«الزراعة» توافق على استيراد 145 ألف رأس عجول للذبيح الفوري والتربية والتسمين    «بن غفير» يطالب بتفجير غزة وتنفيذ اغتيالات مركزة (تفاصيل)    خمس سنوات عنوانها الصراع بعد صعود اليمين الأوروبي!    ظهور نادي مصري منافس.. مصدر يكشف لمصراوي آخر تطورات صفقة الأهلي المرتقبة    المفتي في ندوة الحج الكبرى بمكة المكرمة: «التيسير في الدين ينشأ عن رسوخٍ في العلم»    وجعي يخصني..سبب إخفاء لميس الحديدي إصابتها بالسرطان    ياسمين صبري تنشر جلسة تصوير جديدة من أثينا والجمهور يعلق (صور)    فوائد بالجملة لتناول اللحم الضاني في عيد الأضىحى 2024    «الصحة» تنظم برنامج تدريبي للإعلاميين حول تغطية الشؤون الصحية والعلمية    شركة تعلن نقل 4 سياح الى الفضاء، ما القصة؟    للتهنئة بعيد الأضحى.. رئيس جامعة بنها يستقبل وفد الكنيسة الأرثوذكسية    خروج مصطفى محمد، تغيير اضطراري ل منتخب مصر أمام غينيا بيساو    مصر تتربع على عرش جدول ميداليات البطولة الأفريقية للسلاح للكبار    المركزي: تراجع معدل التضخم الأساسي 4.7 % خلال مايو 2024    موعد محاكمة ميكانيكي متهم بقتل ابن لاعب سابق شهير بالزمالك    بالخطوات.. كيف تتابع مؤتمر أبل للمطورين WWDC 2024 اليوم    نائب رئيس غينيا الاستوائية يشيد بحجم إنجازات مصر في زمن قياسي    10 صور ترصد استطلاع محافظ الجيزة أراء المواطنين بالتخطيط المروري لمحور المريوطية فيصل    وسط حراسة مشددة، بدء التحضيرات لانطلاق العرض الخاص ل "أهل الكهف"    البنتاجون: الرصيف البحري المؤقت بغزة لم يستخدم خلال عملية استعادة المحتجزين    بالفيديو| كريم قاسم يروج لفيلم "ولاد رزق 3": "لازم الصغير يكبر"    ختام الموسم الثاني من مبادرة «طبلية مصر» بالمتحف القومي للحضارة المصرية    يعقبه ندوة نقاشية.. عرض ثان لفيلم "جحر الفئران" لمحمد السمان    أمين الفتوى يرد على شبهة «ذبح الأضاحى مخالف لحقوق الحيوان» (فيديو)    رشا كمال عن حكم صلاة المرأة العيد بالمساجد والساحات: يجوز والأولى بالمنزل    «المصريين الأحرار» يُشارك احتفالات الكنيسة بعيد الأنبا أبرآم بحضور البابا تواضروس    زيادة سعر دواء شهير لعلاج الجرب والهرش من 27 إلى 55 جنيها    سفر آخر أفواج حُجاج النقابة العامة للمهندسين    المرصد المصري للصحافة والإعلام يُطلق حملة تدوين في "يوم الصحفي المصري"    الرئيس الأوكراني يكشف حقيقة استيلاء روسيا على بلدة ريجيفكا    غدًا.. ولي عهد الكويت يتوجه إلى السعودية في زيارة رسمية    قافلة جامعة قناة السويس الطبية تفحص 115 مريضًا ب "أبو زنيمة"    "بايونيرز للتنمية" تحقق أرباح 1.17 مليار جنيه خلال الربع الأول من العام    ليونيل ميسي يشارك في فوز الأرجنتين على الإكوادور    جمع مليون جنيه في ساعتين.. إخلاء سبيل مدرس الجيولوجيا صاحب فيديو الدرس الخصوصي بصالة حسن مصطفى    وزارة الأوقاف: أحكام وصيغ التكبير في عيد الأضحى    مستشفيات جامعة أسوان يعلن خطة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    توفير فرص عمل ووحدات سكنية ل12 أسرة من الأولى بالرعاية في الشرقية    المنيا تعلن استمرار فتح باب التقدم في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية    اسكواش - مصطفى عسل يصعد للمركز الثاني عالميا.. ونور الطيب تتقدم ثلاثة مراكز    أفيجدرو لبيرمان يرفض الانضمام إلى حكومة نتنياهو    مفاجأة مثيرة في تحقيقات سفاح التجمع: مصدر ثقة وينظم حفلات مدرسية    تشكيل الحكومة الجديد.. 