أغمضت العين المتعبة من طول السهر.. انسدلت ستائر الظلام داخلى.. مددت اليد المعروقة من شدة الإرهاق فى أعماقى.. بحثت فى تلافيف الصدر عن بقايا شحوم.. ه ّ دنى البحث عنها فقد كان الجسد نحيفا وضعيفا جراء تعب الأيام الماضية ونسيانى فيها لتناول طعامى.. فمنذ أسابيع وأنا أستلقى على كنبة جلدية بمكتبى لأتمكن من متابعة أمور الحزب والجريدة.. بشق الأنفاس نجحت فى العثور على بعض منها.. وضعت فى بقايا الجسد بعضا من عروقى.. من بين مشاعر تحجرت مع سنوات قد خلت نجحت فى إشعال شمعة صغيرة وسط كلمات خطت أسفلها.. عام من العمر الهارب والسنين .. والطموح المجنون.. أكتشف أننى وحدى وسط مكتبى الذى لم أغادره منذ أيام طويلة دون أن أبرحه.. أكتشف أن عيد ميلاد حزب شباب مصر الأول جاء بعد ألف عام.. أتوجع بكل ما أوتيت من قوة.. وأهمس فى سرى.... ياااااااه ياربى... لقد أوجعتنى.. وأرهقتنى... الزملاء غرقوا فى متاعب العمل والشقاء والبحث عن الذات.. لم يتذكروا عيد ميلاد حزب شباب مصر الأول.. لهم الله.. لقد نسوا كل شئ.. حتى أنفسهم وهم يشيدون حلمنا الذى انتظرناه معا سنوات طويلة... أدير (الكاسيت) على موسيقى مونامور التى أعشقها بجنون.. أطفئ كل الأضواء من حولى.. أغمض عينى مرة أخرى.. وألقى بالجسد المتعب على ظهر المقعد... ترتفع درجة حرارتى دون أن أشعر... يدق قلبى - هذا المجنون - بعنف مرة أخرى.. أهمس فيه.. يا لك من وغد ألازلت بالحياة تدق؟ لقد تحجر بين ضلوعى منذ سنوات طويلة.. رحلة الطريق كانت مرهقة للغاية. **** يوم الثانى من يوليو عام 2005 م كان حكم القضاء العادل بإعلان قيام حزب شباب مصر وتأسيسه..فى مثل هذا اليوم من العام الماضى كان هناك خمسة أحزاب قد طعنت على قرار رفضها.. كل حزب جاء بفيلق من المحامين المدافعين عنه إلا نحن.. لم يكن معنا أحد سوى الله.. كلهم جميعا تم رفضهم.. نادوا على العبد لله باعتباره وكيلا للمؤسسين.. لم أكن موجودا فقد كنت على يقين أن حزب شباب مصر سيتم رفضه نهائيا بحكم المحكمة.. فنحن لم يكن معنا أحد من الكبار.. لم يكن معنا أموال تكفى لكى ننفق على فيلق من المحامين.. لم يكن معنا أحد سوى عشقنا لهذا الوطن.. وحبنا الكبير له.. لم نكن نملك أى شئ سوى إرادتنا وإرادة أبناء جيلنا الذى عانى من القهر طويلا أسفل قيادة عواجيز المعارضة الذين فلقونا بحكاية الديمقراطية وهى منهم بريئة.. **** الرحلة بدأت من هناك.. من قريتى الصغيرة السمارة التى تقبع داخل محافظة الدقهلية.. كان عمرى لحظتها عشرة أعوام عندما أمسكت بقلمى وخطت أول قصة كتبتها فى حياتى .. وداخلها نسجت الحلم المجنون.. هذا الحلم الذى نما مع دقات أولى للقلب الأشد جنونا.. أتذكر كل شئ كأنه حدث بالأمس فقط.. قلبى يدق وأنا لازلت فى العاشرة.. قلبى عشق فى ذلك العمر الصغير.. مع دقاته