طوال الأيام الماضية لم تهدأ تحركاتنا أو خطواتنا فى حزب شباب مصر.. ساعات طويلة قضيناها مع آلاف البسطاء.. بين محافظات الدقهلية والشرقية والإسكندرية.. داخل قراها ونجوعها وعزبها كانت خطواتنا.. آلاف التقيناهم.. اقتربنا منهم، كما فعلنا طوال السنوات الماضية.. أُدقق النظر فى هذه الوجوه السمراء.. أسأل النفس فى حيرة.. أين قيادات العمل الشعبى؟.. أين النواب الذين حصلوا على أصوات هؤلاء البسطاء؟.. مشاكل بسيطة.. وقضايا أبسط.. وجوه سمراء تخللها العرق.. ترى فيها أرضنا الفتية.. ترى فيها الوطن.. فى ذات الوقت الذى يُعانى فيها هؤلاء البسطاء من مشاكلهم الأبسط ولا يجدون من يساندهم نجد آلاف اللوحات التى يُعلن فيها بعض تجَّار السياسة أن الناس يعشقونهم ويعبدونهم.. يُقدِّسونهم .. ويصلون لهم صلوات عشر.. بل تجد بعض البلطجية يُساندون هؤلاء التجَّار، ومُستعدين للموت من أجل بعض الخبز المُسمّم الذى يُلقيه هؤلاء التجَّار أسفل أقدام بلطجيتهم دون أن يُدرك هؤلاء البلطجية أن الزمن يدور دورته وسيأتى من يُطيح بهؤلاء التجَّار ذات يوم، وسيكتشفون أن الزمن لم يُعد زمنهم.. خلال جولاتنا رأينا وشاهدنا أصحاب الملايين جاءوا إلى دوائرهم ليُلقوا على الغلابة ملايين الجنيهات ليحصلوا على المقعد مرة أخرى ويعودوا للقاهرة من حيث أتوا، باعتبار أن المقعد حق مُكتسب لهم اشتروه بملايينهم.. تجوَّلنا ودُرنا مع أهالينا.. وحذَّرنا الجميع من التجَّار الذين يُحاولوا إقناع الجميع بلافتات كاذبة بأن الجماهير تعشقهم.. وحذَّرنا من أصحاب الملايين الذين لا يعرفون من السياسة سوى الخمر والنساء والسيارات الفارهة التى تأتى الدوائر وتتعامل مع الغلابة من خلف زجاجات الويسكى والفودكا وفضائح أسوان وبواخر الدعارة.. وحذَّرنا من استمرار تجَّار السياسة وضحكهم عليهم بتحركات كاذبة.. أكتب لكم الآن من بين الغلابة الذين قضينا معهم أسابيع ماضية.. ونؤكد لكم أننا سوف نكون دائمًا وسط هؤلاء الغلابة.. لأننا جزء منهم.. وهم جزء منَّا.. فلم نتاجر بهم.. ولم نضحك عليهم.. بل قررنا أن نكون وسطهم ووهبنا حزب شباب مصر من أجل خدمتهم.. وقضاياهم البسيطة . جريدة شباب مصر الأسبوعية العدد 220 10 أغسطس 2010 م