4 نواب في الوزارة الجديدة    الأوقاف: افتتاح 27 مسجدًا الجمعة القادمة| صور    مطلب برلماني بإعداد قانون خاص ينظم آليات استخدام الذكاء الاصطناعي    تاريخ فرض الحج: مقاربات فقهية وآراء متباينة    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    سرقا هاتفه وتعديا عليه بالضرب.. المشدد 3 سنوات لسائقين تسببا في إصابة شخص بالقليوبية    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من مجموعة جنوب إفريقيا للتنمية «SADC»    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي مهدد بالإيقاف لأربع سنوات حال إثبات مخالفته للقواعد    جالانت يتجاهل جانتس بعد استقالته من الحكومة.. ما رأي نتنياهو؟    مناسك (4).. يوم التروية والاستعداد لأداء ركن الحج الأعظم    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    محمد عبدالجليل يقيّم أداء منتخب مصر ويتوقع تعادله مع غينيا بيساو    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. سهيلة زين العابدين حماد : النساء أكثر حطب جهنّم في مناهجنا الدراسية!


د. سهيلة زين العابدين حماد
من أسباب نفور بعض شبابنا من الإسلام حرص خطابنا الديني بما فيه المناهج الدراسية الدينية النسبة إليه كل ما من شأنه التقليل من شأن المرأة عن طريق استدلالهم بأحاديث ضعيفة وموضوعة ومنكرة، فنجد مثلًا في مادة الحديث لثاني ثانوي بنات هذا الحديث:» حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ثم قام متوكئاً على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن فقال تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت: لمَ يا رسول الله قال لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير، قال فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن»[كتاب العيدين: صحيح مسلم] فالنساء أكثر حطب جهنّم لأنّهن يجحدن إحسان أزواجهن لهن لضعف عقولهن وقلة معرفتهن [ص 14]
فمعدو المنهج انتقوا هذا الحديث من كتاب العيديْن، وتركوا الحديث الوارد في نفس الباب:» عن جابر بن عبدالله. قال: سمعته يقول:إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قام يوم الفطر، فصلى، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة. ثم خطب الناس، فلما فرغ نبي الله صلى الله عليه وسلم نزل. وأتى النساء. فذكرهن. وهو يتوكأ على يد بلال. وبلال باسط ثوبه. يلقين النساء صدقة .قلت لعطاء: زكاة يوم الفطر؟ قال لا. ولكن صدقة يتصدقن بها حينئذ، تلقي المرأة فتخها، ويلقين ويلقين، قلت لعطاء: أحقًا على الإمام الآن أن يأتي النساء حين يفرغ فيذكرهن؟ قال: إي. لعمر! إنّ ذلك لحق عليهم. وما لهم لا يفعلون ذلك؟[حديث رقم 885).
فتركوا هذا الحديث، وانتقوا حديثًا ضعيفًاً، ويرجع ضعفه للأسباب التالية:
1. فيه عبد الملك بن أبي سليمان، صدوق له أوهام[ ابن حجر: تقريب التهذيب]
2. وجود حديث يناقض هذا الحديث في صحيح مسلم يبيّن أنّ النساء أكثر أهل الجنة: «عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ إِمَّا تَفَاخَرُوا وَإِمَّا تَذَاكَرُوا الرِّجَالُ فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ أَمْ النِّسَاءُ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَوَ لَمْ يَقُلْ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أَضْوَاء كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ اختصم الرجال والنساء أيّهم في الجنّة أكثر فَسَأَلُوا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّة)َ.[مسلم: حديث رقم(5062).
