عندما كنت طفلة صغيرة كنت استغرب نجاح الحملات التبشيرية في افريقيا وهي الأقرب لنا حسب التاريخ والجغرافيا مع أن الله سبحانه وتعالى قد حباها بالموارد الطبيعية التي تستطيع بمساعدة الدول العربية والإسلامية النهوض بها . وحين كبرت بدات أتساءل عن سبب هذا النجاح رغم ان العالم العربي ملئ بالدعاة من كافة الأعمار وممن لهم خبرة في هذا المجال وبدات أتابع البرامج المعدة لعمليات الدعوة الإسلامية والحملات التبشيرية فكان الفرق شاسعا من حيث الداء. نحن العرب المسلمين حين يغادر الدعاة لأفريقيا ليس لديهم أي برنامج سوى الدعوة ... أي ان الهيئات الحكومية منها والخاص لا تاخذ بعين الإعتبار أن هؤلاء القوم بحاجة فعليا للمساعدة في بناء إنسان صحيح واضح المعالم فهو بالدرجة الأولى يفتقد الحياة الكريمة ولا أريد أن اطلق عليها الحياة الكريمة لنها مفقودة أو حتى حياة الكفاف لأن المسمى اكبر منها فهم أناس معدمون حتى العظم ... ورغم قسوة الطبيعة يموت الآلاف منهم سنويا جوعا وقهرا وكمدا . تلك البلاد الرائعة إذا أردنا ان نمد لها يد المساعدة علينا أن نوفر الطعام أولا كحاجة يومية ملحة وان تتكفل الدوائر العربية والإسلامية العام منها والخاص والميسورين الحال منهم ببناء المراكز الصحية والتعليمية والتثقيفية وأن يعاملوا كبشر لا كعبيد جياع أو أفواه جائعة. مع الأسف الشديد والشديد جدا أن الدول العربية وخاصة الخليجية بدل أن يكون لها مليارات من الفائض كالسعودية والكويت وقطر أن تلقي القليل لهولاء الجياع وقد صعقت كثيرا عندما قرات ان فائض ميزانية المملكة العربية السعودية هو 180 مليار ريال بينما الكويت فاق 90 مليار ريال اما دولة قطر فالفائض مقارنة مع عدد السكان الذين لا يتجاوزون 350 ألف فالفائض خرافي وهو 73مليار ريال وهذه إحصائيات عام 2008 لو القيت هذه المليارات الفائضة في أفريقيا التي تموت تحت الجوع يضاف إليها المساعدات والتبرعات من أهل الخير هل ستبقى أفريقيا جائعة وهل سنجد هناك من الآباء والمهات يعيشون ليتجرعوا مرارة موت ابنائهم أمام أعينهم إن نجاح الحملات التبشيرية تتابعها سلطات عليا مدعومة من دول وأفراد وشخصيات ... حملات تبشيرية تواكب مع بناء المراكز الصحية ودور التعليم يضاف إلى ذلك تعليم الدين .. أما نحن فنعلمهم القرآن الكريم تحت عشش ومسقفات ونطلب منهم ان يؤمنوا ... كان من الأجدر أن الدول العربية والإسلامية بأن تدعو لمؤتمر من أجل إنقاذ إفريقيا لا إيطاليا التي تدعو ... مع الأسف الشديد حتى في هذا الفشل يلاحقنا ... لك الله يا أفريقيا ايتها اللؤلؤة السوداء