أكد علماء الدين أن الأسرة هى الأساس فى حماية الأبناء من الفكر المتطرف الضال، وطالبوا بضرورة توفير المناخ الملائم للحوار بين الآباء والأبناء والحفاظ عليهم بغرس الوازع الدينى والوطنى فى نفوسهم, ونزع التطرف والانحراف الفكرى من أفئدتهم. من قال الدكتور احمد عمر هاشم، عضو هيئه كبار العلماء، أن المسئولية فى حماية الشباب والأبناء من الفكر الضال تقع على الأسرة كونها البيئة الأولى فى رعاية الأبناء وعملية التنشئة التى تعتبر مهمتها الأساسية. وأن مسئولية الأسرة الأولى هى تربية الذرية, ورعايتها رعاية تنعدم معها سيادة الأفكار غير السوية على عقول وأفئدة أفرادها, باعتبار أن ذلك من حقوق الذرية على آبائهم, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته, فالرجل راع فى بيته ومسئول عن رعيته, والمرأة راعية فى بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها. وطالب بضرورة خلق جو دافئ من الحوار بين الأبناء والإباء حتى تتوفر البيئة الصالحة لتصويب الخطأ ونصحهم بانتقاء الصحبة المناسبة مع التأكيد على حرية اختيار الأصدقاء وألا يسبب ذلك أى ضرر للأسرة. وتفعيل دور المؤسسات المعنية بحماية الأبناء من الفكر الضال منوها إلى أنه لابد أن يكون هناك عدد أكبر من هذه المؤسسات فى ظل وجود عدد من الآباء الذين لا يجيدون التصرف فى مثل هذه الحالات. من جانبه قال الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن السلف كانوا يربون أولادهم تربية فاضلة, حتى لقد كانوا يراقبون أداءهم للعبادة فضلا عن مراقبتهم لسلوكهم, فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لابنته فاطمة: اعملي, فإنى لا أغنى عنك من الله شيئا, والأسرة لها دور كبير فى رعاية أفرادها, وغرس الوازع الدينى فى نفوسهم, ونزع التطرف والانحراف الفكرى من أفئدتهم, ومناقشتهم فى الأمور التى تمس حياتهم, ومشورتهم فيما يتخذ بشأن مستقبلهم, بحسبان أن ذلك كله ينشئ أسرة مترابطة, وباعتبار أن الأسرة نواة المجتمع الأولى, وبصلاحها ينصلح حاله, وبغير ذلك ينهار المجتمع ولا تقوم له قائمة, وهو ما تعانى منه كثير من المجتمعات الآن, نظرا لأن الأسر فيها تركت لذريتها الحبل على الغارب, وانهمكت فى جمع المال, وتوفير ماديات الحياة, فكان مصيرها ومصير المجتمع الذى تكون منها هو الانهيار. من جانبه قال الدكتور نبيل السمالوطي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، إن غياب التواصل بين الأسرة والمدرسة والجهات الأمنية يعتبر سببا رئيسيا فى عدم الكشف عن بعض الأبناء أصحاب الفكر الضال حيث إن مراقبة الآباء للبناء حسب العمر تعتبر النقطة الأولى فى حمايتهم من هذا الفكر المنحرف. كما يجب أن تكون هناك مؤسسات يلجأ إليها بعض الآباء لأخذ الاستشارات والنصائح التى تعينهم فى حماية أبنائهم من هذه الانحرافات وأكد أن مسألة التثقف وزيادة الوعى لدى الأبناء ليست محصورة على المدرسة فقط فهى قضية اجتماعية تدخل ضمنها جميع المؤسسات والجهات المعنية فى المجتمع والتى يجب أن يكون لها دور واضح وفعال. وأضاف: إن المؤسسات المعنية بحماية الشباب من الفكر الضال فى المجتمع قليلة ومحدودة ، حيث يقع على عاتق عدد من الجهات الحكومية مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة الشئون الاجتماعية مسئولية كبيرة فى هذا الجانب ، مؤكدا انه مازال هناك تقصير فى الجانب الفكرى من جميع المؤسسات فى المجتمع. وطالب الأب الذى يشعر أن لدى ابنه توجهات منحرفة فتح باب النقاش معه وتوضيح ما هو الصواب قبل فوات الأوان ولكن فى نفس الوقت ليس جميع الآباء قادرين على ذلك فلابد من أن يكون هناك مؤسسات ترعى وتستقبل هؤلاء الإباء وأبناءهم وللأسف أن مثل هذه المؤسسات محدودة وليست لها دور واضح حتى الآن. وشدد على ضرورة أن يكون جميع المواطنين فى البلاد على قدر كبير من الوعى والقدرة على التعرف على سلوك بعض الأشخاص الذين ينتمون للفئة الضالة من اجل إلا يستخدمهم مثل هؤلاء فى تمرير مخططاتهم.