كان السكون يغيم أجواء الغرفة ، أشعر بالملل ، أمسكت الريموت ابحث بين القنوات . قناة وراء الآخرة بلا توقف ، لم أجد فيلم أو حتى إعلان جذب انتباهي . أقدامي أخذتني للشرفة ، كانت الشمس علي وشك المغيب ، أصوات الأولاد في الشارع عالية . ... هذا يتبادل اللعب بكرته الصفراء ، وهذا يركب دراجته ويدور حول الأولاد . وهناك في البعيد مجموعة ، تدور بينهم حرب قوية ، حرب شنت من لعبة ، وتارة يشد ، وتارة يرخي ، وتارة تشتبك ، وتارة تنحل . صيحاتهم تعلو كلما تطايرت لبعيد ، أطفال لم يحملوا عبء الحياة ، أم نحن حياتنا كهذه الطائرة . نسمة هواء تدفعنا لبعيد ، ونسمة آخري تدفعها لتشابك مع نفسها . أحيانا ًأحسدها كثيرا ً ، تطير لبعيد ويتخلل الهواء جنبتاها ، ترفرف كعصفور طليق لا يعرف الحدود ، لكنها كلما طارت وأطلقت عنانها جذبها وسجنها في حدود لا يتخطها . وهكذا هي حياتنا طائرة ورق ، كلما أطلقنا العنان لحياتنا ، جذبتنا العادات والتقاليد أم المسئوليات ، وأحيانا ً آخري عقولنا من كثرة أنغمسها في الألم ، ترفض التحليق للحرية . لكن طائرتي انقطع حبلها ، رفرفت لأفق ، لسماء الحرية ، سماء السعادة ، سماء الأمان .. رفرفت لبعيد ..... بعيد ........ ...مشاهدة المزيد صور الحائط