التساؤلات تبدو وتخبو فى أروقة الشارع المصرى ,الحيرة تبدو على الوجوه , علامات الإستفهام لاترى إجابة والرؤية صارت ضبابية فى كل شيء . الأحاديث تتناثر هنا وهناك والبسطاء يدلون برأيهم على المقاهى وفى الطرقات والأزقة يأكلون ويشربون كلاما وسياسة ، ولكل وجهته ورأيه ، وقلما نجد اتفاقا يجمع أشلاء الأراء . كما تتردد على الألسنة بعض الكلمات مثل الائتلافات ، التكتلات الأحزاب ، النظام البرلمانى ، النظام الرئاسى ، برلمانى رئاسى . وهكذا يغط الناس فى أحاديث عن الحكومة والأحزاب والرئيس القادم وفى هذا الصخب الحوارى لاتستطيع أن تسمع صوتا واحدا لكن تسمع أصواتا متداخلة لا تخرج منها إلا بالصداع تارة أو بالإضطراب والقلق والخوف على المصير تارة اخرى . وهكذا يصل بنا هذا التناحر الفكرى إلى فوضى تضيع فيها مصلحة الأمة وذلك لأننا لم نتعلم فضيلة الإستماع للآخر , ولم نتعلم التضحية بالرأى من أجل الإقتناع برأى الآخر الصحيح , فكل منا يحاول الهيمنة برأيه , لأننا ديوجماطيو الرأى . والشخص الديجماطيقى هو شخص مقتنع برأيه معتد به لدرجة الإستبداد وفرضه على الآخرين ,إيمانا منه بأنه الرأى السديد ويجب أن يسود ونسى اننا ينبغى ان نجتمع فى رأينا على قلب رجل واحد ورأى واحد يسود هو الرأى السديد