انتابتني حالة من الحزن والأسى لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية بمصر كوني مواطن وعامل مصري يحزن ويغارعندما يلحق أي مكروه ببلده ، فقد ينتابنا جميعاً كمصرين شعور الانكسار الاقتصادي في الفترة الراهنة من جراء تأثر الاقتصاد المصري من النهب والسرقة ، وتوقف حركة الشراء والبيع منذ اندلاع ثورة 25 يناير والتي اعادة للمصرين العزة والكرامة من جديد منذ فقدناها علي يد النظام السابق ، ولكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فبعد ما هدمت رياح الفساد أكواخ الالاف الأسر المصرية والتي تضررت من توقف السياحة والعديد من الأعمال الموسمية ، استطاعت أيضا أن تهب الرياح علي العاملين بالدولة كما عودتهم في مطلع كل عام مالي جديد بمساعدة "المتر جو" عميل النظام السابق وقتئذ والتي لم يسلم من يده السوداء مال العاملين المطحونين المودعة بالتأمينات والتي أمر بضمها لوزارته حتي يصنع من عجينتها "تورتة الشيكولاته" وتقديمها بالشموع الملونة بمناسبة العام المالي الجديد حتي تهل البسمة علي وجه الرئيس المخلوع بعدما يتم الاتفاق علي تقديم المسلسل الدرامي لكل عام ومزايدة الرئيس علي المتر جو في زيادة إقرار العلاوة ومن ثم سرعان ما تزف الصحف القومية البشري للعاملين بالدولة ، وللآسف الشديد مازال العامل المصري حتي لحظتنا هذه هو الوحيد الذي يتحمل العجز المالي للمنظمة التي يعمل بها من جهة ومن الدولة التي يعمل تحت لوائها من جهة أخري، الي ان وصل عجز الموازنة الجديدة للدولة ذروته ليصبح 134 مليار جنيه مطلع يوليو الحالي بعدما اعتمد المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة للعام المالي 2011-2012 بعد تعديلها وموافقة مجلس الوزراء عليها ، والتي بلغت مصروفاتها الي 491 مليار جنيه مقابل 515 مليار جنيه قبل تعديلها بزيادة قدرها 15 % علي المتوقع ، حسبما أشارت أحد الصحف المشهود لها بالمصداقية والتي نقلت خبر مخجل لاي مواطن ،عن وزير المالية سمير رضوان أثناء مرافقته للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء في جولته الخليجية "أن مصر قادرة علي الاستمرار دون دعم البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي لمدة لا تقل عن عام "لكن بمساعدة من البلدان العربية " فهل لمصر أن تنتظر من الدول العربية مساعدات في حين أن لديها الملايين من المليارات المهربة خارج البلاد من الممكن أن ترد ، وهي في أشد الحاجة لكل مليم سرق من جهد وعرق المواطنين الأحرار ، هذا مع تسجيل كل التقدير والاحترام للوحدة العربية والتي افسد جزء منها النظام السابق لحساب الدول العظمي حتي لا تقفل عنه المنح التي لم يسعدها الحظ للمكوث ولو بضعة لحظات بخزينة الدولة المنهوبة من النظام الرئاسي الغاشم ، وكل عام مالي وموظفين مصر بخير .