تطايرت الأوراق.. وتعملقت الأحلام.. رغم فشلى الدراسى.. وتلعثمى فى الكلمات إلا أن الحلم كان يكبر ويكبر.. تمرد العقل على الواقع.. فى السمارة كان عالمى فقيرا.. فى مشاعرى كان الحلم غنيا.. سنوات تلتها سنوات ونزحت إلى مدينة المنصورة.. شهد النيل كل الأحلام التى تمنيتها.. فى قصر ثقافة المنصورة على ضفاف النيل تحلقنا عشرات من الشباب.. كنا نحلم بأن نكون شيئا ذات قيمة.. فى قلب جامعة المنصورة اصطدم الحلم بالواقع.. الصور تتداخل رغما عنى بسرعة.. مظاهرات احتجاجا على رفض العمل السياسى داخل الجامعات.. المظاهرات تشتد.. الهراوات تهوى على الرؤس الضعيفة.. أفيق من الصدمة لأكتشف أنى محاصر بعشرات من جنود الأمن المركزى مع زملاء وزميلات.. تنام أجسادنا الفتية داخل أسوار باردة.. أخفى ألمى وما حدث عن عيون الجميع.. وأنجح فى إخفاء كل شئ عن عائلتى.. لكن الحلم يظل يكبر ويكبر داخل هذا الصدر المتعب دائما.. وأحمل الحلم داخل الأعماق وأرحل عن مصر التى أعشقها.. سنوات الغربة كانت طويلة لكنها حفرت داخل العقل والقلب الكثير من الخبرات.. هذا المجنون دائما داخلى يتمرد على كل شئ فى الأردن وأثناء رحلة الغربة والبحث عن الذات التقيت بعشرات من شباب فلسطين.. شاركتهم الكثير من المظاهرات وأخفيت بعضهم عن عيون الأمن الأردنى وعنهم كتبت عشرات الأقاصيص والمقالات.. والحكايات.. أعود بعد سنوات الغربة والترحال محملا بالكتب والأوراق.. ومشروعات كتب تحت الطبع.. يصادرونها رغما عنى على الحدود.. تظل السنوات تدور وتدور.. ألقى بنفسى داخل كثير من أحزاب المعارضة.. أكتشف أننى مع عشرات غيرى من الشباب قد تحولنا إلى طعام لحيوانات متوحشة يطلقون عليها كذبا وزورا وبهتانا مناضلين.. عرفت بعضهم يتراقص بحرفية أمام كاميرات الفضائيات وهم يصرخون بكلمات يتشدقون بها.. يحكون عن الوطن.. والوطنية.. يحكون عن أشياء كثيرة.. وعندما تختفى عدسات الكاميرات يختفون هم أيضا.. حيوانات امتصت دمانا وامتصت الحياة من صدر وطننا.. غيرى كانوا كثيريين.. امتصوا دمانا.. وامتصوا أحلامنا.. وتاجروا بنا.. رغم أننا كنا مستعدون للدفاع عن الفكرة حتى الموت.. لكننا اكتشفنا أنهم يدافعون عن الدولار الذى يتقاضونه من هناك.. من بلاد تعرفهم جيدا.. **** فى الزنزانة التقينا أنا وعشرات من شباب مصر.. أمنوا بهذا الوطن.. عشقوا هذا الوطن.. تغنوا به بصدق.. بعيدا عن المزايدات وبعيدا عن ردح تجار القنوات الفضائية.. فى المعتقل عرفت هذا الوطن.. عبدت هذا الوطن.. وخبرته وأدركته وداخلى احتضنته. غيرى كثيريين .. عشقوه هم أيضا.. لكن المصيبة أن أصحاب الياقات البيضاء من مناضلى القنوات الفضائية شوهوا كل شئ فى الوجود.. لكننا ورغما عنهم لازلنا نؤمن بهذا الوطن. **** ما هو المانع أن يشارك جيلنا فى صناعة القرار السياسى فى مصر؟ سؤال فجر ضحكات كثيرة.. ضحكوا جميعا حتى استلقوا على قفاهم.. سخروا ومصمصوا الشفاة وقلبوها إشفاقا على العبد لله الذى تجرأ وفكر وتصور أن الشباب من الممكن أن يشاركوا فى صناعة القرار السياسى فى مصر . كنا آنذاك فى ندوة عقدناها.. أسسنا منتدى يعبر عن جيلنا وعن أحلامه.. المنتدى كان يجلب قوات الأمن المركزى فى المكان الذى نعقد فيه ندواتنا .. ندواتنا أحدثت ضجة وردود أفعال كبرى فى القاهرة.. لكن هذا الوضع لم يعجبنى.. فقد كنت أختنق من الأسوار والحلم أكبر من كل الأسوار.. قلت لهم: يجب أن نخرج للنور والحياة السياسية.. يجب أن يشارك جيلنا فى مراكز صناعة القرار السياسى بنفسه بعيدا عن وصاية الكبار.. كنا أكثر من 300 شاب ه ّ دهم البحث عن الذات.. ولم يؤمن بالفكرة التى طرحتها سوى قليلين.. عشرات اللقاءات عقدناها فى نقابات المحامين والصحفيين والمقاهى.. لم يكن هناك مكان يستوعب أحلامنا.. قلت لهم: كل النجاحات الكبرى التى غيرت العالم بدأت بحلم صغير.. قلت لهم: أمامنا عدة خيارات.. إما أن يكون معنا أحد الكبار لكى يدعمنا بأمواله وعزوته وهنا لن يكون الحلم تعبيرا عن جيلنا.. أو نتوكل على الله ونعلن تأميم مشروع جيلنا ليصبح معبرا عنا بمصداقية وعلينا فى هذه الحالة أن نتحمل وزر مااقترفته أيدينا.. لأن المصاعب ستكون كبيرة جدا.. قررنا تأميم المشروع.. واجهتنا الصعوبات والتحديات..كل الأحزاب بلا استثناء لابد أن يكون خلفها أحد الكبار..كل الأحزاب بلا استثناء تعتمد على علاقات وكيل المؤسسين مع الكبار. كل الأحزاب اعتمدت على أموال يضخها أحد المؤسسين لدعم الفكرة. لم يكن معنا أحد سوى الله. لم يكن معنا أحد الكبار. لم تكن معنا الأموال. لم يكن معنا سوى الحلم والطموح وإيماننا بالفكرة. هاجمنا الكبار فى الصحف.. قالوا: إنه لا يوجد شخص واحد من بيننا معروف اسمه قلنا لهم فى تحد: نحن بداية المشروع والحلم الكبير.. قالوا: شوية عيال لا قيمة لهم! قلنا لهم: وهل هناك مانع أن يحاول الصغار؟! وضعنا برنامج حزب شباب مصر بشكل مختلف عن كل الأحزاب. انطلقنا من عصر ما بعد انفجار ثورة التكنولوجيا وقمنا بالتأصيل لمجتمع ما بعد صدام الحضارات.. قلنا: إن هذا العصر قادم ومعه تغيير مختلف وتقارب بين كل الحضارات.. عصر لم يعد هناك جدوى فيه من نفى الآخر ولابد من تقبله.. واحترام وجهة نظره.. **** انقلبت الدنيا رأسا على عقب.. ميدان التحرير تم إغلاقه تماما.. حالات الطوارئ أُعلنت.. فقد كان هناك وزراء الداخلية والعدل ومجلسا الشعب والشورى.. وعلى رأسهم الدكتور مصطفى كمال حلمى رئيس مجلس الشورى ورئيس لجنة شئون الأحزاب.. والعديد من المستشارين.. أما السبب فلأنهم سيناقشون العبد لله باعتباره وكيلا لمؤسسى حزب شباب مصر فى برنامج الحزب.. كانت التعليمات صارمة لابد من الحضور قبل الموعدة بساعة كاملة.. رفضت وحضرت قبل الموعد بدقائق قليلة مرتديا قميصا وبنطلونا.. كانت لدى رسالة فى حاجة إلى توصيلها إلى الجميع.. نحن جيل مختلف.. يحتاج إلى أن يحطم كل الرسميات والبروتوكولات.. يحتاج إلى أن يعبر عن نفسه بصدق.. بشكل بسيط وسلس بعيدا عن كل التعقيدات.. هيه يا سيد أحمد ما أهم ما يميز برنامج حزب شباب مصر؟ سؤال طرحه الدكتور مصطفى كمال حلمى رئيس لجنة شئون الأحزاب لحظتها.. قلت له: يا سيدى أنا أرى أن أهم ما يميز برنامج حزب شباب مصر أن هناك مجموعة من الشباب أغرتهم التجربة الديمقراطية فى مصر فقرروا المشاركة فى صناعة القرار السياسى فى مصر.. فنحن لسنا سوى مجموعة من الشباب القادمون من أعماق الفلاحين.. كلنا فقراء.. كلنا أولاد ناس بسيطة.. كلنا نحتاج إلى أن نعبر عن جيلنا بصدق بلا تعقيدات.. كلهم حدقوا النظر.. ثم..... كنا أسرع حزب تم رفضه... وكان لابد أن نكمل المشوار.. ودفعنا بأوراق الطعن للقضاء.. لكن كان لابد أن نستمر.. رغم قلة الإمكانيات.. وكان لابد أن يكون لنا صوتا يسمعه الجميع ليس فى مصر وحدها بل فى كل أنحاء العالم.. فأعلنا عن تأسيس جريدة شباب مصر الإلكترونية كأول جريدة إلكترونية يومية فى مصر.. الجريدة أثارت جدلا ليس فى مصر وحدها بل فى كل أنحاء العالم.. وأصبح العالم يسمع صوت الجيل الجديد فى مصر... السنوات مرت بحلوها ومرها.. **** فى الثانى من يوليو 2005 م كانت محطتنا التاريخية... رئيس المحكمة الإدارية العليا "دائرة الأحزاب" أعلن أحكاما قضائية عديدة من خلالها تم رفض أحزابا كثيرة.. نادى على العبد لله.. ولم أكن موجودا ولم يكن منا ثمة شخص موجود... ضحك الرجل بثقة وأعلن حكمه التاريخى العادل بقيام حزب شباب مصر كأغرب حكم صدر فى قضية لم يكن موجودا معها أحد... **** عواجيز المعارضة منذ الدقائق الأولى هاجمونا دون أن ينتظروا ليعملوا فكرهم فى هويتنا فالدكتور رفعت السعيد بحزب التجمع هاجمنا فى قناة الحرة وقال بالحرف الواحد: دول شوية عيال جايين بصفقة من تحت الترابيرة مع الحكومة. والعجوز الآخر ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصرى قال بالنص: شوية عيال داخلين لتشويه صورة الحياة الحزبية. أما الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد فقد قال بعجرفة: يعنى إيه حزب من الشباب؟ .. دا تهريج.. مع أن الوضع الطبيعى أن يعلنوا عن ترحيبهم بنا... ضحكت وأنا أتابع ردود الأفعال لحظتها.. وأدركت أن المهمة ليست سهلة. **** عقدنا عشرات المؤتمرات والندوات فى القرى والنجوع.. جلسنا على المصاطب وفى الغرف المغلقة وفى النوادى وفى المنازل مع الناس البسيطة.. استخدمنا خطابا مختلفا.. وشكلا جديدا فى التعامل مع الجماهير وكسرنا الحواجز بيننا وبينهم... **** العبد لله أثار حفيظة الكثير من رؤساء الأحزاب