3.وجود أحاديث ضعيفة ومنكرة عن النساء أكثر أهل النّار، منها:
-»واطلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء.»[منكر– الألباني– ضعيف الترغيب – 1848]
-»اطلعت في الجنة؛ فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار؛ فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء» [منكر–الألباني – ضعيف الترغيب – 1892]
-»اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء».[ضعيف– الألباني– ضعيف الجامع– 911 ]
4.أحاديث موضوعة وضعيفة عن تكفير العشير، منها:
-» عن أنس بن مالك أنّ سلامة حاضنة إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، قالت يا رسول الله إنّك تبشر الرجال بكل خير، ولا تبشر النساء قال أصويحباتك دسسنك، قالت: أجل من أمرتني، قال: أما ترضى إحداكن أنّها إذا كانت حاملًا من زوجها، وهو عنها راض أنّ لها مثل أجر الصائم القائم في سبيل الله، فإن أصابها الطلق لم يعلم أهل السّماء والأرض ما أخفى الله لها من قرة أعين، فإذا وضعت لم يخرج منها جرعة من لبنها، ولم تمتص مصّة إلّا كان لها بكل جرعة، وبكل مصّة حسنة، فإن أسهر ليلة كان لها مثل سبعين رقبة تعتقهن في سبيل الله ،سلامة تدري لمن أعني بهذا؟ للمتعففات الصالحات المطيعات لأزواجهن اللاتي لا يكفرن العشير.» قال ابن حبّان عمرو بن سعيد الذي يروي هذا الحديث الموضوع عن أنس لا يحل ذكره إلّا على جهة الاختبار للخواص.[السيوطي: اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة.2/ 175]
-»إذا قالت المرأة لزوجها: ما رأيتُ منك خيرًا قط، فقد حبط عملها»[الألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة،( 1632)، ضعيف الجامع ( 612)، ومحمد بن طاهر بن القيسراني» المقدسي» ذخيرة الحفاظ المخرج على الحروف والألفاظ(ترتيب أحاديث الكامل في تراجم الضعفاء وعلل الحديث) 364، دار السلف، الرياض– السعودية، دار الدعوة– الهند، ط1، 1416ه‍‍- 1996م]
ولم يكتف بهذا معدو هذا المنهج، ففي صفحة(73)يقذفون بالنساء المستقلات بشؤون معيشتهن باتخاذ الأخدان؛ إذ جاء هذا النص:» وأدى استقلال النساء بمعيشتهن إلى إهمال شؤون ورعاية الأطفال، والتخلي عن تبعات الأسرة، واتخاذ الأخدان» وهذا القول شجع بعض الإخوة الاستيلاء على ميراث أخواتهم، واستيلاء بعض الأزواج على أموال ومرتبات زوجاتهم!
ولستُ أدري كيف يقول هذا القول معدو هذا المنهج ،وهم يعلمون أنّ الإسلام أعطى للمرأة ذمة مالية مستقلة، ولها أن تتصرّف في مالها كما تشاء، فلم يجعل الإسلام المرأة تحت تبعية الرجل ماليًا، أو اقتصاديًا، ويوجد ملايين النساء المستقلات اقتصاديًا، ومنهن يعلن أسرهن، فهل هؤلاء متخذات أخدان؟ وإن كان استقلال المرأة اقتصاديًا يجرها إلى اتخاذ الأخدان كيف منحها الشرع الإلهي هذا الاستقلال؟
لابد أن نفكر في أبعاد ودلالات ما نقوله قبل أن ندرسه لأولادنا.
كفى نساء الإسلام القذف بهن واتهامهن بالفساد والإفساد، ولابد من الضرب عليهن وتأديبهن من قبل الأزواج.
هذا الخطاب نفّر كثيراً من شبابنا ذكورًا وإناثًا من الإسلام، وكان من أسباب تسهيل تضليل من ألحد من هذا الشباب.
د. سهيلة زين العابدين حماد
باحثة ومفكرة وكاتبة سعودية بجريدة المدينة المنورة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.