أتجهت أنظار العالم كله يوم 3 أغسطس الماضى وقت محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك مع نجليه ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى ومساعدية فى تهم قتل المتظاهرين، وبالأمس كانت الجلسة الثانية لمحاكمة العادلى ومساعدية فى قضية قتل المتظاهرين والتى تم تأجيلها الى جلسة الخامس من سبتمبر، و اليوم شاهد الجميع مبارك ونجليه فى قفص الإتهام. ولخصوصية هذه الجلسات وأهميتها فهناك ترتيبات تتم لها ، خاصة المتهمين المحتجزين بسجن طرة ، فهل فكرت كيف يتم الإستعداد داخل السجن عند نقل هؤلاء المتهمين من السجن الى المحكمة؟ وهل الناس التى بداخل السجن يشاهدون هذه المحاكمات؟ أو يسمح لهم بالأساس بمشاهدتها؟ خاصة وأن بسجن طرة نزلاء سياسين يشعرون أنهم القوا بهم بالسجن بسبب ظلم النظام السابق، كل هذه الأسئلة اجابنا عليها " ع . أ " وهو أحد نزلاء سجن طرة والذى توصلنا إليه عن طريق شقيقته التى تزورة بشكل دائم ولم نفصح عن أسمه تلبية رغبته .... هل شاهدتم محاكمة مبارك ونجليه وحبيب العادلى ومساعدية فى الجلسة الأولى لهم يوم 3 أغسطس الماضى؟ نعم كل نزلاء السجن السياسيين والجنائيين شاهدوا المحاكمة، وقد أستيقظنا جميعا فى هذا اليوم من باكر حتى لايفوتنا إأي شئ ، وقد شاهدنا بالأمس محاكمة العادلى واليوم شاهدنا مبارك ونجليه للمرة الثانية فى قفص الإتهام . هل تسمح لكم إدارة السجن بمشاهدة المحاكمات وخاصة أن موعد إذاعتها يمكن أن يكون فى معاد غير المسموح لكم به بمشاهدة التلفزيون؟ يوم المحاكمة الأولى لمبارك ونجليه وحبيب العادلى ومساعديه سمحت لنا إدارة السجن بمشاهدة المحاكمة، بل سمحت للمساجين الذين يعملون بمصانع السجن فى هذا اليوم بعدم الذهاب الى المصانع والجلوس لمن يريد بمشاهدة المحاكمة. وهل هذا كان مبادرة من إدارة السجن أم طلب منكم؟ لا هذا كان بطلب من المساجين ، ووافقت عليه إدارة السجن. هل هناك أى إجراءات غير طبيعية تتم عند نقل المتهمين من السجن الى المحكمة؟ لا يوجد شئ غير هبوط طائرة تصطحبهم الى المحاكمة، ثم تعود بهم ليدخلوا زنازينهم مرة أخرى. ماذا كان شعوركم وأنتم تشاهدون مبارك وهو بقفص المحكمة؟ بالنسبة للمساجين الجنائيين كان هناك مؤيد لعرض المحاكمة والبعض الأخر رأى أن هذا لايليق.. أما بالنسبة لنا نحن المساجين السياسيين فشعرنا يومها أننا حصلنا على براءة أو عفو لما تجرعناه من ظلم من النظام السابق والتعذيب والإهانة التى كنا نلقاها فى أوقات التحقيق معنا فى أمن الدولة. هل هناك أى معاملة مميزة لرجال النظام السابق داخل السجن؟ طبعا هم معهم فلوس والذى يملك المال داخل السجن يكون " السيد " ، وهولاء يعيشون ملوكاً داخل السجن بأموالهم ، فخزانات المياة الخاصة بهم يتم ملؤها بالمياه المعدنية .. حتى مياه الإستحمام تأتي لهم من خارج السجن . وهل هذا مسموح لهم فقط أم يمكن لأى شخص يمتلك المال أن يفعل ذلك؟ كل شخص مقتدر ماديا يمكن أن يعيش مثلهم ، ونحن نشاهدهم قليلا .. فهم يفصل بيننا وبينهم سور، ولايتم الإحتكاك معهم فى أى شئ ، فمعظمهم قليلا مايخرجون من زنازينهم ، والذى دائما يتريض هو وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى. هل شعرتم أن هناك أى فرق في المعاملة داخل السجن بعد ثورة 25 يناير؟ طبعا المعاملة أفضل بعض الشئ، على الأقل عندما نغضب من شئ صوتنا الأن يصل الى الإدارة وتلبى جميع طلباتنا إذا كانت على حق، ولكن فى النهاية السجن سجن حتى لو كان فى قصر.