عثر رجال خفر السواحل الإيطاليين على جثث 25 رجلا على متن قارب كان مكتظا بلاجئين أفارقة كانوا فارّين من ليبيا. وكان القارب المكتظ باللاجئين قد رسا على شواطئ جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا وعلى متنه 271 من الناجين وفق ماذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، بينما أكتشفت 25 جثة في غرفة محركات القارب وبدا أنهم ماتوا إختناقا وفق مايقول مسؤولون إيطاليون. وكانت الجزيرة الإيطالية قد شهدت تدفق آلاف من اللاجئين إليها من منطقة شمال إفريقيا خلال الأشهر الأخيرة. وقد صعد رجال خفر السواحل الإيطالي إلى القارب الذي يحمل الناجين والقتلى بعد ظهر أمس الأحد حيث إكتشفوا الجثث. وتقول وسائل الإعلام الإيطالية إن القتلى الذين عثر على جثثهم في غرفة محركات القارب حاولوا الهرب على ما يبدو إلا أنهم كانوا محاصرين بسبب العدد الكبير للركاب، وظلوا داخل غرفة المحركات حيث يبدو أنهم ماتوا خنقا بفعل استنشاق الغاز المنبعث. وقال مسؤول إيطالي إن غرفة المحركات بالقارب لا يمكن الوصول إليها إلا عبر باب صغير جدا من على ظهر القارب. ويقول محققون إيطاليون إن بعضا من الجثث التي عثر عليها كانت قد بدأت بالتحلل بالفعل عندما عثر عليها خفر السواحل الإيطاليون الذي يعتقدون أن اصحابها ماتوا بينما كانوا يبحرون في المياه الدولية. وقال الطبييب الإيطالي بييترو بارتولو الذي عاين الجثث للصحفيين إنه نظرا لحالة الجثث فإنه يبدو أن اصحابها قد ماتوا منذ 48 ساعة على الأقل. وقد نقلت الجثث إلى المشرحة بينما تقوم الشرطة الإيطالية باستجواب الناجين الذين تبقوا على ظهر القارب. ونقلت وكالة أنباء رويترز عن بعض الناجين قولهم إن جثة رجل آخر ألقيت في المياه بعد أن مات خلال الرحلة. وتمثل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية حاليا أكبر بوابة للاجئين القادمين من شمال إفريقيا باتجاه أوروبا وكان 250 لاجئا قد لقوا حتفهم غرقا عندما غرق قارب كان يقلهم باتجاه الجزيرة في إبريل الماضي. يذكر إن خطة الإتحاد الأوروبي للتعامل مع الأعداد الكبيرة من المهاجرين المتجهة صوب القارة الأوروبية أصابت الإيطاليين بالإحباط إذ أنهم يشعرون بأن الإتحاد الأوربي تخلى عنهم وتركهم يواجهون المشكلة وحدهم.