لمن ترفعون علامات النصر

يبدوا أن جمال وعلاء مبارك لم يفهموا الدرس جيداً ، ولم يتعلموا من التجربة المريرة التى يمرون بها هم ووالدهم وأفراد نظامهِ ، فإنكارهم التهم المنسوبة إليهم فى الجلسة الإولى لمحاكمتهم ، ثم خروجهم وهم مبتسمين تثير الشكوك ، و رفعهم علامات النصر بعد إنتهاء الجلسة الثانية تؤكد أنهم مازالوا يعيشون دور أولاد الرئيس كما كانوا قبل ثورة 25 يناير ، أو ربما أنهم فعلاً يعاملون كذلك داخل سجن طرة 0
ونفس الشئ فعله العادلى ورجاله منذ أيام ، إبتسامات داخل قفص الإتهام تستفز مشاعر من حضر الجلسات ومشاعر من يشاهد هذه الجلسات عبر الشاشات العملاقة خارج قاعة المحاكمة أو فى البيوت عبر التليفزيون المصرى 0
ومن الحق المصريين أن يعرفوا الآن وبكل شفافية كيف يعيش نجلى الرئيس مبارك داخل السجن ، وهل يعاملون مثلهم كمثل باقى المسجونين أم أنهم يتميزون بمعاملة أُخرى ، فالتقارير الدبلوماسية التى تخرج من داخل سجن طرة لم تعد تكفى لطمئنة المصريين خصوصاً بعد هذه الإبتسامات ، وخاصة بعد أن أدى أحد رجال الشرطة التحية لوزيرهِ السابق ( المسجون ) ، ومعاملة العادلى بحميمية شديدة بعد إنتهاء جلسة محاكمته قبل الماضية 0
الشائعات تسير كالنار فى الهشيم بين المصريين بخصوص هؤلاء المتهمين بالفساد والقتل ووصول البلد لما آلت إليهِ من وضع سئ ومتردى ، ومايطلبه الناس ليس بتعسف أو زيادة إزلال لهم ، كل مايطلبوه هو أن يجدوا مبارك ونجليه ورجال نظامه يعاملون كباقى المتهمين فى القضايا المشابهة ، فعدم وضع قيود حديدية بأيديهم يثير أكثر من علامة إستفهام ، ودخول مبارك القفص فى جلسة محاكمتهِ الثانية وهو لا يرتدى اللبس الأبيض مع أنه محبوس إحتياطياً على ذمة قضية قتل المتظاهرين هو أيضاً مخالف للقانون 0
وصدق رسول الله صلى الله وعليه وسلم حين قال { إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» [رواه البخاري]..
ولا نطلب إلا العدل والمساواة التى إفتقدناها لعقود ، فلم يدخل السجن طوال السنوات السابقة سوى الضعفاء والمغلوب على أمرهم ، وبعض ممن قدمتهم الحكومات السابقة ككربان لقضايا فساد فى عهد النظام السابق ، بينما هرب الكبار إلى الخارج بأموالهم ، ولم ينفذ عليهم أحكام القضاء ، كممدوح إسماعيل صاحب العبّارة الغارقة ( السلام 98) 0
نرجوا من المجلس العسكرى الذى نكن له كامل الإحترام والتقدير ولا نشك فى وطنيته أو دوره فى نجاح الثورة وإنقاذ سفينة مصر من الغرق فى بحر الفساد ، أن يساعدنا فى معرفة الحقائق كاملة ، وأن يطمئن قلوبنا أن رموز النظام الفاسد يأكلون ويشربون ويعيشون كما يعيش أى سجين عادى داخل سجن طرة ، حتى يتأكد الشعب أن عهد مبارك ورجاله قد إنتهى ولن يعود 0