بطريقته فى التعامل... القميص والبنطلون فقط هما الزى الرسمى للعبد لله.. (البنطلون الجينز) فى أحيان كثيرة أرتديه.. لا رسميات.. لا بروتوكولات فى التعامل.. كل شئ ينبع من داخلك سهلا وسلسا... **** أسسنا لجنة التشاور والتضامن الحزبى مع عشرة أحزاب أخرى ومن داخلها تأسست الحكومة البديلة وبرلمان الأحزاب.. اللجنة أثارت جدلا ولغطا سياسيا وردود أفعال قوية.. لكننا شعرنا بأن فكرنا مختلفا.. رؤيتنا مختلفة.. وأن حلمنا على وشك أن يفلت من بين أيدينا فأعلنا عن انسحابنا من اللجنة إلى غير رجعة... **** فى أول أبريل من عام 2006 م الجارى أصدرنا جريدة شباب مصر لتعبر عن صوتنا وتعبر عن أحلامنا.. الجريدة تتبنى الفكر الهادئ والموضوعى بعيدا عن لغة الردح التى يتبناها بعض أحزاب المعارضة... **** يا إلهى.... مرهقة هى رحلة الطريق... لكن رغم كل شئ يبقى هناك كثيرا من الأشياء. يبقى الحلم كبيرا. يبقى الطموح أكبر. يبقى الله أكبر من الجميع. فهو صديقى الذى يحتضن كل الخطوات. صديقى الذى أثق فى أنه لن يتخلى عنى وعن كل الأصحاب. يبقى الآن ضوء الشمعة التى أوقدتها من داخلى.. تبقى رغم ضعف نورها قوية فى مواجهة الظلام وفى مواجهة عشاق الظلام.. فمهما أوتى بعضهم من قوة ستبقى تجربة شباب مصر هى الأقوى.. هى فكرة انطلقت من عقل شاب ريفى قادم من قرية صغيرة اسمها السمارة.. وسوف تستمر بفضل جهود أعزاء يحيطون بالفكرة من كل جانب.. انشغلوا حتى عن تذكر عيد ميلاد حزب شباب مصر لأنهم مهموميين بدعم الفكرة واستمرارها... سيبقى حزب شباب مصر تمردا على كل الرسميات وعلى كل البروتوكولات نفسها. ستبقى الفكرة نموذجا لكسر احتكار عواجيز المعارضة للحياة السياسية فى مصر.. سيبقى حزب شاب مصر نموذجا للأحزاب التى عشقت هذا الوطن بصدق.. وأحبته بصدق.. والوطن فى عينيها أكبر من كل الأحلام.. **** أتحسس وجهى.. أشعر بأن درجة حرارتى ارتفعت رغما عنى.. وأننى لازلت أحتفل بطفلى وحيدا.. وأن الشمعة من داخلى أصبحت بين يدى الآن.. وأن موسيقى مونامور لازالت تنساب.. تمتد يدى الآن لحظة كتابة هذه السطور إلى وجهى.. اكتشفت أن دموعا غزيرة سقطت رغما عنى.. ياااااه... لازالت مشاعرى داخلى.. لازال قلبى يدق.. لازال داخلى طفلا يحتاج إلى مشاعر امرأة ينتظرها داخله.. لازالت هناك حياة.. وهناك شمعة تضئ فى الظلام.. ولازال هناك شاب نحيل ضعيف يقطن بجوارى الآن اسمه أحمد عبد الهادى.. لم أعد وحيدا.. فالحلم يكبر.. وطفلى ينمو.. والفكرة خرجت للوجود... رباه.. أيها الصديق العزيز الذى أثق فيه.. متعب أنا صدقنى.. لكن ثقتى فيك كبيرة. أيها الصديق الحبيب.. لا تتخلى عنا.. فى هذه الرحلة.. إنك أنت خير صاحب وأنت الأبقى من كل الموجودات. إنك أنت يا صديقى نعم المولى ونعم الرفيق.. جريدة شباب مصر الأسبوعية العدد 14 4/7/2006م