أعلن ستيفن كافاناف نائب مفتش الشرطة فى العاصمة البريطانية لندن أن الشرطة تنظر حاليا استخدام الأعيرة البلاستيكية ضد مثيرى الشغب فى العاصمة للمرة الأولى من نوعها. ونسبت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية مساء اليوم عبر موقعها الإلكترونى إلى كافاناف قوله إن استخدام أى تكتيك سيتم النظر فيه بعناية. وقد أحجمت الشرطة فى لندن عن استخدام أسلحة نارية أو أسلحة للتحكم فى مثيرى الشغب واحتوائهم على مدار الأيام الثلاثة الماضية لكنها توصلت إلى ضرورة استخدام إجراءات أشد قسوة لإخماد المظاهرات. وقد اقترح عضو البرلمان ديفيد لامى تعليق خدمة "الماسنجر" على هواتف "بلاك بيرى" التى يستخدمها المتظاهرين لتنظيم مظاهراتهم. وتم نشر حوالى 60 % من اجمالى قوة الشرطة فى المملكة المتحدة فى لندن وهو رقم قياسى حيث سينتشر حوالى 16 الف فرد من أفراد الشرطة فى العاصمة على مدار الأربع وعشرين ساعة القادمة. واعتقل المئات من المتظاهرين الليلة الماضية بعد أعمال عنف ونهب و تخريب فى جميع أنحاء لندن. وقالت الشرطة إن مجموعات من الشبان أشعلوا النار في متجر للتجزئة وحطموا واجهات متاجر أخرى واشتبكوا مع الشرطة في وسط مانشستر بشمال غرب انجلترا اليوم الثلاثاء مع استمرار اتساع نطاق أعمال الشغب التي شهدتها لندن في الأيام الأخيرة إلى شتى أنحاء البلاد. وقال متحدث باسم شرطة منطقة مانشستر الكبرى "يمكنني أن أؤكد أن النار تشتعل في متجر وطاردت شرطة مكافحة الشغب 200 شاب تجمعوا في وسط المدينة وفرقتهم. واعتقل سبعة أشخاص حتى الآن." وقال المتحدث أيضا أن مبنى في سالفورد القريبة في منطقة مانشستر الكبرى اشتعلت فيه النار أيضا جماعات من الشبان. وظهر أفراد من شرطة مكافحة الشغب في لقطات لهيئة الإذاعة البريطانية يقفون على مقربة من سيارة مقلوبة تحترق في سالفورد من جانبها اعتبرت مجلة "تايم" الأمريكية أن الحرائق الناجمة عن أعمال الشغب التى بدأت فى حى توتنهام بشمال لندن والذى يعد سكانه من الطبقة العاملة ويعتبر حى متعدد الأعراق يوم السبت الماضى حرائق ذات كثافة لم تشهدها العاصمة البريطانية لندن منذ الحرب العالمية الثانية. وأضافت المجلة فى سياق تقرير بثته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكترونى- أنه خلال ثلاثة أيام لم تكن مدن ليفربول ومانشستر وبرمنجهام بعيدة عن أزمة لندن لتتحول إلى أزمة فى جميع أنحاء البلاد. وقالت المجلة "إن السكان المحليين أعربوا عن مخاوفهم بسبب ما يرونه على أنه رد متكاسل من الشرطة"..وفى ظل غياب رد أكثر قوة من الشرطة ظهر المخربون فى أحدى لقطات الفيديو وكأنهم يتخيرون أى متجر من المتاجر المتعددة أمامهم يريدون سرقتها. ونوهت المجلة إلى أنه فى حى كرويدون أخذت النيران تشتعل أكثر فأكثر فى متجر للأثاث وكان المواطنون يشاهدونها عبر شاشات التليفزيون إلا أن فرق الإطفاء جاءت متأخرة حيث رأت الشرطة أنها لن تستطيع تأمينهم. واعتبرت المجلة أن وزيرة الداخلية البريطانية تريزيا ماى التى قطعت إجازتها الصيفية التى كانت تمضيها فى سويسرا للتعامل مع الأزمة, قد استبعدت إرسال الجيش إلى الشوارع ونشر مدافع المياه لتفريق الجماهير هو بسبب أنها تتذكر جيدا دون شك الإنتقادات التى لاتزال قائمة فيما يخص رد الشرطة على المحتجين خلال احتجاجات قمة مجموعة ال- 20 فى عام 2009. وأشارت المجلة إلى أن المحكمة العليا البريطانية كانت قد قضت فى شهر إبريل من العام الحالى بأن شرطة سكوتلانديارد خرقت القانون عندما أحاطت وطوقت جماهير كبيرة من المحتجين من بينهم أشخاص لم يكونوا يستخدمون العنف لفترات طويلة من الوقت. وأوضحت المجلة أن ضابط شرطة سيواجه المحاكمة فى شهر أكتوبر المقبل بعد أن مات المحتج إيان توملينسون الذى يدعى أن الشرطى دفعه إلى الأرض وهو ما أدى إلى وفاته. وقالت المجلة إنه فى الوقت الذى تتسع فيه دائرة العنف متجاوزة لندن ستواجه ماى ضغطا متزايدا لإستخدام مدافع المياه إلا أنها أشارت إلى أنه حتى بدون هذه المدافع يبدو أن رد الشرطة سيكون أكثر قوة.