ّ كعادة المتسلقين والمشتاقين للتقرب من السلطان يطلقون لأنفسهم العنان لإختراع واستحداث وتكرار وسائل النفاق التاريخية ظناً منهم أن أمل واحتياجات الشعب الملحة والحتمية تُنسيه ما فُعل به سابقا سواء عن طريق الكذب أو بيع الوهم أو السرقة والنهب أو الفساد أو التضليل، إنما فى حقيقة الأمر فإن هذا الشعب يتناسى ولا ينسى والفرق بينهما كبير معناً وعمقاً وأثراً ورد فعل، وها نحن نُعيد ونكرر نفس السيناريوهات السابقة بالشعارات التى تُمنى الشعب بزوال الغُمة وقرب مجئ الفرج، "ضربة معلم" هذا شعار أُشتهر به رجالات عصر جمال عبد الناصر وكانوا يرددونه كلما أخذ قرار بصرف النظر عن وزنه وأهميته أو صوابه من خطأه حتى استيقظ هو على نكسة 5 يونيو 1967 ولمن لم يُعاصرها فليرجع الى التاريخ والى أجداده، وإذا بالصحف تُعيد الكَرة وتنشر فى صدر صفحاتها الاولى مانشتات رئيسية ليتها تحمل حتى نفس المعانى ولكنها تحمل نفس الكلمات بعينها "ضربة معلم" ويا ليتها اكتفت ولكنها صالت وجالت وتوسعت وأضافت ما أضافته من مقارنات لتتقرب الى السلطة ويا ليتها كان الأمر يقف تأثيره عند فاعله ولكن كما قال الامام أحمد ابن حنبل "ذلة العالِم عَالم" بقصد أن لكلٍ تأثيره حسب وزنه وللأسف فإن أغلب الشعب المصرى يستمد ثقافته من الإعلام لأنه كالغريق الذى يتعلق بقشة، وتوسع الاعلام ونشر صور للمقارنة بغرض التعظيم والتشبيه والتملق عند تدشين بدء حفر وصلة القناة الجديدة أحدهما للرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى والأُخرى للرئيس الراحل جمال عبد الناصر عند تأميمه لقناة السويس عام 1964 وتمادى هذا الاعلام المُضلل وقام بنشر نفس صورة تدشين بدء حفر وصلة القناة الجديدة بالمقارنة بصورة للخديو اسماعيل مع الملكة أُجينى ملكة فرنسا وسائر الملوك والمدعوين عام 1869 أثناء حفل افتتاح قناة السويس، أليس هذا درب من دروب الشيطان لصناعة الآلهة، أليس هذا تضليل وكذب على الشعب، لماذا لا يتم وضع الأمور فى نصابها وحجمها الطبيعى، أنا هنا لا أُناقش بالطبع أهمية هذا المشروع أو جدواه الاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية إنما فقط أقول وأُحذر من نتائج السير فى دروب الشيطان وكفاكم تطبيلاً وزمراً واحذروا غضبة الشعب، إنها رسالة الى الضمير إن كان هناك ضمير، والى المسئول، فكلكم راعىٍ وكلكم مسئول عن رعيته، ولاتنسوا أو تتناسوا يوم المشهد الأعظم، يوم لا ينفع مال ولاجاه ولا سلطان، فاتقوا الله إن كنتم تعرفونه.. محمد فاروق يسّ عضو المجلس المصرى للشئون الاقتصادية [email protected]