الثقافية : هى أكثر تأثيراً من الحروب العسكرية فى القضاء على الفكر المتطرف خصوصاً على المدى الطويل و لكن تحتاج بذل الكثير من الجهود كى تصل الفكرة إلى جميع طوائف . - الخطاب الإعلامى : على وسائل الأعلام عبء كبير فى تحسين الفكر و تثقيف المجتمعات و توعية الشباب و لكن كل هذا يحتاج إلى كفائة علمية و تأهيل مهنى على أعلى مستوى و أعتقد أننا فى الغالب نفتقد ذلك . - الخطاب الدينى : فالتخلف الدينى أحد الأسباب الرئيسية للإنحراف الفكرى ولذلك يجب على علماء الدين تصحيح الخطاب الدينى ليتناسب مع قضايا الحقبة الزمينة الحالية ليصبح أكثر تأثيراً فى المجتمع . - الخطاب السياسى : على رجال السياسة و المتسيسين أن يعلمواً جيداً أن خطاباتهم إلى الشعوب لها مداها الواسع و تأثيرها الكبير على الكثير من شرائح المجتمع خصوصاً شريحة العامة ، و بالطبع لا يجب أن يحتوى الخطاب السياسى على لغه كراهة أو تعنيف بل على العكس يجب أن يحاول السياسى أن يسيس الأمور قدر المستطاع حتى يخلق مناخ صالح لتوحيد الصف حول فكرة الوسطية فى التعامل السياسى و نبذ العنف من أى جهة كانت . و الجدير بالذكر يا سادة أن الكثير من المجتمعات سنظل نتسائل كثيراً و كثيراً عن أسباب الظاهرة و تضع لذلك حلولاً عديدة لكنها تسير فى التطبيق بسرعة السلحفاء بينما يهرول الإرهاب الفكرى نحو المجتمعات بسرعة الصاروخ .