سافر صديقى من بلاده البارده الى دفء مصر لقضاء اجازته وسبقته الى هناك واتفقنا أن نلتقى وجها لوجه , صوت وصورة , نحكى ونفضفض ولا نكتفى بكيف حالك وأخبارك وعامل اية , كلمات المحادثات النتيه والتليفونيه , الأيام الأخيره السابقه لاجازته كانت لى مرحلة مخاض , احثه بين الحين والاخر ليسرع بالمجى ء, بل وكثيرا ماأعنفه , ماذا ينتظر , وهو من يمتلك زمام أمر اجازته , كان يهدىء من روعى , يوافقنى الرأى أحيانا ومرة أخرى يقنعنى بأن الكثير قد فات ولم يبقى الا القليل ------------ أما تستطيعين التحمل قليلا ؟ لم تكن العلاقه بيننا واضحه المعالم , الى أى مبنى ستكون هل هى منزل عادى أم ثمة جرأة لتحويلها الى قصر , تركنا التفكير فى ذلك لحين يرى كلانا الاخر , وعدنا للاستمتاع بحقيبة التعارف العولمى , نقرأ مقالات كلانا ونعلق , نتقاسم قهوة الصباح تليفونيا وننعم , نأكل الفاكهه الطازجه وننتشى , أشتم روائح زهراته التى قال أنه يحملها لى كل خميس أثناء تسوقه واتخيل ألوانها , اندس بين زبائن مطعمه متابعة نظراته وحركات يديه , انتظره عند باب مسكنه حتى يطمئن عليه قلبى وأنام , يهاتفنى وسط واخر وذيل وصدر اليوم وكلما اراد , تحركنى عبارات عتابه عندما أتعمد عدم الرد عليه , فأسرع لاسترضائه بأجمل الرسائل, حجرا من أرض طيبه فجر ورودا بداخلى وزعت حتى على أعدائى جمالا , لم يكن مهمها أن افتح ايميلاته أو أرد على هاتفه أو أجلب أحدث رسائله , يكفينى فقط أن كل ذلك يحمل أسمه , وحين دق الرقم المصرى معلنا وجوده فى مصر , انقلب كل شىء , واقع وأرض وملموس , ------متى سنتقابل ؟ غدا , الان , ربما بعد يومين , أعدك. خوف غريب سيطر على , فصرت أتفوق على كل قناصى السلك الهوائى واللاهوائى فى المماطله للقاؤه . كيف سأقابله , ماذا سنقول وقد قلنا كل شىء , لماذا نتقابل , وماذا بعد؟ معركه رغم كل معاهدات السلام التى كنت فيها طرفا ثالثا محكما, جرت بين الجسد والنفس استمرت طول أيام بقاؤه فى مصر , أياما كثيره وقليله تعمدت الا أعدها , انتهت بأتصال من هاتفه البارد معلنا مغادرته مصر لتسرى فى نفسى مرة أخرى حرارة تمكننا من متابعة ما أرادوه لنا من تقزم و تعولم وحياه بضغطة " زر " . [email protected]