باتا (غينيا الاستوائية) (ا ف ب) - بلغ المنتخب الزامبي الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 16 عاما بعدما أذل مجددا نظيره السوداني 3-صفر السبت في باتا في الدور ربع النهائي لكأس الأمم الإفريقية 2012 لكرة القدم التي تستضيفها غينيا الاستوائية مشاركة مع الغابون حتى 12 شباط/فبراير. وسجل ستوبيلا سونزو (15) وكريستوفر كاتونغو (66) وجيمس تشامانغا (86) الأهداف. وتلتقي زامبيا في الدور نصف النهائي الأربعاء المقبل في باتا مع غانا أو تونس اللتين تلتقيان غدا الأحد في فرانسفيل. وهي المرة الأولى التي تبلغ فيها زامبيا دور الأربعة منذ 16 عاما وتحديدا منذ خسارتها أمام تونس 2-4 في نسخة جنوب إفريقيا عام 1996 عندما حلت ثالثة، والسادسة في تاريخها بعد أعوام 1974 (وصيفة) و1982 (ثالثة) و1990 (ثالثة) و1994 (وصيفة). ومنذ الخسارة أمام تونس عام 1996، منيت زامبيا بفشل ذريع في العرس القاري وودعت النهائيات من الدور الأول في 5 نسخ متتالية قبل أن يعيدها مدربها الفرنسي هيرفيه رينار إلى خانة الكبار بقيادتها إلى ربع النهائي في النسخة الأخيرة في انغولا، وهي عوضت اليوم خيبة أملها عندما حرمتها ركلات الترجيح من تخطي دور الثمانية أمام نيجيريا قبل عامين. وتلهث زامبيا وراء إحراز اللقب القاري للمرة الأولى في تاريخها لإهدائه إلى روح ضحايا الكارثة الجوية التي أدت إلى مصرع جميع لاعبي منتخب بلادها عام 1993 باستثناء نجمهم السابق رئيس الاتحاد المحلي كالوشا بواليا الذي لم يكن في الطائرة لتأخر التحاقه بمنتخب بلاده بسبب مباراة لفريقه وقتها ايندهوفن الهولندي. وجددت زامبيا تفوقها على السودان بعدما كانت سحقته بثلاثية نظيفة ايضا قبل 4 اعوام وتحديدا في الدور الاول لنسخة 2008 تناوب على تسجيلها جيمس تشامانغا (3) وجاكوب مولينغا (51) وفيليكس كاتونغو (59). وهو الفوز الخامس لزامبيا على السودان في 10 مباريات جمعت بين المنتخبين حتى الآن مقابل ثلاث هزائم وتعادلين. في المقابل، توقف مشوار المنتخب السوداني عند انجازه التاريخي المتمثل في بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى منذ تتويجه باللقب عام 1970، وفشل في بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 42 عاما. ووقف المنتخبان دقيقة صمت تكريما لضحايا كارثة ملعب بور سعيد التي أودت بحياة 75 مشجعا عقب مباراة المصري البور سعيدي والأهلي ضمن الدوري المحلي الأربعاء الماضي، كما حمل لاعبو السودان شارة سوداء للسبب ذاته. وأجرى مدرب السودان محمد عبد الله "مازدا" تبديلا واحدا على التشكيلة التي تغلبت على بوركينا فاسو 2-1 في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية، حيث غاب المدافع نجم الدين عبد الله بسبب الإصابة التي تعرض لها مطلع المباراة ذاتها ودخل مكانه مصعب عمر. في المقابل لم يجر مدرب زامبيا الفرنسي هيرفيه رينار أي تبديل على التشكيلة التي كانت تغلبت على غينيا الاستوائية 1-صفر. وكانت زامبيا الطرف الأخطر في بداية المباراة مستغلة حذر السودانيين الذين تراجعوا إلى منطقتهم بانتظار مرور فترة جس النبض لكنهم دفعوا الثمن باستقبال شباكهم لهدف مبكر. وتحسن أداء السودان مطلع الشوط الثاني وبحث لاعبوه بجدية عن التعادل مستغلين تكتل لاعبي زامبيا في خطي الوسط والدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة، لكنهم دفعوا ثمن خطأ جسيم للمدافع سيف الدين علي الذي تسبب في ركلة جزاء في الدقيقة 66 طرد على أثرها ليكمل منتخب بلاده المباراة بعشرة لاعبين ما شكل عائقا كبيرا في العودة في النتيجة، بل أن شباكهم استقبلت هدفا ثالثا. كما أن المدرب مازدا اجبر على القيام بثلاث تبديلات اضطرارية بسبب تعرض المدافع علاء الدين يوسف ولاعب الوسط نزار حامد إلى الإصابة فدفع بأمير كمال (30) ورمضان عجب (41) مكانهما، وللدفع ببدر الدين الدود عقب طرد سيف الدين علي حيث ضحى بالقائد هيثم مصطفى. وكانت أول واخطر فرصة لزامبيا وتحديدا في الدقيقة الخامسة عندما سدد تشيسامبا لونغو كرة قوية من خارج المنطقة بين يدي الحارس أكرم الهادي الذي خرج في توقيت مناسب لقطع انفراد للاعب مفسه بعد 3 دقائق (8). وأنقذ الهادي مرماه من هدف محقق بإبعاده تسديدة قوية لايمانويل مايوكا من داخل المنطقة (14). وأثمر الضغط الزامبي هدف السبق اثر ركلة حرة جانبية من الجهة اليسرى انبرى لها الاختصاصي رينفورد كالابا وتابعها المدافع العملاق سونزو برأسه من مسافة قريبة داخل المرمى (15). وهو الهدف الدولي الثالث لسونزو في 29 مباراة دولية. وكاد لونغو يضيف الهدف الثاني لزامبيا اثر تلقيه كرة من القائد كريستوفر كاتونغو داخل المنطقة فسددها قوية زاحفة تصدى لها الهادي (18). وانتظر السودان الدقيقة 20 لتهديد مرمى زامبيا بشكل جدي وكاد محمد احمد بشير يدرك التعادل عندما تهيأت امامه كرة خاطئة عند حافة المنطقة فسددها بقوة تصدى لها الحارس الزامبي كينيدي مويني على دفعتين (20). وكاد لونغو يضيف الهدف الثاني من تسديدة قوية من خارج المنطقة أبعدها الحارس الهادي إلى ركنية (35). وجرب المدافع خليفة احمد حظه مطلع الشوط الثاني بتسديدة من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الأيمن (52)، وأخرى لمدثر الطيب كاريكا من خارج المنطقة بيد أن الحارس مويني كان في المكان المناسب (56). وتلقى المنتخب السوداني ضربة موجعة بطرد مدافعه سيف الدين علي لتلقيه الإنذار الثاني اثر عرقلته للمهاجم كالابا داخل المنطقة فاحتسب الحكم الغامبي باكاري بابا غاساما ركلة جزاء انبرى لها القائد كاتونغو فتصدى لها الحارس الهادي لكنها ارتدت إلى كاتوغنو الذي تابعها داخل المرمى (66). وهو الهدف الثالث لكاتونغو في البطولة فلحق بصدارة لائحة الهدافين الى جانب المغربي الحسين خرجة والانغولي مانوشو والغابوني بيار-ايميريك اوباميانغ. كما هو الهدف السادس عشر لكاتونغو مع منتخب بلاده. وختم تشامانغا، بديل مايوكا، المهرجان بهدف ثالث من تسديدة رائعة من حافة المنطقة اسكنها على يسار الحارس الهادي (86